183
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

أصحابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله يُقاتِلونَ عَنهُ حَتّى قُتِلَ مِنهُم سَبعونَ رَجُلاً .
وثَبَتَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام وأبو دُجانَةَ الأَنصارِيُّ وسَهلُ بنُ حُنَيفٍ لِلقَومِ يَدفَعونَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وكَثُرَ عَلَيهِمُ المُشرِكونَ ، فَفَتَحَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَينَيهِ ونَظَرَ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام . . . فَقالَ : يا عَلِيُّ ! ما فَعَلَ النّاسُ ؟ فَقالَ : نَقَضُوا العَهدَ ووَلَّوُا الدُّبُرَ ، فَقالَ لَهُ : فَاكفِني هؤِلاءِ الَّذينَ قَد قَصَدوا قَصدي ، فَحَمَلَ عَلَيهِم أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَكَشَفَهُم ، ثُمَّ عادَ إلَيهِ ـ وقَد حَمَلوا عَلَيهِ مِن ناحِيَةٍ اُخرى ـ فَكَرَّ عَلَيهِم فَكَشَفَهُم ، وأبو دُجانَةَ وسَهلُ بنُ حُنَيفٍ قائِمانِ عَلى رَأسِهِ بِيَدِ كُلِّ واحِدٍ مِنهُما سَيفُهُ لِيَذُبَّ عَنهُ ۱ .

۱۶۲.الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام: كانَ أصحابُ اللِّواءِ يَومَ اُحُدٍ تِسعَةً ، قَتَلَهُم عَلِيٌّ عَن آخِرِهِم ، وَانهَزَمَ القَومُ ، وطارَت مَخزومٌ مُنذُ فَضَحَها عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ يَومَئِذٍ .
قالَ : وبارَزَ عَلِيٌّ الحَكَمَ بنَ الأَخنَسِ فَضَرَبَهُ فَقَطَعَ رِجلَهُ مِن نِصفِ الفَخِذِ فَهَلَكَ مِنها ۲ .

۱۶۳.المغازي :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ يَومَ اُحُدٍ : مَن لَهُ عِلمٌ بِذَكوانَ بنِ عَبدِ قَيسٍ ؟ قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : أنَا رَأَيتُ ـ يا رَسولَ اللّهِ ـ فارِسا يَركُضُ في أثَرِهِ حَتّى لَحِقَهُ وهُوَ يَقولُ : لا نَجَوتُ إن نَجَوتَ ! فَحَمَلَ عَلَيهِ بِفَرَسِهِ وذَكوانُ راجِلٌ ، فَضَرَبَهُ وهُوَ يَقولُ : خُذها وأنَا ابنُ عِلاجٍ ! فَأَهوَيتُ إلَيهِ وهُوَ فارِسٌ ، فَضَرَبتُ رِجلَهُ بِالسَّيفِ حَتّى قَطَعتُها عَن نِصفِ الفَخِذِ ، ثُمَّ طَرَحتُهُ مِن فَرَسِهِ ، فَذَفَفتُ عَلَيهِ وإذا هُوَ أبُو الحَكَمِ بنُ الأَخنَسِ بنِ شَريقِ ابنِ عِلاجِ بنِ عَمرِو بنِ وَهبٍ الثَّقَفِيُّ ۳ .

1.الإرشاد : ج۱ ص۸۰ ، كشف الغمّة : ج۱ ص۱۹۲ وراجع تفسير القمّي : ج۱ ص۱۱۲ .

2.الإرشاد : ج۱ ص۸۸ عن أبي عبيدة .

