وما يحظى به هذا الإنسان الربّاني من مكانةٍ عظيمة على مهاد الأرض ، كما تكشف عن دوره كـ «خليفة إلهي» .
القسم الرابع عشر : حبّ الإمام عليّ
الجمال حبيب إلى الإنسان ، والإنسان يهفو إلى الجمال ، ولن تجد إنساناً يصدّ عن الجمال أو تنكفئ نفسه عن المكرمات والفضائل السامقة أو يُشيح عن المُثل العليا .
هو ذا عليّ عليه السلام مصدر جميع ضروب الجمال ، يتفجّر وجوده بالكمال ، وتحتشد فيه جميع الفضائل والمكارم والقيم ؛ فأيّ إنسان يبصر كلّ هذا التألّق ولا يشدو قلبه إلى عليّ حبّاً وإيماناً ؟ وأيّ إنسان له عين بصيرة ويعمى عن ضوء الشمس ؟
دعْ عنك اُولئك النفر الذين ادلهمّت نفوسهم بظلمة حالكة ، فعميت أبصارهم عن رؤية هذا الجمال الباهر الممتد ، ولم يُبصروا مظاهره الخلّابة .
وإلّا لو خُلّي الإنسان وإنسانيّته لاُلفي باحثا عن الجمال أبداً متطلّعا إليه على الدوام .
كذلك هو عليّ أحبُّ الخلق إلى اللّه خالق الجمال وواهب العظمة . كما هو الأحبّ عند الملائكة وعند رسول اللّه صلى الله عليه و آله . وهل يكون هذا إلاّ لجوهر الذات العلويّة ، وللمكانة المكينة التي يحظى بها هذا الإنسان الملكوتي الذي تتقرّب الملائكة ـ أيضاً ـ إلى اللّه بمحبّته ؟
إنّ لحبّ عليّ في ثقافتنا الدينيّة شأناً عظيماً يُبهِر العقول ، ويبعث على التأمّل .
وما نهض به هذا القسم أنّه وثَّقَ لهذه الحقيقة نصوصَها . وقد جاءت النصوص تفصح دون مواربة ولُبْس أنّ حبّ عليّ حبٌّ للّه ولرسوله ، وتسجِّل بنصاعة وضّاءة أنّ حبّ عليّ «نعمة» و«فريضة» و«عبادة» ، وهو «العروة الوثقى» و«أفضل العمل»