203
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

وَجهَ فَرَسِهِ حَتّى رَجَعَ .
فَقالَ جابِرٌ رحمه الله : وثارَت بَينَهُما قَتَرَةٌ ؛ فما رَأَيتُهُما ، وسَمِعتُ التَّكبيرَ تَحتَها ، فَعَلِمتُ أنَّ عَلِيّا عليه السلام قَد قَتَلَهُ ، وَانكَشَفَ أصحابُهُ حَتّى طَفَرَت خُيولُهُمُ الخَندَقَ ، وتَبادَرَ المُسلِمونَ حينَ سَمِعُوا التَّكبيرَ يَنظُرونَ ما صَنَعَ القَومُ ، فَوَجَدوا نَوفَلَ بنَ عَبدِ اللّهِ في جَوفِ الخَندَقِ لَم يَنهَض بِهِ فَرَسُهُ ، فَجَعَلوا يَرمونَهُ بِالحِجارَةِ ، فَقالَ لَهُم : قَتَلةٌ أجمَلُ مِن هذِهِ ! يَنزِلُ بَعضُكُم اُقاتِلُهُ ! ! فَنَزَلَ إلَيهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَضَرَبَهُ حَتّى قَتَلَهُ . ولَحِقَ هُبَيرَةَ فَأَعجَزَهُ ، فَضَرَبَ قَرَبوسَ ۱ سَرجِهِ ، وسَقَطَت دِرعٌ كانَت عَلَيهِ ، وفَرَّ عِكرِمَةُ ، وهَرَبَ ضِرارُ بنُ الخَطّابِ .
فَقالَ جابِرٌ : فَما شَبَّهتُ قَتلَ عَلِيٍّ عَمرا إلّا بِما قَصَّ اللّهُ تَعالى مِن قِصَّةِ داوُدَ وجالوتَ حَيثُ يَقولُ : «فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ»۲۳ .

۱۸۵.المستدرك على الصحيحين عن ابن إسحاق :ثُمَّ أقبَلَ عَلِيٌّ رضى الله عنه[أي بَعدَ قَتلِهِ عَمرا ]نَحوَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ووَجهُهُ يَتَهَلَّلُ ، فَقالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ : هَلّا أسلَبتَهُ دِرعَهُ ؛ فَلَيسَ لِلعَرَبِ دِرعٌ خَيرٌ ۴ مِنها ! فَقالَ : ضَرَبتُهُ فَاتَّقاني بِسَوءَتِهِ ، وَاستَحيَيتُ ابنَ عَمّي أن أستَلِبَهُ ۵ .

۱۸۶.المناقب لابن شهر آشوب :لَمّا أدرَكَ [عَلِيٌّ عليه السلام ] عَمرَو بنَ عَبدِ وَدٍّ لَم يَضرِبهُ ، فَوَقَعوا

1.القَرَبوس : حِنو السرج (لسان العرب : ج۶ ص۱۷۲) .

2.البقرة : ۲۵۱ .

3.الإرشاد : ج۱ ص۱۰۰ ، إعلام الورى : ج۱ ص۳۸۰ ، كشف الغمّة : ج۱ ص۲۰۴ نحوه وراجع المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۵ ح۴۳۲۹ والمغازي : ج۲ ص۴۷۰ .

4.في المصدر: «درعا خيرا» ، والتصويب من المصادر الاُخرى.

5.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۵ ح۴۳۲۹، السنن الكبرى: ج۶ ص۵۰۲ ح۱۲۷۷۱، دلائل النبوّة: ج۳ ص۴۳۹، تاريخ دمشق: ج۴۲ ص۸۰؛ الإرشاد: ج۱ ص۱۰۴، مجمع البيان: ج۸ ص۵۳۸.


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
202

فَجَعَلوا يَطوفونَ بِهِ ؛ يَطلُبونَ مَضيقا مِنهُ فَيَعبُرونَ ، حَتَّى انتَهَوا إلى مَكانٍ أكرَهوا خُيولَهُم فيهِ فَعَبَرَت ، وجَعَلوا يَجولونَ بِخَيلِهِم فيما بَينَ الخَندَقِ وسَلعٍ ، وَالمُسلِمونَ وُقوفٌ لا يُقدِمُ واحِدٌ مِنهُم عَلَيهِم . وجَعَلَ عَمرُو بنُ عَبدِ وَدٍّ يَدعو إلَى البِرازِ ويُعَرِّضُ بِالمُسلِمينَ ويَقولُ :

ولَقَد بَحِحتُ مِنَ النِّدا
ءِ بِجَمِعِهم هَل مِن مُبارِزٍ

في كُلِّ ذلِكَ يَقومُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ مِن بَينِهِم لِيُبارِزَهُ ، فَيَأمُرُهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِالجُلوسِ ؛ اِنتِظارا مِنهُ لِيَتَحَرَّكَ غَيرُهُ ، وَالمُسلِمونَ كَأَنَّ عَلى رُؤسِهِمُ الطَّيرَ ؛ لِمَكانِ عَمرِو بنِ عَبدِ وَدٍّ ، وَالخَوفِ مِنهُ ، ومِمَّن مَعَهُ ووَراءَهُ .
فَلَمّا طالَ نِداءُ عَمرٍو بِالبِرازِ وتَتابَعَ قِيامُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام قالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اُدنُ مِنّي يا عَلِيُّ ، فَدَنا مِنهُ ، فَنَزَعَ عِمامَتَهُ مِن رَأسِهِ وعَمَّمَهُ بِها ، وأعطاهُ سَيفَهُ ، وقالَ لَهُ : اِمضِ لِشَأنِكَ ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ أعِنهُ . فَسَعى نَحوَ عَمرٍو ومَعَهُ جابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِيُّ ؛ لِيَنظُرَ ما يَكونُ مِنهُ ومِن عَمرٍو ، فَلَمَّا انتَهى أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام إلَيهِ قالَ لَهُ : ياعَمرُو ، إنَّكَ كُنتَ فِي الجاهِلِيَّةِ تَقولُ : لا يَدعوني أحَدٌ إلى ثَلاثٍ إلّا قَبِلتُها أو واحِدَةٍ مِنها ! قالَ : أجَل . قالَ : فَإِنّي أدعوكَ إلى شَهادَةِ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ ، وأن تُسلِمَ لِرَبِّ العالَمينَ .
قالَ : يَابنَ أخٍ أخِّر هذِهِ عَنّي . فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : أما إنَّها خَيرٌ لَكَ لَو أخَذتَها ، ثُمَّ قالَ : فَهاهُنا اُخرى . قالَ : ما هِيَ ؟ قالَ : تَرجِعَ مِن حَيثُ جِئتَ . قالَ : لا تُحَدِّثُ نِساءُ قُرَيشٍ بِهذا أبَدا . قالَ : فَهاهُنا اُخرى . قالَ : ما هِيَ ؟ قالَ : تَنزِلُ فَتُقاتِلُني . فَضَحِكَ عَمرٌو وقالَ : إنَّ هذِهِ الخَصلَةَ ، ما كُنتُ أظُنُّ أنَّ أحَدا مِنَ العَرَبِ يَرومُني عَلَيها ! وإنّي لَأَكرَهُ أن أقتُلَ الرَّجُلَ الكَريمَ مِثلَكَ ، وقَد كانَ أبوكَ لي نَديما . قال عَلِيٌّ عليه السلام : لكِنّي اُحِبُّ أن أقتُلَكَ ، فَانزِل إن شِئتَ ! فَأَسِفَ عَمرٌو ونَزَلَ ، فَضَرَب

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 240236
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي