الفصل السابع : الشجاعة والأدب في الحديبِيّةِ
عزم رسول اللّه صلى الله عليه و آله على التوجّه إلى مكّة في السنّة السادسة من الهجرة قاصدا العمرة ، فسار حتى الحديبيّة ، فعلمت قريش بمسيره ، فخرجت من مكّة . واُخبر النبيّ صلى الله عليه و آله أنّ قريش عازمة على صدّه ومنعه من دخول مكّة .
وبعثت قريش ممثّلاً عنها للتفاوض مع النبيّ صلى الله عليه و آله ، كما بعث النبيّ صلى الله عليه و آله ممثلاً عنه أيضا ، فقرّروا أن يرجع النبيّ صلى الله عليه و آله تلك السنة ولا يدخل مكّة ۱ . وعقدوا على ذلك صلحا بينهم ، فكتب الإمام عليّ عليه السلام نصّ الصلح بيده ۲ .
۱۹۴.الإرشاد عن فايد مولى عبد اللّه بن سالم :لَمّا خَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في عُمرَةِ الحُدَيبِيَّةِ نَزَلَ الجُحفَةَ فَلَم يَجِد بِها ماءً ، فَبَعَثَ سَعدَ بنَ مالِكٍ بِالرَّوايا ، حَتّى إذا كانَ غَيرَ بَعيدٍ رَجَعَ سَعدٌ بِالرَّوايا فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما أستَطيعُ أن أمضِيَ ! لَقَد وَقَفَت قَدَماي رُعبا مِنَ القَومِ ! ! فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : اِجلِس .
ثُمَّ بَعَثَ رَجُلاً آخَرَ ، فَخَرَجَ بِالرَّوايا حَتّى إذا كانَ بِالمَكانِ الَّذي انتَهى إلَيهِ الأَوَّل
1.الطبقات الكبرى : ج۲ ص۹۵ ، تاريخ الطبري : ج۲ ص۶۲۰ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۳۶۳ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۳۲۱ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۸۲ ، المغازي : ج۲ ص۵۷۱ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۵۴ . وراجع : ج۱ ص۲۲۷ (الفصل التاسع : النشاطات في فتح مكّة) .
2.الطبقات الكبرى : ج۲ ص۹۷ ، تاريخ الطبري : ج۲ ص۶۳۴ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۳۳۱ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۸۵ ، المغازي : ج۲ ص۶۱۰ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۵۴ .