رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : سِر . فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما اُبصِرُ مَوضِعا . فَتَفَلَ في عَينَيهِ ، وعَقَدَ لَهُ ، ودَفَعَ إلَيهِ الرّايَةَ ۱ .
۲۰۴.السيرة النبويّة لابن هشام عَن سُفيانَ بنِ فَروَةَ الأَسلَمِيِّ عَن سَلَمَةَ بنِ عَمرِو بنِ الأَكوَعِ :بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أبا بَكرٍ الصِّدّيقَ بِرايَتِهِ ـ وكانَت بَيضاءَ ، فيما قالَ ابنُ هِشامٍ ـ إلى بَعضِ حُصونِ خَيبَرَ ، فَقاتَلَ ، فَرَجَعَ ولَم يَكُ فَتحٌ ، وقَد جَهَدَ ؛ ثُمَّ بَعَثَ الغَدَ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ ، فَقاتَلَ ، ثُمَّ رَجَعَ ولَم يَكُ فَتحٌ ، وقَد جَهَدَ ؛ فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لَاُعطِيَنَّ الرّايَةَ غَدا رَجُلاً يُحِبُّ اللّهَ ورَسولَهُ ، يَفتَحُ اللّهُ عَلى يَدَيهِ ، لَيسَ بِفَرّارٍ .
قالَ : يَقولُ سَلَمَةُ : فَدَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلِيّا رِضوانُ اللّهِ عَلَيهِ ، وهُوَ أرمَدُ ، فَتَفَلَ في عَينِهِ ، ثُمَّ قالَ : خُذ هذِهِ الرّايَةَ ، فَامضِ بِها حَتّى يَفتَحَ اللّهُ عَلَيكَ .
قالَ : يَقولُ سَلَمَةُ : فَخَرَجَ وَاللّهِ بِها يَأنِحُ ۲ ، يُهَروِلُ هَروَلَةً ، وإنّا لَخَلفَهُ نَتبَعُ أثَرَهُ ، حَتّى رَكَزَ رايَتَهُ في رَضمٍ ۳ مِن حِجارَةٍ تَحتَ الحِصنِ ، فَاطَّلَعَ إلَيهِ يَهودِيٌّ مِن رَأسِ الحِصْنِ ، فَقالَ : مَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ . قالَ : يَقولُ اليَهودِيُّ : عَلَوتُم ، وما اُنزِلَ عَلى موسى ، أو كَما قالَ . قالَ : فَما رَجَعَ حَتّى فَتَحَ اللّهُ عَلى يَدَيهِ ۴ .
۲۰۵.الكامل في التاريخ عن بريدة الأسلمي :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله رُبَّما أخَذَتهُ الشَّقيقَةُ ۵ فَيَلبَثُ اليَومَ وَاليَومَينِ لا يَخرُجُ ، فَلَمّا نَزَلَ خَيبَرَ أخَذَتهُ فَلَم يَخرُج إلَى النّاسِ ، فَأَخَذ
1.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۴۰ ح۴۳۴۲ ، المعجم الصغير : ج۲ ص۱۰ .
2.مِن الاُنوح ؛ وهو صوت يسمع من الجوف معه نَفَس وبُهْر ونهيج يعتري السَّمين من الرجال (النهاية : ج۱ ص۷۴) .
3.الرَّضْم : هي دون الهضاب ، وقيل : صخور بعضُها على بعض (النهاية : ج۲ ص۲۳۱) .
4.السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۳۴۹ ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۹۰ ح۸۴۳۴ ، دلائل النبوّة للبيهقي : ج۴ ص۲۰۹ ؛ شرح الأخبار : ج۱ ص۳۰۲ ح۲۸۳ وراجع خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص۵۶ ح۱۴ .
5.الشَّقيقةُ : نوع من صداع يعرض في مقدّم الرأس وإلى أحد جانبيه (النهاية : ج۲ ص۴۹۲) .