151
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

صورَةِ أعوَرِ ثَقيفٍ ، فَلَم تَزَل تَضرِبُ أمرَها ظَهرا لِبَطنٍ حَتَّى اجتَمَعَت آراؤُها علَى أن يَنتَدِبَ مِن كُلِّ فَخِذٍ مِن قُرَيشٍ رَجُلٌ ، ثُمَّ يأخُذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم سَيفَهُ ثُمَّ يَأتِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله وهُوَ نائِمٌ عَلى فِراشِهِ فَيَضرِبونَهُ جَميعا بِأَسيافِهِم ضَربَةَ رَجُلٍ واحِدٍ فَيَقتُلوهُ ، وإذا قَتَلوهُ مَنَعَت قُرَيشٌ رِجالَها ولَم تُسَلِّمها ، فَيَمضي دَمُهُ هَدَرا .
فَهَبَطَ جَبرَئيلُ عليه السلام عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَأَنبَأَهُ بِذلِكَ وأخبَرَهُ بِاللَّيلَةِ الَّتي يَجتَمِعونَ فيها وَالسَّاعَةِ الَّتي يَأتونَ فِراشَهُ فيها ، وأمَرَهُ بِالخُروجِ فِي الوَقتِ الَّذي خَرَجَ فيه إلَى الغارِ ، فَأَخبَرَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِالخَبَرِ ، وأمَرَني أن أضطَجِعَ في مَضجَعِهِ وأقِيَهُ بِنَفسي ، فَأَسرَعتُ إلى ذلِكَ مُطيعا لَهُ مَسرورا لِنَفسي بِأَن اُقتَلَ دونَهُ ، فَمَضى عليه السلام لِوَجهِهِ ، وَاضطَجَعتُ في مَضجَعِهِ ، وأقبَلَت رَجّالاتُ قُرَيشٍ موقِنَةً في أنفُسِها أن تَقتُلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله ، فَلَمَّا استَوى بي وبِهِمُ البَيتُ الَّذي أنَا فيهِ ناهَضتُهُم بِسَيفي ، فَدَفَعتُهُم عَن نَفسي بِما قَد عَلِمَهُ اللّهُ وَالنّاسُ ۱ .

۱۲۳.الطبقات الكبرى عن عائشة وابن عبّاس وعائشة بنت قدامة وعليّ عليه السلام وسراقة بن جعشمـ دَخَلَ حَديثُ بَعضِهِم في حَديثِ بَعضٍ ـ: أتى جِبريلُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ [أيِ اجتِماعَ قُرَيشٍ عَلى قَتلِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ]وأمَرَهُ أن لا يَنامَ في مَضجَعِهِ تِلكَ اللَّيلَةَ . . . وأمَرَ عَلِيّا أن يَبيتَ في مَضجَعِهِ تِلكَ اللَّيلَةَ ، فَباتَ فيهِ عَلِيٌّ وتَغَشّى بُردا أحمَرَ حَضرَمِيّا كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَنامُ فيهِ ، وَاجتَمَعَ اُولئِكَ النَّفَرُ مِن قُرَيشٍ يَتَطَلَّعونَ مِن صيرِ ۲ البابِ ويَرصُدونَهُ يُريدونَ ثِيابَهُ ويَأتَمِرونَ أيُّهُم يَحمِلُ عَلَى المُضطَجِعِ صاحِبِ الفِراشِ ، فَخَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وهُم جُلوسٌ عَلَى البابِ ، فَأَخَذَ حَفنَةً مِن البَطحاءِ فَجَعَلَ يَذُرُّها عَلى رُؤوسِهِم ويَتلو : «يس * وَ الْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ»۳ حَتّى بَلَغَ :

1.الخصال : ص۳۶۶ ح۵۸ عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام .

2.الصِّيْر : شِقّ الباب (النهاية : ج۳ ص۶۶) .

3.يس : ۱ و ۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
150

يَقرَأُ «يس * وَ الْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ» حَتّى بَلَغَ «فَأَغْشَيْنَـهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ»۱ .
فَقالَ لَهُم قائِلٌ : ما تَنظُرونَ قَد وَاللّهِ خِبتُم وخَسِرتُم ، وَاللّهِ لَقَد مَرَّ بِكُم وما مِنكُم رَجُلٌ إلّا وقَد جَعَلَ عَلى رَأسِهِ تُرابا . فَقالوا : وَاللّهِ ما أبصَرناهُ ! قالَ : فَأَنزَلَ اللّهُ عزَّ وجَلَّ «وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَـكِرِينَ»۲۳ .

۱۲۱.مسند ابن حنبل عن ابن عبّاسـ فيقَولِهِ تَعالى:«وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ»ـ: تَشاوَرَت قُرَيشٌ لَيلَةً بِمَكَّةَ فَقالَ بَعضُهُم : إذا أصبَحَ فَأَثبِتوهُ بِالوِثاقِ ـ يُريدونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله ـ وقالَ بَعضُهُم : بَلِ اقتُلوهُ ، وقالَ بَعضُهُم : بَل أخرِجوهُ . فَأَطلَعَ اللّهُ عزّ وجلّ نَبِيَّهُ عَلى ذلِكَ ، فَباتَ عَلِيٌّ عَلى فِراشِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله تِلكَ اللَّيلَةَ ، وخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله حَتّى لَحِقَ بِالغارِ ، وباتَ المُشرِكونَ يَحرُسونَ عَلِيّا يَحسَبونَهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله ، فَلَمّا أصبَحوا ثابوا إلَيهِ ، فَلَمّا رَأَوهُ عَلِيّا رَدَّ اللّهُ مَكرَهُم ، فَقالوا : أينَ صاحِبُكَ هذا ؟ قالَ : لا أدري ! فَاقتَصّوا أثَرَهُ ، فَلَمّا بَلَغُوا الجَبَلَ خُلِّطَ عَلَيهِم ۴ فَصَعِدوا فِي الجَبَلِ ، فَمَرّوا بِالغارِ ، فَرأَوا عَلى بابِهِ نَسجَ العَنكَبوتِ فَقالوا : لَو دَخَلَ هاهُنا لَم يَكُن نَسجُ العَنكَبوتِ عَلى بابِهِ ، فَمَكَثَ فيهِ ثَلاثَ لَيالٍ ۵ .

۱۲۲.الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ قُرَيشا لَم تَزَل تَخَيَّلُ الآراءَ وتَعمَلُ الحِيَلَ في قَتلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله حَتّى كانَ آخِرُ مَا اجتَمَعَت في ذلِكَ يَومَ الدّارِ ـ دارِالنَّدوَةِ ـ وإبليسُ المَلعونُ حاضِرٌ فى ¨

1.يس : ۱ و ۲ و ۹ .

2.الأنفال : ۳۰ .

3.الأمالي للطوسي : ص۴۴۵ ح۹۹۵ ، بحار الأنوار : ج۱۹ ص۵۴ ح۱۱ .

4.في المصادر الاُخرى: «اختلط عليهم» وهو الأنسب.

5.مسند ابن حنبل : ج۱ ص۷۴۴ ح۳۲۵۱ ، المصنّف لعبد الرزّاق : ج۵ ص۳۸۹ ح۹۷۴۳ ، المعجم الكبير : ج۱۱ ص۳۲۲ ح۱۲۱۵۵ ، الدرّ المنثور : ج۴ ص۵۰ ؛ مجمع البيان : ج۴ ص۸۲۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 232644
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي