115
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

زَوَّجَها أبوها عَلِيٌّ عليه السلام مِن عَبدِ اللّهِ ابنِ أخيهِ جَعفَرٍ ، فَوَلَدَت لَهُ عَلِيّا ، وعَونا الأَكبَرَ ، وعَبّاسا ، ومُحَمَّدا ، واُمَّ كُلثومٍ . وكانَت مَعَ أخيهَا الحُسَينِ عليه السلام لَمّا قُتِلَ ، وحُمِلَت إلى دِمَشقَ ، وحَضَرَت عِندَ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، وكَلامُها لِيَزيدَ ـ حينَ طَلَبَ الشّامِيُّ اُختَها فاطِمَةَ بِنتَ عَلِيٍّ مِن يَزيدَ ـ مَشهورٌ مَذكورٌ فِي التَّواريخِ ، وهُوَ يَدُلُّ عَلى عَقلٍ وقُوَّةِ جَنانٍ ۱ .

4 / 2

اُمُّ كُلثومٍ

البنت الثانية لعليّ وفاطمة عليهماالسلام . ولدت في السنة السادسة من الهجرة ۲ . وتربّت في حجر اُمّها الزهراء عليهاالسلام في دار فسيحةٍ فساحةَ الإيمان والعشق .
ونقرأ في التاريخ آراء متباينة حول زواجها ؛ فهناك من يشير إلى زواجها من عمر بن الخطّاب . ويذهب أصحاب هذا الرأي إلى أنّ الخليفة الثاني كان راغبا في الزواج من إحدى بنات الزهراء عليهاالسلام تمسّكا بالحديث القائل : «كُلُّ حَسَبٍ ونَسَبٍ مُنقَطِعٌ يَومَ القِيامَةِ إلّا حَسَبي ونَسَبي» ولذلك خطبها من أبيها أمير المؤمنين عليه السلام .
ورفض الإمام عليه السلام هذا الأمر في البداية ، وقال : إنّ بناته يتزوّجن بني أعمامهنّ . بَيْد أنّه وافق بعد ذلك بإصرار عمر ۳ أو تهديده ۴ ، أو أنّه وكل زواجها إلى عمّه العبّاس حين تدخّل في الموضوع ۵ .

1.اُسد الغابة : ج۷ ص۱۳۴ الرقم ۶۹۶۹ ، الإصابة : ج۸ ص۱۶۶ الرقم ۱۱۲۶۷ نحوه .

2.سير أعلام النبلاء : ج۳ ص۵۰۰ الرقم ۱۱۴ .

3.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۱۵۳ ح۴۶۸۴ ، الطبقات الكبرى : ج۸ ص۴۶۳ ، أنساب الأشراف : ج۲ ص۴۱۱ .

4.الكافي : ج۵ ص۳۴۶ ح۱ و ۲ ، الخرائج والجرائح : ج۲ ص۸۲۵ ح۳۹ .

5.الكافي : ج۵ ص۳۴۶ ح۲ ، إعلام الورى : ج۱ ص۳۹۷ ، الاستغاثة : ص۱۲۶ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
114

أمِنَ العَدلِ ـ يَابنَ الطُّلَقاءِ ـ تَخديرُكَ حَرائِرَكَ وإماءَكَ ، وسَوقُكَ بَناتِ رَسولِ اللّهِ سَبايا ! قَد هَتَكتَ سُتورَهُنَّ ، وأبدَيتَ وُجوهَهُنَّ ، يَحدو بِهِنَّ الأَعداءُ مِن بَلَدٍ إلى بَلَدٍ ؟ ! ۱
وبتلك الكلمات القصيرة الدامغة ذكّرته بماضي أهله حين قُبض عليهم أذلّاء في مكّة ثمّ اُطلقوا بعد أن أسلموا خائفين من بارقة الحقّ ، فدلّت على عدم جدارته للحكم من جهة ، وعلى جوره ونشره للظلم من جهة اُخرى . واستَشهدت أخيرا بآيات قرآنيّة لتعلن بصراحة أنّ موقعه ليس كرامة إلهيّة ـ كما زعم أو حاول أن يلقّن الناس به ـ بل هو انغماس ملوّث بالكفر في أعماق الجحود ، وزيادة في الكفر ، وأمّا الشهادة فهي كرامة لآل اللّه . . . .
كانت خطب زينب الكبرى في ذروة الفصاحة والبلاغة والتأثير ، كما كانت حكيمة في تشخيص الموقف المناسب .
ولم نعثر على تاريخ وفاتها بالتحديد في المصادر المعتمدة ، ۲ وأمّا قبرها فمثار جدال ونقاش .

۹۹.اُسد الغابةـ في تَرجَمَةِ زَينَبَ عليهاالسلام ـ: أدرَكَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله ، ووُلِدَت في حَياتِهِ ، ولَم تَلِد فاطِمَةُ بِنتُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَعدَ وَفاتِهِ شَيئا . وكانَت زينَبُ امرَأَةً عاقِلَةً لَبيبةً جَزلَةً ۳ ،

1.الاحتجاج : ج۲ ص۱۲۵ ح۱۷۳ ، الملهوف : ص۲۱۵ ؛ مقتل الحسين للخوارزمي : ج۲ ص۶۴ ، بلاغات النساء : ص۳۵ نحوه .

2.في أخبار الزينبات المنسوب إلى العبيدلي ذكر أنّ وفاتها كان في مصر في الخامس عشر من شهر رجب سنة ۶۲ ه ، لكنّ التحقيق يوصلنا إلى أنّ الكتاب هو ليس من تأليف العبيدلي ، وهو غير قابل للاعتماد ، وقد انتقد العلّامة التستري في كتابه قاموس الرجال بشدّة نسبة الكتاب إلى العبيدلي ، وكذلك انتقد محتوى الكتاب ، فقال في بعض كلامه : «لم يذكر أحدٌ من الخاصّة والعامّة ممّن كتب في أنساب قريش تاريخاً لوفاتها» (راجع قاموس الرجال : ج ۱۱ ص ۳۸) .

3.جَزْلة : أي تامّة الخَلْق ، وذات كلام جَزْل : أي قويّ شديد (النهاية : ج۱ ص۲۷۰) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 188605
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي