البیعة (تفصیلی) - الصفحه 85

فَقُلتُ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، النّاسُ يَقولونَ : إنَّكَ قَبِلتَ وِلايَةَ العَهدِ مَعَ إظهارِكَ الزُّهدَ فِي الدُّنيا !
فَقالَ عليه السلام : قَد عَلِمَ اللّهُ كَراهَتي لِذلِكَ ، فَلَمّا خُيِّرتُ بَينَ قَبولِ ذلِكَ وبَينَ القَتلِ ، اختَرتُ القَبولَ عَلَى القَتلِ . وَيحَهُم أما عَلِموا أنَّ يوسُفَ عليه السلام كانَ نَبِيّا ورَسولاً ، فَلَمّا دَفَعَتهُ الضَّرورَةُ إلى تَوَلّي خَزائِنِ العَزيزِ قالَ : «اجْعَلْنِى عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ »۱ ! ودَفَعَتنِي الضَّرورَةُ إلى قَبولِ ذلِكَ عَلى إكراهٍ وإجبارٍ بَعدَ الإِشرافِ عَلَى الهَلاكِ ، عَلى أنّي ما دَخَلتُ في هذا الأَمرِ إلّا دُخولَ خارِجٍ مِنهُ ، فَإِلَى اللّهِ المُشتَكى وهُوَ المُستَعَانُ . ۲

۱۱۴۷۵.الأمالي للصدوق عن أبي الصلت الهَرَويّ :إنَّ المَأمونَ قالَ لِلرِّضا عليه السلام : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، قَد عَرَفتُ فَضلَكَ وعِلمَكَ وزُهدَكَ ووَرَعَكَ وعِبادَتَكَ ، وأَراكَ أحَقَّ بِالخِلافَةِ مِنّي .
فَقالَ الرِّضا عليه السلام : بِالعُبودِيَّةِ للّهِِ عز و جل أفتَخِرُ ، وبِالزُّهدِ فِي الدُّنيا أرجُو النَّجاةَ مِن شَرِّ الدُّنيا ، وبِالوَرَعِ عَنِ المَحارِمِ أرجُو الفَوزَ بِالمَغانِمِ ، وبِالتَّواضُعِ فِي الدُّنيا أرجُو الرِّفعَةَ عِندَ اللّهِ عز و جل .
فَقالَ لَهُ المَأمونُ : إنّي قَد رَأَيتُ أن أعزِلَ نَفسي عَنِ الخِلافَةِ وأَجعَلَها لَكَ واُبايِعَكَ .
فَقالَ لَهُ الرِّضا عليه السلام : إن كانَت هذِهِ الخِلافَةُ لَكَ وجَعَلَها اللّهُ لَكَ ، فَلا يَجوزُ أن تَخلَعَ

1.يوسف : ۵۵ .

2.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۱۳۹ ح ۲ وص ۱۳۸ ح ۱ ، علل الشرائع : ص ۲۳۸ ح ۲ كلاهما عن الحسن بن موسى نحوه وص ۲۳۹ ح ۳ ، الأمالي للصدوق : ص ۱۳۰ ح ۱۱۸ ، روضة الواعظين : ص ۲۴۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۹ ص ۱۳۰ ح ۴ وراجع : تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۱۸۰ ح ۳۸ والخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۷۶۶ ح ۸۶ .

الصفحه من 107