345
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

سَواءٌ ، وهُوَ الحَقيقُ بِخَلقِهِ المُتَوَلّي لِاُمورِهِم» ۱ .
كما جاء عن الفرّاء ، قوله : «الوَلِيُّ وَالمَولى في كَلامِ العَرَبِ واحِدٌ» ۲ .
كتب المفسّر والأديب والباحث القرآني المعروف في القرن الهجري الرابع الراغب الإصفهاني ، ما نصّه : «وَالوِلايَةُ تَوَلِّي الأَمرِ ، وَالوَلِيُّ وَالمَولى يُستَعمَلانِ في ذلِكَ ، كُلُّ واحِدٍ مِنهُما يُقالُ في مَعنَى الفاعِلِ أيِ المُوالي ، وفي مَعنَى المَفعولِ أيِ المُوالى» ۳ .
كتب المفسّر والأديب المعروف في القرن الهجري الخامس أبو الحسن عليّ بن أحمد الواحدي النيسابوري ، في تفسير الآية(62) من سورة الأنعام : «ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلَـهُمُ الْحَقِّ» ما نصّه : «الَّذي يَتَوَلّى اُمورَهُم» ۴ .
في الواقع صرّح بهذه الحقيقة علماء كثيرون نذكر من بينهم أيضاً المفسّر المعتزلي الكبير جار اللّه الزمخشري ، الذي كتب في تفسير الآية(286) من سورة البقرة : «أَنتَ مَوْلَنَا فَانصُرْنَا» ما نصّه : «سَيِّدُنا ونَحنُ عَبيدُكَ ، أو ناصِرُنا أو مُتَوَلّي اُمورِنا» ۵ .
أمّا ابن الأثير فقد كتب في مصنّفه القيّم «النهاية» الذي تناول فيه غريب الحديث النبوي وألفاظه الصعبة ، ما نصّه في معنى «المولى» : «قَد تَكَرَّرَ ذِكرُ المَولى فِي الحَديثِ ، وهُوَ اسمٌ يَقَعُ عَلى جَماعَةٍ كَثيرَةٍ . . . وكُلُّ مَن وَلِيَ أمراً أو قامَ بِهِ فَهُوَ مَولاهُ ووَلِيُّهُ . . . ومِنهُ الحَديثُ «أيُّمَا امرَأَةٍ نُكِحَت بِغَيرِ إذنِ مَولاها فَنِكاحُها باطِلٌ» ،

1.الشافي : ج۲ ص۲۷۱ .

2.معاني القرآن : ج۲ ص۱۶۱ ؛ الشافي : ج۲ ص۲۷۱ .

3.مفردات ألفاظ القرآن : ص۸۸۵ .

4.الوسيط في تفسير القرآن المجيد : ج۲ ص۲۸۱ .

5.الكشّاف : ج۱ ص۱۷۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
344

ثمّ شيّد تفسيره وصوّبه على أساس بيت من الشعر الجاهلي استشهد به ، وهو :

فَغَدَت كِلَا الفَرجَينِ تَحسَبُ أ نَّهُ
مَولَى المَخافَةِ خَلفُها وأمامُها

لقد قصد شرّاح «المعلّقات السبع» على أخذ المولى في بيت لبيد المذكور بمعنى «الأولى» ، وعلى هذا مضوا في شرح الشعر ۱ .
كتب المفسّر والنسّابة المعروف محمّد بن السائب الكلبي ، في تفسير الآية (51) من سورة التوبة : «قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَـنَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ» ما نصّه : «أولى بِنا مِن أنفُسِنا فِي المَوتِ والحَياةِ» ۲ .
وكتب الأديب والمفسّر الكوفي المشهور أبو زكريّا يحيى بن زياد بن عبد اللّه المعروف بالفرّاء ، في تفسير الآية(15) من سورة الحديد ، ما نصّه : « «هِىَ مَوْلَـكُمْ» : أي أولى بِكُم» ۳ .
وإلى هذا ذهب أيضاً أبو الحسن الأخفش ، وأبو إسحاق الزجّاج ، ومحمّد بن القاسم الأنباري وآخرون ۴ .
ذكرنا أيضاً أنّ مجيء مولى بمعنى المتولّي والقيّم على الاُمور هو كذلك من بين أجلى استعمالات هذا اللفظ ، وقد صرّح به كثير منهم :
أبو العبّاس محمّد بن يزيد المعروف بالمبرّد ، في تفسير الآية (11) من سورة محمّد : «ذَ لِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ» ، حيث كتب : «وَالوَلِيُّ وَالمَولى مَعناهُما

1.شرح المعلّقات السبع للزوزني : ص۲۱۰ ، شرح القصائد السبع الطوال الجاهليّات للأنباري : ص۵۶۵ وراجع الغدير : ج۱ ص۳۴۵ .

2.البحر المحيط : ج۵ ص۵۳ .

3.معاني القرآن : ج۳ ص۱۲۴ ، تفسير الفخر الرازي : ج۲۹ ص۲۲۸ .

4.راجع : نفحات الأزهار : ج۸ ص۸۶ ـ ۱۴۰ والغدير : ج۱ ص۳۴۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 231725
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي