عَشَرَ ألفا ، فَقالَ أبو بَكرٍ : لا نُغلَبُ اليَومَ مِن قِلَّةٍ . فَانتَهَوا إلى حُنَينٍ لِعَشرٍ خَلَونَ مِن شَوّالٍ . وأمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله أصحابَهُ بِالتَّعبِئَةِ ، ووَضَعَ الأَلوِيَةَ وَالرّاياتِ في أهلِها ، ورَكِبَ بَغلَتَهُ ، ولَبِسَ دِرعَينِ وَالمِغفَرَ واَلبَيضَةَ . فَاستَقبَلَهُم مِن هَوازِنَ شَيءٌ لَم يَرَوا مِثلَهُ مِنَ السَّوادِ وَالكَثرَةِ ، وذلِكَ في غَبَشِ الصُّبحِ . وخَرَجَتِ الكَتائِبُ مِن مَضيقِ الوادي وشِعبِهِ ، فَحَمَلوا حَملَةً واحِدَةً ، فَانكَشَفَت خَيلُ بَني سُلَيمٍ مُوَلِّيَةً ، وتَبِعَهُم أهلُ مَكَّةَ ، وتَبِعُهُم النّاسُ ۱ .
۲۳۱.السيرة النبويّة عن جابر بن عبد اللّه :لَمَّا استَقبَلنا وادِيَ حُنَينٍ انحَدَرنا في وادٍ مِن أودِيَةِ تِهامَةَ أجوَفَ حَطوطٍ ۲ ، إنَّما نَنحَدِرُ فيهِ انحِدارا ، ـ قالَ : ـ وفي عَمايَةِ الصُّبحِ ۳ . وكانَ القَومُ قَد سَبَقونا إلَى الوادي ، فَكَمَنوا لَنا في شِعابِهِ وأحنائِهِ ومَضايِقِهِ ، وقَد اجمَعوا وتَهَيَّؤوا وأعَدّوا . فَوَاللّهِ ما رَاعَنا ونَحنُ مُنحَطّونَ إلَا الكَتائِبُ قَد شَدُّوا عَلَينا شِدَّةَ رَجُلٍ واحِدٍ ، وَانشَمَرَ النّاسُ راجِعينَ لا يَلوي أحَدٌ عَلى أحَدٍ ، وَانحازَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذاتَ اليَمينِ ، ثُمَّ قالَ : أينَ ! ! أيُّهَا النّاسُ هَلُمّوا إلَيَّ ! أنَا رَسولُ اللّهِ ، أنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ . قالَ : فَلا شَيءَ ؛ حَمَلَتِ الاِءبِلُ بَعضُها عَلى بَعضٍ ، فَانطَلَقَ النّاسُ ، إلَا أنَّهُ قَد بَقِيَ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله نَفَرٌ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وأهلِ بَيتِهِ . وفيمَن ثَبَتَ مَعهُ . . . مِن أهلِ بَيتِهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ۴ .
۲۳۲.مسند أبي يعلى عن جابر :كانَ أيّامَ هَوازِنَ رَجُلٌ جَسيمٌ ، عَلى جَمَلٍ أحمَرَ ، في يَدِهِ رايَةٌ سَوداءُ ، إذا أدرَكَ طَعَنَ بِها ، وإذا فاتَهُ شَيءٌ مِن بَينِ يَدَيهِ دَفَعَها مِن خَلفِهِ فَأَبعَدَهُ . فَعَمَد
1.تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۵۷۴ وراجع المغازي : ج۳ ص۸۹۰ .
2.أجوف : واسع الجوف والحَطُوط : الأكمة الصعبة الانحدار (لسان العرب : ج۹ ص۳۵ و ج۷ ص۲۷۴) .
3.عَماية الصبح : بقيّة ظلمة الليل (لسان العرب : ج۱۵ ص۹۸) .
4.السيرة النبويّة لابن هشام : ج۴ ص۸۵ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۷۴ .