المفكّرين ، تتوزّعهم مختلف الاتّجاهات والرؤى ، بل نرى بعضها متضادّا أحيانا !
ولاريبَ أنّ قراءة كلّ هذه الشهادات والأقوال ، والاطّلاع على هذه القطوف الدانية من كلمات المدح والإطراء ، لهو أمر خليق أن يشدّ إليه القارئ ويجذبه إلى دائرة نفوذه .
القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ
عليّ بعد النبيّ صلى الله عليه و آله هو اللوحة الفريدة الوحيدة التي تتجلّى بها خصائص الإنسان الكامل . وهذه الحقيقة الناصعة الكريمة كانت قد أفصحت عن نفسها خلال القسم السابق عبر ما جاء عن أهل البيت عليهم السلام ، وما نطق به الصحابة والعلماء والفلاسفة والمتكلّمون والباحثون .
ماينهض به القسم العاشر هو إبانة خصائص الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وتسليط أضواء مكثّفة على ماتحظى به شخصيّته الفذّة من أبعاد ومكوّنات . انطلاقا من هذا طاف القسم مع الإمام في خصائصه العقيديّة والأخلاقيّة والعلميّة والسياسيّة والاجتماعيّة والفكريّة ، التي تتلاقى فيما بينها لتؤلّف صرح هذا الرجل التاريخي الشامخ والمنار المضيء الذي لا نظير له .
يا لروعته وتفرّده ! فلم يكفر باللّه طرفة عين ، وهو في ثبات إيمانه ، ورسوخ يقينه أمضى من الجبال الرواسي ، لا يرقى إلى قمّته أحد قطّ . يعمر الخلق الكريم جنبات وجوده ، وتفوح حياته بالإخلاص والإيثار ، وتمتلئ أرجاؤها بالمكرمات .
في محراب العبادة هو الأوّاه المتبتّل أعبد العابدين ، وقلبه المجذوب إلى ربّه أبدا ، وهو في الصلاة أخشع المصلّين .
ومن يمعن في ميدان السياسة يجده الأصلب ، شاهقا يفوق الجميع ، ذكيّا لا تضارعه الرجال ، أدرى الناس بملابسات الزمان .