3.المغازي : ج۱ ص۲۸۳ ، شرح نهج البلاغة : ج۱۴ ص۲۷۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
182

قالَ : فَغَضِبَ طَلحَةُ بنُ أبي طَلحَةَ وقالَ : أ لَنا تَقولُ هذا ؟ ! وَاللّهِ لَاُورِدَنَّكُم بِهَا اليَومَ حِياضَ المَوتِ قالَ : وكانَ طَلحَةُ يُسمّى كَبشَ الكَتيبَةِ ، قالَ : فَتَقَدَّمَ وتَقَدَّمَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام فَقالَ عَلِيٌّ : مَن أنتَ قالَ : أنَا طَلحَةُ بنُ أبي طَلحَةَ ، أنَا كَبشُ الكَتيبَةِ ، قالَ : فَمَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ ، ثُمَّ تَقارَبا فَاختَلَفَت بَينَهُما ضَربَتانِ ، فَضَرَبَهُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ضَربَةً عَلى مُقَدَّمِ رَأسِهِ ، فَبَدَرَت عَيناهُ وصاحَ صَيحَةً لَم يُسمَع مِثلُها قَطُّ ، وسَقَطَ اللِّواءُ مِن يَدِهِ ، فَأَخَذَهُ أخٌ لَهُ يُقالُ [لَهُ] ۱ : مُصعَبٌ ، فَرَماهُ عاصِمُ بنُ ثابِتٍ فَقَتَلَهُ ، ثُمَّ أخَذَ اللِّواءَ أخٌ لَهُ يُقالُ لَهُ : عُثمانُ ، فَرَماهُ عاصِمٌ ـ أيضا ـ فَقَتَلَهُ ، فَأَخَذَهُ عَبدٌ لَهُم يُقالُ لَهُ : صُوابٌ ـ وكانَ مِن أشَدِّ النّاسِ ـ فَضَرَبَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام يَدَهُ فَقَطَعَها ، فَأَخَذَ اللِّواءَ بِيَدِهِ اليُسرى ، فَضَرَبَهُ عَلى يَدِهِ فَقَطَعَها ، فَأَخَذَ اللِّواءَ عَلى صَدرِهِ وجَمَعَ يَدَيهِ وهُما مَقطوعَتانِ عَلَيهِ ، فَضَرَبَهُ عَلِيٌّ عليه السلام عَلى اُمِّ رَأسِهِ فَسَقَطَ صَريعا .
وَانهَزَمَ القَومُ وأكَبَّ المُسلِمونَ عَلَى الغَنائِمِ . ولَمّا رَأى أصحابُ الشِّعبِ ۲ النّاسَ يَغنَمونَ قالوا : يَذهَبُ هؤُلاءِ بِالغَنائِمِ ونَبقى نَحنُ ، فَقالوا لِعَبدِ اللّهِ بنِ عَمرِو ابنِ حَزمٍ ـ الَّذي كانَ رَئيسا عَلَيهِم ـ : نُريدُ أن نَغنَمَ كَما غَنِمَ النّاسُ ، فَقالَ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أمَرَني أن لا أبرَحَ مِن مَوضِعي هذا ، فَقالوا لَهُ : إنَّهُ أمَرَكَ بِهذا وهُوَ لا يَدري أنَّ الأَمرَ يَبلُغُ إلى ما تَرى ! ومالوا إلَى الغَنائِمِ وتَرَكوهُ ، ولَم يَبرَح هُو مِن مَوضِعِهِ ، فَحَمَلَ عَلَيهِ خالِدُ بنُالوَليدِ فَقَتَلَهُ ، وجاءَ مِن ظَهرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُريدُهُ فَنَظَرَ إلَى النَّبِيِّ في حَفٍّ من أصحابِهِ فَقالَ لِمَن مَعَهُ : دونَكُم هذَا الَّذي تَطلُبونَ فَشَأنَكُم بِهِ ، فَحَمَلوا عَلَيهِ حَملَةَ رَجُلٍ واحِدٍ ضَربا بِالسُّيوفِ وطَعنا بِالرِّماحِ ورَميا بِالنَّبلِ ورَضخا بِالحِجارَةِ ، وجَعَل

1.الزيادة منّا لتتميم العبارة .

2.الشِّعْب : ما انفرج بين جبلين (لسان العرب : ج۱ ص۴۹۹) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 240279
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي