البیعة (تفصیلی) - الصفحه 73

فَقالَ : وَاللّهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، لَئِن كانوا تَقَدَّموكَ فِي الوِلايَةِ فَما تَقَدَّموكُ فِي الدِّينِ ، ولَئِن كانوا سَبَقوكَ أمسِ فَقَد لَحِقتَهُمُ اليَومَ ، ولَقَد كانوا وكُنتَ لا يَخفى مَوضِعُكَ ، ولا يُجهَلُ مَكانُك ، يَحتاجونَ إلَيكَ فيما لا يَعلَمونَ ، ومَا احتَجتَ إلى أحَدٍ مَعَ عِلمِكَ .
ثُمَّ قامَ خُزَيمَةُ بنُ ثابِتٍ الأَنصارِيُّ ـ وهُوَ ذُو الشَّهادَتَينِ ـ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما أصَبنا لِأَمرِنا هذا غَيرَكَ ، ولا كانَ المُنقَلَبُ إلّا إلَيكَ ، ولَئِن صَدَقنا أنفُسَنا فيكَ ، فَلَأَنتَ أقدَمُ النّاسِ إيمانا ، وأعلَمُ النّاسِ بِاللّهِ ، وأولَى المُؤمِنينَ بِرَسولِ اللّهِ ، لَكَ ما لَهُم ، ولَيسَ لَهُم ما لَكَ .
وقامَ صَعصَعَةُ بنُ صوحانَ فَقالَ : وَاللّهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، لَقَد زَيَّنتَ الخِلافَةَ وما زانَتكَ ، ورَفَعتَها وما رَفَعَتكَ ، ولَهِيَ إلَيكَ أحوَجُ مِنكَ إلَيها .
ثُمَّ قامَ مالِكُ بنُ الحارِثِ الأَشتَرُ فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ! هذا وَصِيُّ الأَوصِياءِ ، ووارِثُ عِلمِ الأَنبِياءِ ، العَظيمُ البَلاءِ ، الحَسَنُ العَناءِ ۱ ، الَّذي شَهِدَ لَهُ كِتابُ اللّهِ بِالإِيمانِ ، ورَسولُهُ بِجَنَّةِ الرِّضوانِ ، مَن كَمُلَت فيهِ الفَضائِلُ ، ولَم يَشُكَّ في سابِقَتِهِ وعِلمِهِ وفَضلِهِ الأَواخِرُ ولَا الأَوائِلُ .
ثُمَّ قامَ عُقبَةُ بنُ عَمرٍو فَقالَ : مَن لَهُ يَومٌ كَيَومِ العَقَبَةِ ، وبَيعَةٌ كَبَيعَةِ الرِّضوانِ ، وَالإِمامُ الأَهدَى الَّذيلا يُخافُ جَورُهُ ، وَالعالِمُ الَّذي لا يُخافُ جَهلُهُ . ۲

راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : ج 2 ص 325 ( القسم الخامس / الفصل الأوّل : بيعة النور ) .

1.في الطبعة المعتمدة : « الغناء » وما أثبتناه من طبعة النجف ( ج ۲ ص ۱۵۵ ) . والعناء هنا : المداراة أو حسن السياسة ( لسان العرب : ج ۱۵ ص ۱۰۶ ) .

2.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۱۷۹ .

الصفحه من 107