157
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

كاثِبَةَ ۱ فَرَسِهِ ، فَكانَ عليه السلام يَشُدُّ عَلى قَدَمِهِ شَدَّ الفَرَسِ ، أو الفارِسِ عَلى فَرَسِهِ ، فَشَدَّ عَلَيهِم بِسَيفِهِ وهُوَ يَقولُ :

خَلّوا سَبيلَ الجاهِدِ المُجاهِدِ
آلَيتُ لا أعبُدُ غَيرَ الواحِدِ

فَتَصَدَّعَ عَنهُ القَومُ وقالوا لَهُ : اَغنِ عَنّا نَفسَكَ يَابنَ أبي طالِبٍ . قالَ : فَإِنّي مُنطَلِقٌ إلَى ابنِ عَمّي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِيَثرِبَ ، فَمَن سَرَّهُ أن اُفرِيَ لَحمَهُ واُريقَ دَمَهُ فَليَتَعَقَّبني أو فَليَدنُ مِنّي .
ثُمَّ أقبَلَ عَلى صاحِبَيهِ أيمَنَ وأبي واقِدٍ فَقالَ لَهُما : أطلِقا مَطاياكُما .
ثُمَّ سارَ ظاهِرا قاهِرا حَتّى نَزَلَ ضَجَنانَ ، فَتَلَوَّمَ بِها قَدرَ يَومِهِ ولَيلَتِهِ ، ولَحِقَ بِهِ نَفَرٌ مِنَ المُستَضعَفينَ مِنَ المُؤمِنينَ وفيهِم اُمُّ أيمَنَ مَولاةُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَظَلَّ لَيلَتَهُ تِلكَ هُوَ وَالفَواطِمُ ـ اُمُّهُ فاطِمَةُ بِنتُ أسَدٍ ، وفاطِمَةُ بِنتُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وفاطِمَةُ بِنتُ الزُّبَيرِ ـ طَورا يُصَلّونَ وطَورا يَذكُرونَ اللّهَ قِياما وقُعودا وعَلى جُنوبِهِم ، فَلَم يَزالوا كَذلِكَ حَتّى طَلَعَ الفَجرُ فَصَلّى عليه السلام بِهِم صَلاةَ الفَجرِ ، ثُمَّ سارَ لِوَجهِهِ يَجوبُ مَنزِلاً بَعدَ مَنزِلٍ لا يَفتُرُ عَن ذِكرِ اللّهِ ، وَالفَواطِمُ كَذلِكَ وغَيرُهُم مِمَّن صَحِبَهُ حَتّى قَدِمُوا المَدينَةَ ۲ .

۱۲۸.تاريخ دمشق عن أبي رافع :إنَّ عَلِيّا كانَ يُجَهِّزُ النّبِيَّ صلى الله عليه و آله حينَ كانَ بِالغارِ ويَأتيهِ بالطَّعامِ ، وَاستَأجَرَ لَهُ ثَلاثَ رَواحِلَ ؛ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ولِأَبي بَكرٍ و[لِ]دَليلِهِمُ ابنِ اُرَيقِطٍ ، وخَلَّفَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، لِيُخرِجَ إلَيهِ أهلَهُ ، فَأَخرَجَهُم ۳ ، وأمَرَهُ أن يُؤَدِّيَ عَنهُ أمانَتَهُ ووَصايا مَن كانَ يوصي إلَيهِ ، وما كانَ يُؤتَمَنُ عَلَيهِ مِن مالٍ ، فَأَدّى أمانَتَهُ كُلَّها .

1.هي من الفرس مُجتمع كتفيه قُدّام السرج (النهاية : ج۴ ص۱۵۲) .

2.الأمالي للطوسي : ص۴۶۵ ـ ۴۶۹ ح۱۰۳۱ وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج۱ ص۱۸۲ ـ ۱۸۴ وكشف الغمّة : ج۲ ص۳۰ ـ ۳۲ .

3.في المصدر: «وخلَّفه النبيّ فخرج إليه أهله فخرج» ، والصحيح ماأثبتناه كما في بحار الأنوار والمصادر الاُخرى .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
156

عَلِيٌّ عليه السلام بِفاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله واُمِّهِ فاطِمَةَ بِنتِ أسَدِ بنِ هاشِمٍ ، وفاطِمَةَ بِنتِ الزُّبَيرِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ ـ وقَد قيلَ هِيَ ضُباعَةُ ـ وتَبِعَهُم أيمَنُ ابنُ اُمِّ أيمَنَ مَولى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وأبو واقِدٍ رَسولُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَجَعَلَ يَسوقُ بُالرَّواحِلِ فَأَعنَفَ بِهِم .
فَقالَ عَلِيٌّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ : اُرفُق بِالنِّسوَةِ يا أبا واقِدٍ ؛ إنَّهُنَّ مِنَ الضَّعائِفِ . قالَ : إنّي أخافُ أن يُدرِكَنَا الطّالِبُ ـ أو قالَ : الطُّلَّبُ ـ فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : اِربَع ۱ عَلَيكَ ؛ فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لي : يا عَلِيُّ ، إنَّهُم لَن يَصِلوا مِن الآنِ إلَيكَ بِما تَكرَهُهُ ، ثُمَّ جَعَلَ ـ يَعني عَلِيّا عليه السلام ـ يَسوقُ بِهِنَّ سَوقا رَفيقا وهُوَ يَرتَجِزُ ويَقولُ :

لَيسَ إلّا اللّهَ فَارفَع ظَنَّكا
يَكفيكَ رَبُّ النّاسِ ما أهَمَّكا

وسارَ فَلَمّا شارَفَ ضَجَنانَ ۲ أدرَكَهُ الطُّلَّبُ ، وعَدَدُهُم سَبعَةُ فَوارِسَ مِن قُرَيشٍ مُستَلئِمينَ ۳ ، وثامِنُهُم مَولًى لِحَربِ بنِ اُمَيَّةَ يُدعى جَناحا ، فَأَقبَلَ عَلِيٌّ عليه السلام عَلى أيمَنَ وأبي واقِدٍ ، وقَد تَراءَى القَومُ ، فَقالَ لَهُما : أنيخَا الإِبِلَ وَاعقِلاها ، وتَقَدَّمَ حَتّى أنزَلَ النِّسوَةَ ، ودَنَا القَومُ فَاستَقبَلَهُم عليه السلام مُنتَضِيا سَيفَهُ ، فَأَقبَلوا عَلَيهِ فَقالوا : أظَنَنتَ أنَّكَ يا غُدَرُ ۴ ناجٍ بِالنِّسوَةِ ؟ ! اِرجِع لا أبَا لَكَ . قالَ : فَإِن لَم أفعَل ؟ قالوا : لَتَرجِعَنَّ راغِما ، أو لَنَرجِعَنَّ بِأَكثَرِكَ شَعرا وأهوَنُ بِكَ مِن هالِكٍ ، ودَنَا الفَوارِسُ مِنَ النِّسوَةِ وَالمَطايا لِيُثَوِّروها ، فَحالَ عَلِيٌّ عليه السلام بَينَهُم وبَينَها ، فَأَهوى لَه جَناحٌ بِسَيفِهِ ، فَراغَ ۵ عَلِيٌّ عليه السلام عَن ضَرَبَتِهِ وتَخَتَّلَهُ عَلِيٌّ عليه السلام فَضَرَبَهُ عَلى عاتِقِهِ ، فَأَسرَعَ السَّيفُ مُضِيّا فيهِ حَتّى مَس

1.أي ارفق بنفسك وكُفّ (الصحاح : ج۳ ص۱۲۱۲) .

2.جبل بناحية تهامة على بريد من مكّة ، وهناك الغميم ، في أسفله مسجد صلّى فيه رسول اللّه صلى الله عليه و آله (معجم البلدان : ج۳ ص۴۵۳) .

3.استلأم الرجل : إذا لبِس ما عنده من عُدّةٍ ؛ رمح وبيضة ومِغفَر وسيف ونَبل (لسان العرب : ج۱۲ ص۵۳۲) .

4.غُدَر : معدول عن غادر للمبالغة (النهاية : ج۳ ص۳۴۵) .

5.أي حادَ (لسان العرب : ج۸ ص۴۳۱) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 232102
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي