كربلاء ۱ . وتولّى سقاية الجيش والأطفال في ساعة العسرة التي كان فيها الإمام وأصحابه محاصرين ۲ .
وعندما طلب الإمام عليه السلام من أصحابه وأهل بيته أن يذهبوا ويتركوه وحده في ليلة العاشر من المحرّم ، كان أبو الفضل أوّل من هبّ ليخبره بملازمته إيّاه وتفانيه من أجله عبر كلمات طافحة بالعشق والإيمان والإيثار ۳ .
أتاه وإخوته الثلاثة شمرُ بن ذي الجوشن ومعه كتاب الأمان ، فامتعضوا منه وكرهوا لقاءه ، وقالوا في ردّ ما عرضه عليهم :
لَعَنَكَ اللّهُ ولَعَنَ أمانَكَ ! . . . أ تُؤمِنُنا وَابنُ رَسولِ اللّهِ لا أمانَ لَهُ ؟ ! ۴
أثنى عليه المعصومون عليهم السلام ووصفوه بالإيثار ، والبصيرة النافذة ، والثبات على الإيمان ، والجهاد العظيم ، والبلاء الحسن ، والمنزلة التي يُغبَط عليها يوم القيامة ۵ .
استُشهد هذا البطل المهيب والعضد الصامد لأبي عبد اللّه عليه السلام عندما عزم على إيصال الماء إلى الأفواه اليابسة الظامئة للنساء والأطفال حين ظلّ الإمام عليه السلام وحيدا فريدا . فعزّ مصرعه على الحسين عليه السلام ، وجلس عند جثمانه المضرّج بالدماء ، ورثاه بحرقة وألم : «الآنَ انكَسَرَ ظَهري ، وقَلَّت حيلَتي» ۶ .
1.الأخبار الطوال : ص۲۵۶ ، مقاتل الطالبيّين : ص۹۰ ؛ الإرشاد : ج۲ ص۹۵ ، المجدي : ص۱۵ ، شرح الأخبار : ج۳ ص۱۸۲ ح۱۱۲۵ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۴ ص۱۰۸ ، عمدة الطالب : ص۳۵۶ .
2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۴۱۲ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۵۵۶ ، الفتوح : ج۵ ص۹۲ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ج۲ ص۲۹ ؛ شرح الأخبار : ج۳ ص۱۸۲ و ص۱۹۱ .
3.تاريخ الطبري : ج۵ ص۴۱۹ ؛ الإرشاد : ج۲ ص۹۱ ، إعلام الورى : ج۱ ص۴۵۵ .
4.تاريخ الطبري : ج۵ ص۴۱۶ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۵۵۸ ، الفتوح : ج۵ ص۹۴ ، البداية والنهاية : ج۸ ص۱۷۶ ؛ الإرشاد : ج۲ ص۸۹ .
5.سرّ السلسلة العلويّة : ص۸۹ ، عمدة الطالب : ص۳۵۶ .
6.مقتل الحسين للخوارزمي : ج۲ ص۳۰ ؛ المجدي : ص۱۵ ، إعلام الورى : ج۱ ص۳۹۵ ، شرح الأخبار : ج۳ ص۱۹۴ ، عمدة الطالب : ص۳۵۶ ، بحار الأنوار : ج۴۵ ص۴۲ .