235
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

عَشَرَ ألفا ، فَقالَ أبو بَكرٍ : لا نُغلَبُ اليَومَ مِن قِلَّةٍ . فَانتَهَوا إلى حُنَينٍ لِعَشرٍ خَلَونَ مِن شَوّالٍ . وأمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله أصحابَهُ بِالتَّعبِئَةِ ، ووَضَعَ الأَلوِيَةَ وَالرّاياتِ في أهلِها ، ورَكِبَ بَغلَتَهُ ، ولَبِسَ دِرعَينِ وَالمِغفَرَ واَلبَيضَةَ . فَاستَقبَلَهُم مِن هَوازِنَ شَيءٌ لَم يَرَوا مِثلَهُ مِنَ السَّوادِ وَالكَثرَةِ ، وذلِكَ في غَبَشِ الصُّبحِ . وخَرَجَتِ الكَتائِبُ مِن مَضيقِ الوادي وشِعبِهِ ، فَحَمَلوا حَملَةً واحِدَةً ، فَانكَشَفَت خَيلُ بَني سُلَيمٍ مُوَلِّيَةً ، وتَبِعَهُم أهلُ مَكَّةَ ، وتَبِعُهُم النّاسُ ۱ .

۲۳۱.السيرة النبويّة عن جابر بن عبد اللّه :لَمَّا استَقبَلنا وادِيَ حُنَينٍ انحَدَرنا في وادٍ مِن أودِيَةِ تِهامَةَ أجوَفَ حَطوطٍ ۲ ، إنَّما نَنحَدِرُ فيهِ انحِدارا ، ـ قالَ : ـ وفي عَمايَةِ الصُّبحِ ۳ . وكانَ القَومُ قَد سَبَقونا إلَى الوادي ، فَكَمَنوا لَنا في شِعابِهِ وأحنائِهِ ومَضايِقِهِ ، وقَد اجمَعوا وتَهَيَّؤوا وأعَدّوا . فَوَاللّهِ ما رَاعَنا ونَحنُ مُنحَطّونَ إلَا الكَتائِبُ قَد شَدُّوا عَلَينا شِدَّةَ رَجُلٍ واحِدٍ ، وَانشَمَرَ النّاسُ راجِعينَ لا يَلوي أحَدٌ عَلى أحَدٍ ، وَانحازَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذاتَ اليَمينِ ، ثُمَّ قالَ : أينَ ! ! أيُّهَا النّاسُ هَلُمّوا إلَيَّ ! أنَا رَسولُ اللّهِ ، أنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ . قالَ : فَلا شَيءَ ؛ حَمَلَتِ الاِءبِلُ بَعضُها عَلى بَعضٍ ، فَانطَلَقَ النّاسُ ، إلَا أنَّهُ قَد بَقِيَ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله نَفَرٌ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وأهلِ بَيتِهِ . وفيمَن ثَبَتَ مَعهُ . . . مِن أهلِ بَيتِهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ۴ .

۲۳۲.مسند أبي يعلى عن جابر :كانَ أيّامَ هَوازِنَ رَجُلٌ جَسيمٌ ، عَلى جَمَلٍ أحمَرَ ، في يَدِهِ رايَةٌ سَوداءُ ، إذا أدرَكَ طَعَنَ بِها ، وإذا فاتَهُ شَيءٌ مِن بَينِ يَدَيهِ دَفَعَها مِن خَلفِهِ فَأَبعَدَهُ . فَعَمَد

1.تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۵۷۴ وراجع المغازي : ج۳ ص۸۹۰ .

2.أجوف : واسع الجوف والحَطُوط : الأكمة الصعبة الانحدار (لسان العرب : ج۹ ص۳۵ و ج۷ ص۲۷۴) .

3.عَماية الصبح : بقيّة ظلمة الليل (لسان العرب : ج۱۵ ص۹۸) .

4.السيرة النبويّة لابن هشام : ج۴ ص۸۵ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۷۴ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
234

مبارزته ، فهبّ الإمام عليه السلام إليه وقضى عليه .
7 ـ قتله نافعا ، الذي أدّى إلى إسلام الكثيرين .

۲۲۹.تاريخ اليعقوبي :بَلَغَ رَسولَ اللّهِ وهُوَ بِمَكَّةَ أنَّ هَوازِنَ قَد جَمَعَت بِحُنَينٍ جَمعا كَثيرا ، ورَئيسُهُم مالِكُ بنُ عَوفٍ النَّصرِيُّ ، ومَعَهُم دُرَيدُ بنُ الصِّمَّةِ مِن بَني جُشَمَ ؛ شَيخٌ كَبيرٌ يَتَبَرَّكونَ بِرَأيِهِ ، وساقَ مالِكٌ مَعَ هَوازِنَ أموالَهُم وحَرَمَهُم . فَخَرَجَ إَليهِم رَسولُ اللّهِ في جَيشٍ عَظيمٍ عِدَّتُهُم اثنا عَشَرَ ألفا ؛ عَشَرَةُ آلافٍ أصحابُهُ الَّذين فَتَحَ بِهِم مَكَّةَ ، وألفانِ مِن أهلِ مَكَّةَ مِمَّن أسلَمَ طَوعا وكَرها ، وأخَذَ مِن صَفوانَ بنِ اُمَيَّةَ مِائَةِ دِرعٍ وقالَ : «عارِيَةٌ مَضمونَةٌ» . فَأَعجَبَتِ المُسلِمينَ كَثرَتُهُم ، وقالَ بَعضُهُم : ما نُؤتى مِن قِلَّةٍ . فَكَرِهَ رَسولُ اللّهِ ذلِكَ مِن قَولِهِم .
وكانَت هَوازِنُ قَد كَمَنَت فِي الوادي ، فَخَرَجوا عَلَى المُسلِمينَ ؛ وكانَ يَوما عَظيمَ الخَطبِ ، وَانهَزَمَ المُسلِمونَ عَن رَسولِ اللّهِ ، حَتّى بَقِيَ في عَشَرَةٍ مِن بَني هاشِمٍ ، وقيلَ تِسعَةٍ ، وهُم : عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، وَالعَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ ، وأبو سفيانَ بنُ الحارِثِ ، ونَوفَلُ بنُ الحارِثِ ، ورَبيعَةُ بنُ الحارِثِ ، وعُتبَةُ ومُعَتِّبٌ ابنا أبي لَهَبٍ ، وَالفَضلُ بنُ العَبّاسِ ، وعَبدُ اللّهِ بنُ الزُّبَيرِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ ، وقيلَ : أيمَنُ بنُ اُمِّ أيمَنَ . قالَ اللّهُ عزَّوجَلَّ : «وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْـئا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَْرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُو عَلَى رَسُولِهِى وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا»۱۲ .

۲۳۰.تاريخ الإسلام عن الواقديّ :سارَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِن مَكَّةَ لِسِتٍّ خَلَونَ مِن شَوّالٍ فِي اثنَى ¨

1.التوبة : ۲۵ و ۲۶ .

2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۶۲ ، الإرشاد : ج۱ ص۱۴۰ نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 234532
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي