بَعدَ العامِ مُشرِكٌ ، ولا يَطوفُ بِالبَيتِ عُريانٌ ، ولا يدخُلُ الجَنَّةَ إلّا نَفسٌ مُسلِمَةٌ ، مَن كانَ بَينَهُ وبَينَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مُدَّةٌ فَأَجَلُهُ إلى مُدَّتِهِ ، وَاللّهُ بَريءٌ مِنَ المُشرِكينَ ورَسولُهُ . قالَ : فَسارَ بِها ثَلاثا ، ثُمَّ قالَ لِعَلِيٍّ رضى الله عنه : اِلحَقهُ فَرُدَّ عَلَيَّ أبا بَكرٍ وبَلِّغها أنتَ . قالَ : فَفَعَلَ ، قالَ : فَلَمّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أبو بَكرٍ بَكى ، قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، حَدَثَ فِيَّ شَيءٌ ؟ ! قال : ما حَدَثَ فيكَ إلّا خَيرٌ ، ولكِن اُمِرتُ أن لا يُبَلِّغَهُ إلّا أنَا أو رَجُلٌ مِنّي ۱ .
۲۴۹.المستدرك على الصحيحين عن جميع بن عمير الليثي :أتَيتُ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ فَسَأَلَتُهُ عَن عَلِيٍّ رضى الله عنه فَانتَهَرَني ، ثُمَّ قالَ : ألا اُحَدِّثُكَ عَن عَلِيٍّ ؟ هذا بَيتُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي المَسجِدِ ، وهذا بَيتُ عَلِيٍّ رضى الله عنه . إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَعَثَ أبا بَكرٍ وعُمَرَ بِبَراءَةَ إلى أهلِ مَكَّةَ ، فَانطَلَقا ، فَإِذا هُما بِراكِبٍ ، فَقالا : مَن هذا ؟ قالَ : أنَا عَلِيٌّ ، يا أبا بَكرٍ هاتِ الكِتابَ الَّذي مَعَكَ . قالَ : وما لي ! ! قالَ : وَاللّهِ ما عَلِمتُ إلّا خَيرا ، فَأَخَذَ عَلِيٌّ الكِتابَ فَذَهَبَ بِهِ ، ورَجَعَ أبو بَكرٍ وعُمَرُ إلَى المَدينَةِ ، فَقالا : ما لَنا يا رَسولَ اللّهِ ؟ !قالَ : ما لَكُما إلّا خَيرٌ ، ولكِن قيلَ لي : إنَّهُ لا يُبَلِّغُ عَنكَ إلّا أنتَ أو رَجُلٌ مِنكَ ۲ .
۲۵۰.الإرشاد :جاءَ في قِصَّةِ البَراءَةِ : وقَد دَفَعَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إلى أبي بَكرٍ لِيَنبِذَ بِها عَهدَ المُشرِكينَ ، فَلَمّا سارَ غَيرَ بَعيدٍ نَزَلَ جَبرَئيلُ عليه السلام عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ لَهُ : إنَّ اللّهَ يُقرِئُكَ السّلامَ ويَقولُ لَكَ : لا يُؤَدّي عَنكَ إلّا أنتُ أو رَجُلٌ مِنكَ . فَاستَدعى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلِيّا عليه السلام وقالَ لَهُ : اِركَب ناقَتِي العَضباءَ وَالحَق أبا بَكرٍ ، فَخُذ بَراءَةَ مِن يَدِهِ وَامضِ بِها إلى مَكَّةَ ، فَانبِذ عَهدَ المُشرِكينَ إلَيهِم ، وخَيِّر أبا بَكرٍ بَينَ أن يَسيَر مَعَ رِكابِكَ أو يَرجِعَ إلَيَّ .
فَرَكِبَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ناقَةَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله العَضباءَ ، وسارَ حَتّى لَحِقَ أبا بَكرٍ ،