13
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

باسم مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، حيث راحت هذه المناسبة تستقطب إليها اُلوف الجهود والهمم ۱ .
وها أنا ذا أتوجّه إلى اللّه سبحانه شاكراً أنعُمَه من أعماق وجودي وقد حالفني توفيقه في المضيّ قُدماً لإنجاز هذا المشروع المهمّ ؛ حيث هوّن العقبات ، وذلّل الصِّعاب ، ويسّر العسير .
إنّ «موسوعة الإمام» لهي إلى هذا العاشق الوله بذكر عليّ عليه السلام أعذب شيء في حياته وأحلاه ، وأدعى حصيلة تبعث على الفخر في سنيّ عمره ، حيث بلغت نهايتها بفضل اللّه سبحانه ، ومعونة خالصة أسداها عدد من الفضلاء .
أجل ؛ إنّ «موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب» تجسِّد من الاُمنيات في حياتي ما هو أرفعها وأسماها ، وتستجيب من تطلّعاتي إلى ما هو أبعدها مدىً .
وما كان ذلك يتحقّق لولا فضل اللّه وتوفيقه ، فله حمدي ، وعليه ثنائي اُزجيه خاشعاً بكلّ وجودي .
وما كان ليتمّ لولا رعاية خاصّة كنفني بها المولى أمير المؤمنين ، فله شكري ، وعليه سلامي ، فلولا ما فاء به من رعاية وتسديد ، ولولا مدده الذي أسداه في تذليل العقبات الكؤود وتيسيرها لما رسَت «الموسوعة» على هذا الشكل .
وحسبُ هذه الكلمات أنّها رسالة اعتذار تومئ إلى تقصير صاحبها ، ثمّ حسبها ما تُبديه من ثناء عاطر مقرون بالخشوع والجلال لكلّ هذه الرعاية الحافلة من أجل

1.أطلق قائد الثورة الإسلاميّة آية اللّه السيّد الخامنئي ـ حفظه اللّه تعالى ـ على العام الإيراني الحالي (۱۳۷۹ ه . ش) «عام الإمام عليّ عليه السلام » و «عام الولاية» ؛ وذلك لحلول عيد الغدير فيه مرّتين ؛ فبداية العام الحالي في ۱۳ ذي الحجّة ۱۴۲۱ ه . ق ، ونهايته في ۲۴ ذي الحجّة ۱۴۲۲ ه . ق ، فيكون يوم الغدير (۱۸ ذي الحجّة) قد حلّ في الشهرين الأوّل والأخير من هذا العام .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
12

الحقّ المتوهِّجة تلك ، أو أن يكون له نصيب في بثّ شيءٍ من أريج بحر فضائلها الزخّار ، وأن يُسهِم في نشر أثارة من مناقبها المتضوّعة بعبيرٍ فوّاح .
هكذا دالت الحال ومرّت الأيّام بانتظار موعد في ضمير الغيب مرتقب !
فقد قُدِّر لي وأنا أشتغل بتدوين «ميزان الحكمة» أن اُلقي نظرة من بعيد على هذا البحر الزخّار ، بحكم ضرورة أملتها هيكليّة الكتاب ، وساقت منهجيّاً إلى مدخلٍ بعنوان : «الإمامة» .
أجل ، لم يسمح «المدخل» بأكثر من نظرةٍ من بعيد إلى البحر اللجّي ، أطلّت على شخصيّة الإمام الأخّاذة عبر الكلام الإلهي والنبوي ، قد سمحت بتثبيت ومضات من سيرة ذلك العظيم على أساس ما تحكيه روايات أهل البيت عليهم السلام .
مرّة اُخرى شاء التقدير الإلهي أن تتّسع موسوعة «ميزان الحكمة» (التي تجدّد طبعها ـ بفضل اللّه ـ مرّات ، وراحت تتخطّى الحدود وتصل إلى أقصى النقاط ، وهي تستجيب بقدرها لتطلّعات الباحثين عن المعرفة الدينيّة) وتمتدّ فصولها وتزداد .
بعد تأمّلٍ طويل انطلقت بكاتب هذه السطور همّتُه ، وتبدّل العزم إلى قرار بالعمل يقضي بإضافة هذا الجزء .
كانت الرحلة بعيدة المدى ، وبدا الطريق طويلاً وأنا حديث العهد به ، لولا أن تداركتني رعاية خاصّة من الإمام ، ولا غَروَ وهو كهف السائرين على الحقّ وملاذهم ، ثمّ اكتنفتني همم كبيرة برزت من فضلاء كرام .
وبين هذا وذاك أينع ذلك الجهد وأثمر بعد سنوات حصيلةً تحمل عنوان : «موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب في الكتاب والسنّة والتاريخ» هي ذي التي بين أيديكم .
ثمّ شاءت المقادير مرّة اُخرى أن يقترن طبع الموسوعة في السنة التي توشّحت

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 240779
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي