البیعة (تفصیلی) - الصفحه 64

۱۱۴۳۱.الإمام الباقر عليه السلام :حَجَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِنَ المَدينَةِ ، وقَد بَلَّغَ جمَيعَ الشَّرائِعِ قَومَهُ ، غَيرَ الحَجِّ وَالوِلايَةِ ، فَأَتاهُ جَبرَئيلُ عليه السلام ، فَقالَ لَهُ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللّهَ جَلَّ اسمُهُ يُقرِئُكَ السَّلامَ ويَقولُ لَكَ : إنّي لَم أقبِض نَبِيّا مِن أنبِيائي ولا رَسولاً مِن رُسُلي إلّا بَعدَ إكمالِ ديني وتَأكيدِ حُجَّتي ، وقَد بَقِيَ عَلَيكَ مِن ذاكَ فرَيضَتانِ مِمّا تَحتاجُ أن تُبَلِّغَهُما قَومَكَ : فَريضَةُ الحَجِّ ، وفَريضَةُ الوِلايَةِ وَالخِلافَةِ مِن بَعدِكَ ؛ فَإِنّي لَم اُخلِ أرضي مِن حُجَّةٍ ، ولَن اُخلِيَها أبَدا ، فَإِنَّ اللّهَ ـ جَلَّ ثَناؤُهُ ـ يَأمُرُكَ أن تُبَلِّغَ قَومَكَ الحَجَّ ، وتَحُجَّ . . . .
فَلَمّا وَقَفَ بِالمَوقِفِ أتاهُ جَبرَئيلُ عليه السلام عَنِ اللّهِ عز و جل ، فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللّهَ عز و جل يُقرِئُكَ السَّلامَ ويَقولُ لَكَ : إنَّهُ قَد دَنا أجَلُكَ ومُدَّتُكَ ، وأنَا مُستَقدِمُكَ عَلى ما لابُدَّ مِنهُ ولا عَنهُ مَحيصٌ ، فَاعهَد عَهدَكَ ، وقَدِّمَ وَصِيَّتَكَ ، وَاعمِد إلى ما عِندَكَ مِنَ العِلمِ وميراثِ عُلومِ الأَنبِياءِ مِن قَبلِكَ ، وَالسِّلاحِ وَالتّابوتِ ، وجَميعِ ما عِندَكَ مِن آياتِ الأَنبِياءِ ، فَسَلِّمهُ إلى وَصِيِّكَ وخَليفَتِكَ مِن بَعدِكَ ؛ حُجَّتِي البالِغةِ عَلى خَلقي عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، فَأَقِمهُ لِلنّاسِ عَلَما ، وجَدِّد عَهدَهُ وميثاقَهُ وبَيعَتَهُ .
وذَكِّرهُم ما أخَذتَ عَلَيهِم مِن بَيعَتي وميثاقِي الَّذي واثَقتَهُم بِهِ ، وعَهدِي الَّذي عَهِدتَ إلَيهِم ؛ مِن وِلايَةِ وَلِيّي ومَولاهُم ومَولى كُلِّ مَؤمِنٍ ومَؤمِنَةٍ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ؛ فَإِنّي لَم أقبِض نَبِيّا مِنَ الأَنبِياءِ إلّا مِن بَعدِ إكمالِ ديني وحُجَّتي ، وإتمامِ نِعمَتي بِوِلايَةِ أولِيائي ومُعاداةِ أعدائي ، وذلِكَ كَمالُ تَوحيدي وديني .
وإتمامُ نِعمَتي عَلى خَلقي بِاتِّباعِ وَلِيّي وطاعَتِهِ ؛ وذلِكَ أنّي لا أترُكُ أرضي بِغَيرِ وَلِيٍّ ولا قَيِّمٍ ؛ لِيَكونَ حُجَّةً لي عَلى خَلقي ، فَـ «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْاءِسْلَامَ دِينًا» بِوِلايَةِ وَلِيّي ومَولى كُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ ؛ عَلِيٍّ عَبدي ، ووَصِيِّ نَبِيّي ، وَالخَليفَةِ مِن بَعدِهِ ، وحُجَّتِي البالِغَةِ عَلى خَلقي ، مَقرونَةٌ طاعَتُهُ بِطاعَةِ مُحَمَّدٍ نَبِيّي ، ومَقرونَةٌ طاعَتُهُ مَعَ طاعَةِ مُحَمَّدٍ بِطاعَتي ، مَن أطاعَهُ فَقَد أطاعَني ، ومَن عَصاهُ فَقَد عَصاني ، جَعَلتُهُ عَلَما بَيني وبَينَ خَلقي . . . .

الصفحه من 107