25
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

المفكّرين ، تتوزّعهم مختلف الاتّجاهات والرؤى ، بل نرى بعضها متضادّا أحيانا !
ولاريبَ أنّ قراءة كلّ هذه الشهادات والأقوال ، والاطّلاع على هذه القطوف الدانية من كلمات المدح والإطراء ، لهو أمر خليق أن يشدّ إليه القارئ ويجذبه إلى دائرة نفوذه .

القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ

عليّ بعد النبيّ صلى الله عليه و آله هو اللوحة الفريدة الوحيدة التي تتجلّى بها خصائص الإنسان الكامل . وهذه الحقيقة الناصعة الكريمة كانت قد أفصحت عن نفسها خلال القسم السابق عبر ما جاء عن أهل البيت عليهم السلام ، وما نطق به الصحابة والعلماء والفلاسفة والمتكلّمون والباحثون .
ماينهض به القسم العاشر هو إبانة خصائص الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وتسليط أضواء مكثّفة على ماتحظى به شخصيّته الفذّة من أبعاد ومكوّنات . انطلاقا من هذا طاف القسم مع الإمام في خصائصه العقيديّة والأخلاقيّة والعلميّة والسياسيّة والاجتماعيّة والفكريّة ، التي تتلاقى فيما بينها لتؤلّف صرح هذا الرجل التاريخي الشامخ والمنار المضيء الذي لا نظير له .
يا لروعته وتفرّده ! فلم يكفر باللّه طرفة عين ، وهو في ثبات إيمانه ، ورسوخ يقينه أمضى من الجبال الرواسي ، لا يرقى إلى قمّته أحد قطّ . يعمر الخلق الكريم جنبات وجوده ، وتفوح حياته بالإخلاص والإيثار ، وتمتلئ أرجاؤها بالمكرمات .
في محراب العبادة هو الأوّاه المتبتّل أعبد العابدين ، وقلبه المجذوب إلى ربّه أبدا ، وهو في الصلاة أخشع المصلّين .
ومن يمعن في ميدان السياسة يجده الأصلب ، شاهقا يفوق الجميع ، ذكيّا لا تضارعه الرجال ، أدرى الناس بملابسات الزمان .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
24

به القرآن ، وما جاء على لسان النبيّ صلى الله عليه و آله والإمام عليّ نفسه ، وسيّدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وصحابة النبيّ ، وأهل البيت عليهم السلام ، وزوجات النبيّ ، كما يتطلّع إلى اُفقها العريض عبر ما خطّه عدد كبير من الرموز العلميّة والثقافيّة والسياسيّة البارزة ، وما جادت به قرائح الشعراء والاُدباء والخطباء ؛ حتى أعداؤه .
ويمضي القارئ في هذا القسم مع رجال قالوا في عليّ عليه السلام كلمات مسفرة كضوء الفجر ، انطلقت من قلوب مفعمة بالشوق والحبّ .
وقد ترك بعضهم شهادة صريحة للتاريخ في أنّ فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام ومناقبه تعظم على الإحصاء ، ولا تقوى الصحف المكتوبة بأجمعها على استيفائها .
وقالوا : إنّ الصمت أقوى من كلّ حديث عن عليٍّ عليه السلام ، وأمضى من كلّ الكلمات .
فهذه كلماتهم تخطّ لعليّ أنّه الأعلم ، وهو الأعرف من الجميع بكتاب اللّه ، وعليّ الأشجع في سوح الوغى ، وهو أكثر الناس إخلاصا وتبتّلاً وطاعة .
علىٌّ الهيّن الليّن أكرم الناس خلقا ، وقلبه الشاخص إلى ربّه أبدا .
عليٌّ في مضمار البلاغة بحر لا يُنزَف ، وهو سيّد البلَغاء ، وأفصح الخطباء .
عليٌّ المجاهد الذي تَثِبُ به بصيرته ، وهو الصلب الذي لا تلين له عريكة ، ولا تُوهنه الصعاب ، ملؤه إقدام ومضاء .
وعليٌّ أعرف الاُمّة بالحقّ ، وأنفذ الرجال بصيرة .
هذه بعض كلماتهم في عليّ . ولعليّ بعد ذلك كلّ فضيلة وكمال ، فله وحده ما كان للصالحين جميعا .
كان علي وِترا التقت فيه جميع خصال الجمال ، وتألّقت في ذراه الفضائل بأكملها ، وحطّت عنده المكارم . وهو في الفتوّة وِتر لا ندّ له ولا نظير .
هذه الحقيقة نلحظها تتوهّج بين ثنايا هذا القسم عبر شهادة وأقوال عشرات

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 240369
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي