221
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

۲۱۲.المغازي :كانَ أوَّلَ مَن خَرَجَ إلَيهِمُ الحارِثُ أخو مَرحَبٍ في عادِيَتِهِ ۱ ، فَانكَشَفَ المُسلِمونَ وثَبَتَ عَلِيٌّ عليه السلام ، فَاضطَرَبا ضَرَباتٍ ، فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ عليه السلام ، ورَجَعَ أصحابُ الحارِثِ إلَى الحِصنِ ، فَدَخَلوهُ وأغلَقوا عَلَيهِم ، فَرَجَعَ المُسلِمونَ إلى مَوضِعِهِم ۲ .

۲۱۳.المغازي :بَرَزَ عامِرٌ وكانَ رَجُلاً طَويلاً جَسيما ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حينَ طَلَعَ عامِرٌ : أَ تَرونَهُ خَمسَةَ أذرُعٍ ؟ وهُو يَدعو إلَى البِرازِ ، يَخطِرُ بِسَيفِهِ وعَليَهِ دِرعانِ ، يُقَنَّعُ فِي الحَديدِ يَصيحُ : مَن يُبارِزُ ؟ فَأَحجَمَ النّاسُ عَنهُ ، فَبَرَزَ إلَيهِ عَليٌِّ عليه السلام فَضَرَبَهُ ضَرَباتٍ ، كُلُّ ذلِكَ لا يَصنَعُ شَيئا ، حَتّى ضَرَبَ ساقَيهِ فَبَرَكَ ، ثُمَّ ذَفَّفَ عَلَيهِ فَأَخَذَ سِلاحَهُ ۳ .

۲۱۴.الإرشاد :لَمّا قَتَلَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام مَرحَبا رَجَعَ مَن كانَ مَعَهُ وأغلَقوا بابَ الحِصنِ عَلَيهِم دونَهُ ، فَصارَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام إلَيهِ فَعالَجَهُ حَتّى فَتَحَهُ ، وأكَثرُ النّاسِ مِن جانِبِ الخَندَقِ لَم يَعبُروا مَعَهُ ، فَأَخَذَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام بابَ الحِصنِ فَجَعَلَهُ عَلَى الخَندَقِ جِسرا لَهُم حَتّى عَبَروا وظَفِروا بِالحِصنِ ونالُوا الغَنائِمَ . فَلَمَّا انصَرَفوا مِنَ الحُصونِ أخَذَهُ أميرُ المُؤمِنينَ بِيُمناهُ فَدَحا بِهِ أذرُعا مِنَ الأَرضِ ، وكانَ البابُ يُغلِقُهُ عِشرونَ رَجُلاً مِنهُم ۴ .

۲۱۵.المصنّف عن جابر بن عبد اللّه :إنَّ عَلِيّا حَمَلَ البابَ يَومَ خَيبَرَ حَتّى صَعِدَ المُسلِمونَ فَفَتَحوها ، وأنَّهُ جُرِّبَ فَلَم يَحمِلهُ إلّا أربَعونَ رَجُلاً ۵ .

1.العادِية : الخيل تعدو وقد تكون العادية الرجال يعدون (النهاية : ج۳ ص۱۹۴) .

2.المغازي : ج۲ ص۶۵۴ .

3.المغازي : ج۲ ص۶۵۷ .

4.الإرشاد : ج۱ ص۱۲۷ ، كشف اليقين : ص۱۷۰ ح۱۷۷ ، كشف الغمّة : ج۱ ص۲۱۵ .

5.المصنّف لابن أبي شيبة : ج۷ ص۵۰۷ ح۷۶ ، تاريخ بغداد : ج۱۱ ص۳۲۴ ح۶۱۴۲ ، دلائل النبوّة للبيهقي : ج۴ ص۲۱۲ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۴۱۲ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۲۵ و ج۴ ص۱۹۰ ، المناقب للخوارزمي : ص۱۷۲ ح۲۰۷ ؛ مجمع البيان : ج۹ ص۱۸۳ وليس فيه «إلّا» وكلّها عن ليث بن أبي سليم عن الإمام الباقر عليه السلام عنه ، روضة الواعظين : ص۱۴۲ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۲۹۴ وراجع الإرشاد : ج۱ ص۱۲۹ و ص۳۳۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
220

وخَرَجَ مَرحَبٌ بِرِجلِهِ يَتَعَرَّضُ لِلحَربِ .
فَدَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أبا بَكرٍ فَقالَ لَهُ : خُذِ الرّايَةَ ، فَأَخَذَها ـ في جَمعٍ مِنَ المُهاجِرينَ ـ فَاجتَهَدَ ولَم يُغنِ شَيئا ، فَعادَ يُؤَنِّبُ القَومَ الَّذينَ اتَّبَعوهُ ويُؤَنِّبونَهُ !
فَلَمّا كانَ مِن الغَدِ تَعَرَّضَ لَها عُمَرُ ، فَسارَ بِها غَيرَ بَعيدٍ ، ثُمَّ رَجَعَ يُجَبِّنُ أصحابَهُ ويُجَبِّنونَهُ !
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : لَيسَت هذِهِ الرّايَةُ لِمَن حَمَلَها ، جيؤوني بِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ . فَقيلَ لَهُ : إنَّهُ أرمَدُ . قالَ : أرونيهِ تُروني رَجُلاً يُحِبُّ اللّهَ ورَسولَهُ ، ويُحِبُّهُ اللّهُ ورَسولُهُ ، يَأخُذُها بِحَقِّها لَيسَ بِفَرّارٍ .
فَجاؤوا بِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام يَقودونَهُ إلَيهِ ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : ما تَشتَكي يا عَلِيُّ ؟قالَ : رَمَدٌ ما اُبصِرُ مَعَهُ ، وصُداعٌ بِرَأسي . فَقالَ لَهُ : اِجلِس وضَع رَأسَكَ عَلى فَخِذي . فَفَعَلَ عَلِيٌّ عليه السلام ذلِكَ ، فَدَعا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله وتَفَلَ في يَدِهِ فَمَسَحَها عَلى عَينَيهِ ورَأسِهِ ، فَانفَتَحَت عَيناهُ وسَكَنَ ما كانَ يَجِدُهُ مِنَ الصُّداعِ . وقالَ في دُعائِهِ لَهُ : اللّهُمَّ قِهِ الحَرَّ وَالبَردَ . وأعطاهُ الرّايَةَ ـ وكانَت رايَةً بَيضاءَ ـ وقالَ لَهُ : خُذِ الرّايَةَ وَامضِ بِها ، فَجَبرَئيلُ مَعَكَ ، وَالنَّصرُ أمامَكَ ، وَالرُّعبُ مَبثوثٌ في صُدورِ القَومِ ، وَاعلَم ـ يا عَلِيُّ ـ أَنَّهُم يَجِدونَ في كِتابِهِم : إنَّ الَّذي يُدَمِّرُ عَلَيهِمِ اسمُهُ آلِيا ، فَإِذا لَقيتَهُم فَقُل : أنَا عَلِيٌّ ، فَإِنَّهُم يُخذَلونَ إن شاءَ اللّهُ . . . .
وجاءَ فَي الحَديثِ : أنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام لَمّا قالَ : أنَا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، قالَ حِبرٌ مِن أحبارِ القَومِ : غُلِبتُم وما اُنزِلَ عَلى موسى . فَدَخَلَ قُلوبَهُم مِنَ الرُّعبِ ما لَم يُمكِنهُم مَعَهُ الاِستيطانُ بِهِ ۱ .

1.الإرشاد : ج۱ ص۱۲۵ وراجع تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۱۰۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 232738
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي