373
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

وَصِيَّكَ أن يَحفَظَ بِالتّابوتِ وبِما فيهِ ، فَإِذا حَضَرَت وَفاتُهُ أن يوصِيَ إلى خَيرِ وُلدِهِ وألزَمِهِم لَهُ وأفضَلِهِم عِندَهُ ، وسَلَّمَ إلَيهِ التّابوتَ وما فيهِ ، وَليَضَع كُلُّ وَصِيٍّ وَصِيَّتَهُ فِي التّابوتِ وَليوصِ بِذلِكَ بَعضُهُم إلى بَعضٍ ، فَمَن أدرَكَ نُبُوَّةَ نوحٍ فَليَركَب مَعَهُ وَليَحمِلِ التّابوتَ وجَميعَ ما فيهِ في فُلكِهِ ولا يَتَخَلَّف عَنهُ أحَدٌ ۱ .

۳۲۶.عنه عليه السلام :كانَ آدَمُ عليه السلام وَصّى هِبَةَ اللّهِ أن يَتَعاهَدَ هذِهِ الوَصِيَّةَ عِندَ رَأسِ كُلِّ سَنَةٍ فَيَكونَ يَومَ عيدِهِم ، فَيَتَعاهَدونَ نوحا وزَمانَهُ الَّذي يَخرُجُ فيهِ ، وكَذلِكَ جاءَ في وَصِيَّةِ كُلِّ نَبِيٍّ حَتّى بَعَثَ اللّهُ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله ، وإنَّما عَرَفوا نوحا بِالعِلمِ الَّذي عِندَهُم وهُوَ قَولُ اللّهِ عزَّوجَلَّ : «لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ . . .»۲۳ .

۳۲۷.الإمام الصادق عليه السلام :أوحَى اللّهُ إلى آدَمَ أنِ ادفَعِ الوَصِيَّةَ ، وَاسمَ اللّهِ الأَعظَمَ ، وما أظهَرتُكَ عَلَيهِ مِن عِلمِ النُّبُوَّةِ ، وما عَلَّمتُكَ مِنَ الأَسماءِ إلى شَيثِ بنِ آدَمَ ۴ .

۳۲۸.الكامل في التاريخ :لَمّا حَضَرَت آدَمَ الوَفاةُ عَهِدَ إلى شَيثٍ ، وعَلَّمَهُ ساعاتِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، وعِبادَةَ الخَلوَةِ في كُلِّ ساعَةٍ مِنها ، وأعلَمَهُ بِالطّوفانِ ، وصارَتِ الرِّياسَةُ بَعدَ آدَمَ إلَيهِ ۵ .

۳۲۹.تاريخ الطبري :ذُكِرَ أنَّ آدَمَ عليه السلام مَرِضَ قَبلَ مَوتِهِ أحَدَ عَشَرَ يَوما ، وأوصى إلَى ابنِهِ شَيثٍ عليه السلام وكَتَبَ وَصِيَّتَهُ ، ثُمَّ دَفَعَ كِتابَ وَصِيَّتِهِ إلى شَيثٍ ، وأمَرَهُ أن يُخفِيَهُ مِن قابيلَ ووُلدِهِ ؛ لِأَنَّ قابيلَ قَد كانَ قَتَلَ هابيلَ حَسَدا مِنهُ حينَ خَصَّهُ آدَمُ بِالعِلمِ ، فَاستَخفى

1.تفسير العيّاشي : ج۱ ص۳۰۶ ح۷۷ عن حبيب السجستاني ، بحار الأنوار : ج۲۳ ص۶۰ ح۲ .

2.الأعراف : ۵۹ ، هود : ۲۵ ، العنكبوت : ۱۴ ، المؤمنون : ۲۳ .

3.الكافي : ج۸ ص۱۱۵ ح۹۲ ، كمال الدين : ص۲۱۵ ح۲ ، تفسير العيّاشي : ج۱ ص۳۱۱ ح۷۸ وليس فيه «وإنّما . . .» وكلّها عن أبي حمزة الثمالي .

4.تفسير العيّاشي : ج۱ ص۳۱۲ ح۸۳ عن سليمان بن خالد وراجع الكافي : ج۸ ص۱۱۴ ح۹۲ .

5.الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۸ ، تاريخ الطبري : ج۱ ص۱۵۲ ، البداية والنهاية : ج۱ ص۹۸ كلاهما نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
372

۳۲۵.الإمام الباقر عليه السلام :لَمّا دَنا أجَلُ آدَمَ أوحَى اللّهُ إلَيهِ : أن يا آدَمُ ، إنّي مُتَوَفّيكَ ورافِعُ روحِكَ إلَيَّ يَومَ كَذا وكَذا ، فَأَوصِ إلى خَيرِ وُلدِكَ وهُوَ هِبَتِي الَّذي وَهَبتُهُ لَكَ ، فَأَوصِ إلَيهِ ، وسَلِّم إلَيهِ ما عَلَّمناكَ مِنَ الأَسماءِ وَالاِسمِ الأَعظَمِ ، فَاجعَل ذلِكَ في تابوتٍ ، فإنّي اُحِبُّ أن لا يَخلُوَ أرضي مِن عالِمٍ يَعلَمُ عِلمي ويَقضي بِحُكمي ، أجعَلُهُ حَجَّتي عَلى خَلقي .
قالَ : فَجَمَعَ آدَمُ إلَيهِ جَميعَ وُلدِهِ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ فَقالَ لَهُم : يا وُلدي ، إنَّ اللّهَ أوحى إلَيَّ أنَّهُ رافِعٌ إلَيهِ روحي ، وأمَرَني أن اُوصِيَ إلى خَيرِ وُلدي وأنَّهُ هِبَةُ اللّهِ ، فإِنَّ اللّهَ اختارَهُ لي ولَكُم مِن بَعدي ، اِسمَعوا لَهُ وأطيعوا أمرَهُ ، فَإِنَّهُ وَصِيّي وخَليفَتي عَلَيكُم .
فَقالوا جَميعا : نَسمَعُ لَهُ ونُطيعُ أمرَهُ ولا نُخالِفُهُ .
قالَ : فَأَمَرَ بِالتّابوتِ فَعُمِلَ ، ثُمَّ جَعَلَ فيهِ عِلمَهُ وَالأَسماءَ وَالوَصِيَّةَ ، ثُمَّ دَفَعَهُ إلى هِبَةِ اللّهِ ، وَتَقَدَّمَ إلَيهِ في ذلِكَ وقالَ لَهُ : . . . إذا حَضَرَت وَفاتُكَ وأحسَستَ بِذلِكَ مِن نَفسِكَ فَالتَمِس خَيرَ وُلدِكَ وألزَمَهُم لَكَ صُحبَةً وأفضَلَهُم عِندَكَ قَبلَ ذلِكَ ، فَأَوصِ إلَيهِ بِمِثلِ ما أوصَيتُ بِهِ إلَيكَ ، ولا تَدَعَنَّ الأَرضَ بِغَيرِ عالِمٍ مِنّا أهلَ البَيتِ .
يا بُنَيَّ ، إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى أهبَطَني إلَى الأَرضِ وجَعَلَني خَليفَتَهُ فيها ، حُجَّةً لَهُ عَلى خَلقِهِ ، فَقَد أوصَيتُ إلَيكَ بِأَمرِ اللّهِ ، وجَعَلتُكَ حُجَّةً للّهِِ عَلى خَلقِهِ في أرضِهِ بَعدي ، فَلا تَخرُج مِنَ الدُّنيا حَتّى تَدَعَ للّهِِ حُجَّةً ووَصِيّا ، وتُسَلِّمَ إلَيهِ التّابوتَ وما فيهِ كَما سَلَّمتُهُ إلَيكَ ، وأعلِمهُ أنَّهُ سَيكونُ مِن ذُرِّيَّتي رَجُلٌ اسمُهُ نوحٌ ، يَكونُ في نُبُوَّتِهِ الطّوفانُ وَالغَرَقُ ، فَمَن رَكِبَ في فُلكِهِ نَجا ومَن تَخَلَّفَ عَن فُلكِهِ غَرِقَ . وأوص

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 232095
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي