تحريف التاريخ في قضيّة المؤازرة
إنّ ما أوردناه هو عين ما نقله المؤرّخون ، والمحدّثون ، والمفسّرون بطرق مختلفة وأسانيد متنوّعة ، وسيأتي في الصفحات القادمة ۱ ، وهو ما ذكره الطبري أيضاً في تاريخه مفصّلاً ؛ بيد أنّه في تفسيره بعد أن نقل الرواية بنفس السند الوارد في تاريخه ، غيّر فيها فقال : «على أن يكون أخي وكذا وكذا» بدل «على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم» ، وأباح لنفسه تحريف الكلام النبوي وهو يواصل كلامه ، فقال : «إنّ هذا أخي وكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوه» مكان «إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ؛ فاسمعوا له وأطيعوه» ! ۲
ومن الطبيعي أن يكون نقل الطبري مثارا للتساؤل ومدعاه للتأسّف ! والتأمّل فيه يدلّ على أنّه كان مُكرَهاً متحكّماً فيه ، وإلّا فماذا يعني قوله : «إن هذا أخي وكذا وكذا ، فاسمعوا له . . .» ؟ ! علماً أنّ قوله : «فاسمعوا له وأطيعوه» ينطوي على مكنون سرّ يُشعر بحذفٍ لروح الكلام ولبابه !
1.ذكر العلّامة الأميني رضوان اللّه عليه الصور المختلفة لنقل الحادثة في موسوعته الثمينة النفيسة «الغدير» وناقش أسنادها وما دلّ عليها. والأخبار في ذلك ثابتة راسخة لا تقبل الترديد، انظر الغدير : ج۲ ص۲۷۸ـ۲۸۹ ، ويعود ذلك حتماً إلى أنّ أعداء الحقّ تطاولوا على تحريفها ، أو أنّهم أكرهوا المؤرّخين على ذلك .
2.تفسير الطبري : ج ۱۱ الجزء ۱۹ ص ۱۲۲ .