الفصل الخامس : ارغام العدوّ على التسليم في غزوتين
5 / 1
غَزوَةُ بَنِي النَّضيرِ
كان بنو النضير قد عقدوا حلفا مع المسلمين ، ثمّ همّوا بقتل النبيّ صلى الله عليه و آله . وكان صلى الله عليه و آله قد عرف تحرّكاتهم السرّيّة بعد اُحد ، فقصد حصنهم لتقصّي الحقيقة ، وكان مطلبه الظاهري دفع دية رجلين من قبيلة بني عامر .
تظاهر بنو النضير باستقباله صلى الله عليه و آله في مشارف الحصن ، ولمّا نام صلى الله عليه و آله مع أصحابه في ظلّ الحصن ، خطّطوا لقتله ، لكنّه علم بمكيدتهم حين مهّدوا لتنفيذها فيمّم المدينة على غفلة منهم ۱ بعد أن نقضوا حلفهم ونكثوا عهدهم ، فأمر بإجلائهم عن بيوتهم ، وترحيلهم عن ديارهم ، فكابروا ولجّوا ، فحاصرهم في ربيع الأوّل سنة (4) من الهجرة ۲ . وفي ضوء بعض المعلومات التاريخيّة نزحوا عن ديارهم أذلّةً صاغرين بعد أن قتل عشرة منهم ۳ .
1.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۵۱ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۱۹۹ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۶۴ .
2.تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۲۴۵ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۲۰۰ .
3.الإرشاد : ج۱ ص۹۲ و ۹۳ ؛ المغازي : ج۱ ص۳۷۱ .