251
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

فَلَمّا رَآهُ فَزِعَ مِن لُحوقِهِ بِهِ ، واستَقبَلَهُ وقالَ : فيمَ جِئتَ يا أبَا الحَسَنِ ، أسائِرٌ مَعِي أنتَ أم لِغَيرِ ذلِكَ ؟ ! فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أمَرَني أن ألحَقَكَ فَأَقبِضَ مَنكَ الآياتِ مِن بَراءَةَ وأنبِذَ بِها عَهدَ المُشرِكينَ إلَيهِم ، وأمَرَني أن اُخَيِّرَكَ بَينَ أن تَسيرَ مَعِي أو تَرجِعَ إلَيهِ . فَقالَ : بَل أرجِعُ إلَيهِ .
وعادَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّكَ أهَّلتَني لِأَمرٍ طالَتِ الأَعناقُ فيهِ إلَيَّ ، فَلَمّا تَوَجَّهتُ لَهُ رَدَدتَني عَنهُ ، ما لي ، أنَزَلَ فِيَّ قُرآنٌ ؟ ! فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : لا ، ولكِنَّ الأَمينَ هَبَطَ إلَيَّ عَنِ اللّهِ جَلَّ جَلالُهُ بِأَنَّهُ لا يُؤَدّي عَنكَ إلّا أنتَ أو رَجُلٌ مِنكَ ، وعَلِيٌّ مِنّي ، ولا يُؤَدّي عَنّي إلّا عَلِيٌّ ۱ .

۲۵۱.تاريخ دمشق عن ابن عبّاس :بَينا أنَا مَعَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ في بَعضِ طُرُقِ المَدينَةِ ـ يَدُهُ في يَدي ـ إذ قالَ لي : يَابنَ عَبّاسٍ ، ما أحسِبُ صاحِبَكَ إلّا مَظلوما ! فَقُلتُ : فَرُدَّ إلَيهِ ظُلامَتَهُ يا أميرَ المُؤمِنينَ ! ! قالَ : فَانتَزَعَ يَدَهُ مِن يَدي ، ونَفَرَ مِنّي يُهَمهِمُ ، ثُمَّ وَقَفَ حَتّى لَحِقتُهُ ، فَقالَ لي : يَابنَ عَبّاسٍ ، ما أحسِبُ القَومَ إلَا استَصغَروا صاحِبَكَ . قُلتُ : وَاللّهِ مَا استَصغَرَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حينَ أرسَلَهُ وأمَرَهُ أن يَأخُذَ بَراءَةَ مِن أبي بَكرٍ فَيَقرَأَها عَلَى النّاسِ ! ! فَسَكَتَ ۲ .

راجع : ج4 ص658 (عمر بن الخطّاب) .
وكتاب «تاريخ دمشق» : ج 42 ص 344 ـ 349 .

1.الإرشاد : ج۱ ص۶۵ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۲۶ عن ابن عبّاس نحوه وراجع الخصال : ص۷۸ ح۱۵ وتفسير القمّي : ج۱ ص۲۸۲ وتفسير العيّاشي : ج۲ ص۷۳ ح۴ والمناقب للكوفي : ج۱ ص۴۶۹ ح۳۷۱ .

2.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۳۴۹ ، شرح نهج البلاغة : ج۶ ص۴۵ وفيه «ما استصغره اللّه » و ج۱۲ ص۴۶ وفيه «ما استصغره اللّه ورسوله» ، كنز العمّال : ج۱۳ ص۱۰۹ ح۳۶۳۵۷ ؛ الدرجات الرفيعة : ص۱۰۵ كلّها نحوه وراجع فرائد السمطين : ج۱ ص۳۳۴ ح۲۵۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
250

بَعدَ العامِ مُشرِكٌ ، ولا يَطوفُ بِالبَيتِ عُريانٌ ، ولا يدخُلُ الجَنَّةَ إلّا نَفسٌ مُسلِمَةٌ ، مَن كانَ بَينَهُ وبَينَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مُدَّةٌ فَأَجَلُهُ إلى مُدَّتِهِ ، وَاللّهُ بَريءٌ مِنَ المُشرِكينَ ورَسولُهُ . قالَ : فَسارَ بِها ثَلاثا ، ثُمَّ قالَ لِعَلِيٍّ رضى الله عنه : اِلحَقهُ فَرُدَّ عَلَيَّ أبا بَكرٍ وبَلِّغها أنتَ . قالَ : فَفَعَلَ ، قالَ : فَلَمّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أبو بَكرٍ بَكى ، قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، حَدَثَ فِيَّ شَيءٌ ؟ ! قال : ما حَدَثَ فيكَ إلّا خَيرٌ ، ولكِن اُمِرتُ أن لا يُبَلِّغَهُ إلّا أنَا أو رَجُلٌ مِنّي ۱ .

۲۴۹.المستدرك على الصحيحين عن جميع بن عمير الليثي :أتَيتُ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ فَسَأَلَتُهُ عَن عَلِيٍّ رضى الله عنه فَانتَهَرَني ، ثُمَّ قالَ : ألا اُحَدِّثُكَ عَن عَلِيٍّ ؟ هذا بَيتُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي المَسجِدِ ، وهذا بَيتُ عَلِيٍّ رضى الله عنه . إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَعَثَ أبا بَكرٍ وعُمَرَ بِبَراءَةَ إلى أهلِ مَكَّةَ ، فَانطَلَقا ، فَإِذا هُما بِراكِبٍ ، فَقالا : مَن هذا ؟ قالَ : أنَا عَلِيٌّ ، يا أبا بَكرٍ هاتِ الكِتابَ الَّذي مَعَكَ . قالَ : وما لي ! ! قالَ : وَاللّهِ ما عَلِمتُ إلّا خَيرا ، فَأَخَذَ عَلِيٌّ الكِتابَ فَذَهَبَ بِهِ ، ورَجَعَ أبو بَكرٍ وعُمَرُ إلَى المَدينَةِ ، فَقالا : ما لَنا يا رَسولَ اللّهِ ؟ !قالَ : ما لَكُما إلّا خَيرٌ ، ولكِن قيلَ لي : إنَّهُ لا يُبَلِّغُ عَنكَ إلّا أنتَ أو رَجُلٌ مِنكَ ۲ .

۲۵۰.الإرشاد :جاءَ في قِصَّةِ البَراءَةِ : وقَد دَفَعَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إلى أبي بَكرٍ لِيَنبِذَ بِها عَهدَ المُشرِكينَ ، فَلَمّا سارَ غَيرَ بَعيدٍ نَزَلَ جَبرَئيلُ عليه السلام عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ لَهُ : إنَّ اللّهَ يُقرِئُكَ السّلامَ ويَقولُ لَكَ : لا يُؤَدّي عَنكَ إلّا أنتُ أو رَجُلٌ مِنكَ . فَاستَدعى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلِيّا عليه السلام وقالَ لَهُ : اِركَب ناقَتِي العَضباءَ وَالحَق أبا بَكرٍ ، فَخُذ بَراءَةَ مِن يَدِهِ وَامضِ بِها إلى مَكَّةَ ، فَانبِذ عَهدَ المُشرِكينَ إلَيهِم ، وخَيِّر أبا بَكرٍ بَينَ أن يَسيَر مَعَ رِكابِكَ أو يَرجِعَ إلَيَّ .
فَرَكِبَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ناقَةَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله العَضباءَ ، وسارَ حَتّى لَحِقَ أبا بَكرٍ ،

1.مسند ابن حنبل : ج۱ ص۱۸ ح۴ ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۳۴۷ ح۸۹۲۸ .

2.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۵۳ ح۴۳۷۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 231718
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي