217
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

فَاختَلَفا ضَربَتَينِ ، فَبَدَرَهُ عَلِيٌّ فَضَرَبَهُ فَقَدَّ الحَجَفَةَ ۱ وَالمِغفَرَ ورَأسَهُ حَتّى وَقَعَ فِي الأَرضِ . وأخَذَ المَدينَةَ ۲ .

۲۰۶.صحيح البخاري عن سهل بن سعد :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ يَومَ خَيبَرَ : لَاُعطِيَنَّ هذِهِ الرّايَةَ غَدا رَجُلاً يَفتَحُ اللّهُ عَلى يَدَيهِ ، يُحِبُّ اللّهَ ورَسولَهُ ، ويُحِبُّهُ اللّهُ ورَسولُهُ .
قالَ : فَباتَ النّاسُ يَدوكونَ ۳ لَيلَتَهُم أيُّهُم يُعطاها ، فَلَمّا أصبَحَ النّاسُ غَدَوا على رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله كُلُّهُم يَرجو أن يُعطاها ، فَقالَ : أينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ؟ فَقيلَ : هُوَ يا رَسولَ اللّهِ يَشتَكي عَينَيهِ ، قالَ : فَأَرسِلوا إلَيهِ ، فَاُتِيَ بِهِ ، فَبَصَقَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في عَينَيهِ ودَعا لَهُ ، فَبَرَأَ حَتّى كَأَن لَم يَكُن بِهِ وَجَعٌ ، فَأَعطاهُ الرّايَةَ ، فَقالَ عَلِيٌّ : يا رَسولَ اللّهِ ، اُقاتِلُهُم حَتّى يَكونوا مِثلَنا ؟ فَقالَ : اُنفُذ عَلى رِسلِكَ حَتّى تَنزِلَ بِساحَتِهِم ، ثُمَّ ادعُهُم إلَى الإِسلامِ ، وأخبِرهُم بِما يَجِبُ عَلَيهِم مِن حَقِّ اللّهِ فيهِ ، فَوَاللّهِ لِأَن يَهِديَ اللّهُ بِكَ رَجُلاً واحِدا خَيرٌ لَكَ مِن أن يَكونَ لَكَ حُمرُ النَّعَمِ ۴ .

۲۰۷.صحيح مسلم عن أبي هريرة :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ يَومَ خَيبَرَ : لَاُعطِيَنَّ هذِهِ الرّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ اللّهَ ورَسولَهُ ، يَفتَحُ اللّهُ عَلى يَدَيهِ . قالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ : ما أحبَبتُ الإِمارَة

1.يقال للتُّرس إذا كان من جلود ليس فيه خشب ولا عقب : حَجَفة ودرقة (الصحاح : ج۴ ص۱۳۴۱) .

2.الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۹۶ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۱۲ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۴۱۰ ، دلائل النبوّة للبيهقي : ج۴ ص۲۱۱ كلّها نحوه وفيها «الأضراس» بدل «الأرض» وراجع خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص۵۸ ح۱۵ .

3.أي يخوضون ويموجون فيمن يدفعها إليه . يقال : وقع الناس في دَوْكة : أي في خوض واختلاط (النهاية : ج۲ ص۱۴۰).

4.صحيح البخاري : ج۴ ص۱۵۴۲ ح۳۹۷۳ ، صحيح مسلم : ج۴ ص۱۸۷۲ ح۲۴۰۶ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص۶۰ ح۱۶ ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۸۵ ح۸۴۲۸ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۴۰۶ ، دلائل النبوّة للبيهقي : ج۴ ص۲۰۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
216

أبو بَكرٍ الرّايَةَ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ نَهَضَ فَقاتَلَ قِتالاً شَديدا ، ثُمَّ رَجَعَ فَأَخَذَها عُمَرُ فَقاتَلَ قِتالاً شَديدا هُوَ أشَدُّ مِنَ القِتالِ الأَوَّلِ ، ثُمَّ رَجَعَ فَاُخبِرَ بِذلِكَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
فَقالَ : أما وَاللّهِ لَاُعطِيَنَّها غَدا رَجُلاً يُحِبُّ اللّهَ ورَسولَهُ ويِحُبُّهُ اللّهُ ورَسولُهُ ، يَأخُذُها عَنوَةً ۱ . ولَيسَ ثَمَّ عَلِيٌّ ؛ كانَ قَد تَخَلَّفَ بِالمَدينَةِ لِرَمَدٍ لَحِقَهُ ، فَلَمّا قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَقالَتَهُ هذِهِ تَطاوَلَت لَها قُرَيشٌ ، فَأَصبَحَ فَجاءَ عَلِيٌّ عَلى بَعيرٍ لَهُ حَتّى أناخَ قَريبا مِن خِباءِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وهُوَ أرمَدُ قَد عَصَبَ عَينَيهِ .
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ما لَكَ ؟ قالَ : رَمِدتُ بَعدَكَ ، فَقالَ لَهُ : اُدنُ مِنّي . فَدَنا مِنهُ ، فَتَفَلَ في عَينَيهِ ، فَما شَكا وَجَعا حَتّى مَضى لِسَبيلِهِ . ثُمَّ أعطاهُ الرّايَةَ ، فَنَهَضَ بِها وعَلَيَهِ حُلَّةُ حَمراءُ ، فَأَتى خَيبَرَ ، فَأشرَفَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن يَهودٍ فَقالَ : مَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، فَقالَ اليَهودِيُّ : غُلِبتُم يا مَعشَرَ يَهودٍ ! !
وخَرَجَ مَرحَبٌ صاحِبُ الحِصنِ وعَلَيهِ مِغفَرٌ ۲ يَمانِيٌّ قَد نَقَبَهُ مِثلَ البَيضَةِ عَلى رَأسِهِ وهُوَ يَقولُ :

قَد عَلِمَت خَيبَرُ أنّي مَرحَبٌ
شاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبٌ

فَقالَ عَلِيٌّ :

أنَا الَّذي سَمَّتني اُمّي حَيدَرَةَ
أكيلُكُم بِالسَّيفِ كَيلَ السَّندَرَهِ۳

لَيثٌ بِغاباتٍ شَديدٌ قَسوَرَه

1.العَنْوَة : القهر ، واُخِذت البلاد عنوةً بالقَهْر والإذلال (لسان العرب : ج۱۵ ص۱۰۱) .

2.زَرَد [أي حَلِق] ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة (لسان العرب : ج۵ ص۲۶) .

3.السَّنْدرة : ضرب من الكيل غرّاف جرّاف واسع ، يقول : اُقاتلكم بالعَجَلة ، واُبادركم قبل الفِرار (تاج العروس : ج۶ ص۵۴۷) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 232795
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي