19
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

في هذه البرهة العصيبة ثار الناس ضدَّ الخليفة وضدّ سلوكه ونهجه في الحكم ، حتى إذا ما قُتل انثالوا على الإمام بشكل مذهل ، وهم يطالبونه باستلام الحكم .
لقد كان الإمام يُدرك تماماً أنّ ما ذهب لن يعود ؛ إذ قلّما عاد شيء أدبر . وعلى ضوء تقديره للأوضاع التي تناهت في صعوبتها امتنع في بادئ الأمر عن الاستجابة لهم ، بيدَ أنّه لم يجد محيصاً عن إجابتهم بعد أن تعاظم إصرار المسلمين ، وكثر التفافهم حوله .
كان أوّل ما طالعهم به في أوّل خطبة له حديثه عن التغييرات الواسعة التي يزمع القيام بها في المجتمع ، كما أوضح في الحديث ذاته اُصول منهجه ومرتكزاته .
هذا القسم يبدأ رحلته مع الإمام ، فيسجِّل في البدء الأجواء التي لابست وصوله إلى السلطة وتسنّمه للحكم ، ثمّ يتابع تفصيليّاً انطلاق حركته الإصلاحيّة ، متوفّراً على رصد اُصول نهج الإمام ومرتكزات سياسته في التغييرات الواسعة التي قادها ، والحركة الإصلاحيّة التي تزعّمها ، وما أثارت من أصداء في المجتمع ، وما خلّفته من تبعات عليه .
من بين البحوث الأساسيّة الاُخرى في هذا القسم رصد أبرز الاُصول التي اعتمدها الإمام في الإصلاح على مختلف الصُّعد الثقافيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والقضائيّة والأمنيّة . كما سعى هذا القسم من الكتاب إلى متابعة رؤى الإمام عليه السلام في مجال السياسة ، وعوامل استقرار الدول ، وعوامل انحطاطها وزوالها ، وطبيعة تعاون الدول بعضها مع بعض وغير ذلك ممّا له صلة بهذه الدائرة .

القسم السادس : حروب الإمام عليّ

يوم أن مسك الإمام أمير المؤمنين عليه السلام زمام الحكم بيده ، وراح يطبّق ما كان قد تحدّث عنه ووعد الناس به ، برز أمامه تدريجيّاً ما كان قد توقّعه ؛ فالوضع لم يحتمل


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
18

القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ

أسفاً أن لا يكون قد تحقّق ما ارتجاه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وما اختطّه لمستقبل الاُمّة ، وقد ارتدى سرابيل الخلافة آخرٌ هو غير من اختُصّ به الأمر الإلهي .
أما وقد أسفر المشهد عن هذا ، فها هو ذا عليّ يواجه واقعاً كاذباً مريراً مدمِّراً قَلبَ الحقيقة ، وها هو مباشرة أمام لوازم الدين الجديد ومصالحه ، وبإزاء اُناس حديثي عهد بالإسلام ؛ فماذا ينبغي له أن يفعل ؟ وما هو تكليفه الإلهي ؟ ما الذي يقتضيه واقع ذلك العصر بما يكتنفه من أوضاع خاصّة على المستويين الداخلي والخارجي ؟
لقد نهض هذا القسم بالجواب على هذه الأسئلة وغيرها ممّا حفَّ السيرة العلويّة في الفترة التي امتدّت بين وفاة رسول اللّه صلى الله عليه و آله حتى تسنّم الإمام لأزمّة الحكم . كما سلّط أضواءً كاشفة على عوامل إهمال تعاليم النبيّ حيال مستقبل الاُمّة ، وأسباب الإغضاء عن توجيهاته صلى الله عليه و آله حول قيادة عليّ عليه السلام .
وفي إطار متابعة الحوادث التي عصفت بالحياة الإسلاميّة بعد النبيّ صلى الله عليه و آله حتى خلافة عثمان وقيام الناس ضدّه ، تكفّل هذا القسم أيضاً ببيان الأجواء التي أحاطت بالمواقف الحكيمة لإمام الحكماء ، وتفصيل ملابسات ذلك .

القسم الخامس : سياسة الإمام عليّ

خمسة وعشرون عاماً مضت على خلافة الخلفاء ، وقد اتّسعت الانحرافات ، وتفشّى الاعوجاج الذي كان قد بدأ بعد رحيل رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، حتى بلغت الأوضاع في مداها حدّاً أملى على الإمام عليّ عليه السلام أن يصف ما جرى بأنّه «بليّة» ۱ كتلك التي كانت قبل الإسلام ، وذلك في خطاب حماسي خطير ألقاه بدء الخلافة .

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۷ ، الكافي : ج ۸ ص ۶۷ ح ۲۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 240514
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي