29
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

ثمّ انعطف إلى بيان أمثلة لأقضية عليّ عليه السلام على عهد النبيّ صلى الله عليه و آله ، متابعاً لها وهي تتوالى في عهد خلافته الراشدة ، لتكشف بأجمعها عن علم واسع عميق ، وصلابة ماضية في السلوك ، وثبات راسخ ، وإيثار الحقّ على ما سواه ، والدفاع عن الحقيقة في خضمّ الحياة .

القسم الثالث عشر : آيات الإمام عليّ

الإنسان خليفة اللّه في الأرض . والأبعاد المعنويّة هي أسمى مظهر باهر يتألّق في شخصيّة الإنسان ، وإذا ما ارتقى الإنسان على هذا الخطّ وصار قريباً إلى اللّه عبر السلوك المعنوي ، فسيكون كلّ ما يصدر عنه مذهلاً عجيباً ، وتصير حياته وتعاطيه مع الوجود «تجلّيات» للقدرة الإلهيّة .
حين تُبصر عليّاً عليه السلام في هذا المجال تجده «ممسوساً في ذات اللّه » على حدّ ما نصّ عليه رسول اللّه صلى الله عليه و آله في وصفه ، وهو أدرى الناس به ، وعليّ ثمرة لتربية الرسول . ومن ثَمَّ كان حريّاً بحياته أن تكون ـ ولا تزال ـ مشرقة بأكثر تجلّيات هذا «الخليفة الربّاني» نوراً ووضاءة .
لقد توفّرت فصول هذا القسم على الإيماء إلى أمثلة للقدرة المعنويّة الباهرة ، والولاية التكوينيّة التي يحظى بها الإمام ، ومرّت على بعض تجلّيات هذا «الخليفة الربّاني» ، وما يشعّ به وجوده من مظاهر القدرة والعظمة الإلهيّة .
كان من بين المحطّات التي لبثت عندها فصول هذا القسم أمثلة لإجابة الدعوات ، وإخبار الإمام بالمغيّبات ، وبعض ما له من كرامات مثل «ردّ الشمس» التي تعدّ منقبة تختصّ به وحده ، وفضيلة تبعث على الدهشة ، وتدعو إلى العجب .
هذا القسم في حقيقة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام رحلة تطوف معه لتبرز بُعده المعنوي في التعامل مع اُفق الوجود ، وتؤشّر إلى موقعه المنيف في معارج الصعود ،


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
28

فكلمات الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عن بدء الخليقة ، وخلق الملائكة والسماوات والأرضين والحيوان ، وما فاض به عن المجتمع والنفس وحركة التاريخ ، وما أدلى به من إشارات عن الرياضيّات والفيزياء وعلم الأرض (الجيولوجيا) وغير ذلك ممّا يعدّ في حقيقته تنبّؤات علميّة ، ويدخل في المعجزات العلميّة للإمام ، لهو قمين بالإعجاب ، وخليق أن يملأ النفس خضوعاً ودهشة .
لم يعرف التاريخ على امتداده رجلاً ، عالماً كان أم فيلسوفاً أم مفكِّراً ، ينهض بعلوّ قامته ، ويقول بثبات : سلوني ما تشاؤون . ثمّ لم يعجزه الجواب أبداً ، ولم يلبث حتى لحظة واحدة كي يتأمّل بما يجيب .
وهذا القسم ليس أكثر من إيماءة إلى علوم عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وهو إشارة على استحياء إلى بحره الزخّار ، ونظرة عابرة تومض من بعيد إلى اُفق المعرفة العلويّة .

القسم الثاني عشر : قضايا الإمام عليّ

القضاء صعب ، وأصعب منه القضاء الراسخ الذي يستند إلى الصواب والحقّ .
يستند القضاء من جهة إلى علم راسخ ، ويتطلّب من جهة اُخرى روحاً كبيرة وشخصيّة ثابتة لا تخشى التهديد ولا تميل إلى التطميع ، ولا تطوح بها العلائق والأهواء عن جادّة الحقّ والصواب .
وأقضية عليّ بن أبي طالب عليه السلام هي منارات مضيئة في الحياة ، وأكاليل رفيعة في رحاب الحياة السياسيّة ، وأحرى بها أن تكون من أعاجيب التاريخ القضائي .
لقد تناول هذا القسم أقضية الإمام في أربعة فصول توفّر كلّ واحد منها على بُعد . فقد مرَّ في البدء على الموقع القضائي الذي يحظى به الإمام ، وأنّه «أقضى الاُمّة» بمقتضى صريح كلام رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 240181
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي