45
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

على هذا نأمل أن تجيء «الموسوعة» خطوة على طريق التقريب بين المذاهب ، وأن يكون شخوص «الأدب العلوي» وتبلوره فيها سببا لانتفاع الجميع ، ويهيّئ الأجواء لوحدة كلمة المؤمنين .

شكر وتقدير

حيث شارف هذا المدخل على نهايته ، ولمّا يُمسِك القلم بعدُ نبتهل ـ مرّة اُخرى ـ إلى اللّه سبحانه ضارعين بقلوب مفعمة ، بالشكر والثناء على ما أنعم به من تيسير كريم وفضل جسيم ، وما امتنّ به من توفيق عظيم لهذه الخدمة العلويّة الجليلة .
كما نوجّه شكرنا وثناءنا إلى كلّ جهد كريم شارك في هذا المشروع في إطار مختلف المجاميع ، وكان له سهم في التأليف والتحقيق والتخريج ، وفي الطباعة والتصحيح والتدقيق ، ونخصّ بالذكر الباحثَين الكريمَين الجليلين السيّد محمّد كاظم الطباطبائي والسيّد محمود الطباطبائي نژاد ، اللذين بذلا جهودا مخلصة مشكورة في تدوين هذه المجموعة ، وكانا معنا رفيقَي درب في هذه الرحلة الممتدّة من عام 1413 ه . كما نشكر الاُستاذ الفاضل الشيخ محمّد علي مهدوي راد الذي أعاننا على تهيئة البيانات والتحليلات .
وأتقدّم بشكري الخالص وثنائي الجزيل أيضا إلى مسؤول قسم تدوين الموسوعة في مركز دراسات دار الحديث المحقّق العزيز الشيخ عبد الهادي المسعودي ، الذي بذل جهدا محمودا في تنظيم الصيغة الأخيرة وإعداد العمل وإنجازه في الموعد المقرّر .
إلهي .
اجعلنا في حزب عليّ عليه السلام الذي هو حزب رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، واكتبنا في المفلحين الفائزين .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
44

ولغة التجريح والكلام النابي وكَيل التُّهم والمطاعن .
وفي الحقيقة جعلنا المشروع يفيء بجميع أجزائه في ظلال «الأدب العلوي» ؛ هذا الأدب الذي يأخذ مثاله الرفيع مما علّمه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام صاحبيه حجر بن عدي وعمرو بن الحمق . فهذان الحواريّان يتوقّدان عزما ، ويفيضان رسوخا ، وهما مملوءان حماسا وغيرة ؛ فأنّى لهما أن يصبرا على أباطيل العدوّ وزخرفه ، وما صار يستجيشه من ضوضاء هائجة ؟
لقد راحا يدمدمان بألسنتهما ضدَّ العدو ، فما كان من أمير المؤمنين عليه السلام إلّا أن علّمهما أدب المواجهة ، فقال لهما بعد أن ذكّرهما بأنّهم على الحقّ وأن عدوّهم على الباطل :
«كَرِهتُ لَكُم أن تَكونوا لَعّانينَ شَتّامينَ ؛ تَشتُمونَ وتَتَبَرَّؤونَ ، ولكِن لَو وَصَفتُم مَساوِئَ أعمالِهِم فَقُلتُم : مِن سيرَتِهِم كَذا وكَذا ، ومِن عَمَلِهِم كَذا وكَذا ، كانَ أصوَبَ فِي القَولِ ، وأبلَغَ فِي العُذرِ» ۱ .
واضح إذن أنّ ذِكر شخص وفعاله وتحليل سلوكه ، أو تسليط أضواء كاشفة على ما يلفّ فعال بعضِ مَن تنكّب عن الحقّ والصواب وما صدر عنه من سلوك شائن ـ لا يمكن أن يُعدّ إساءة نابية ، بل هو من الوعي التاريخي والدفاع عن الحقّ بالصميم . ومن ثَمّ إذا ما احتوت «الموسوعة» شيئا من هذا فهو تعبير عن واقعٍ لا أنّه ينمّ عن إساءة جارحة .
ومع ذاك سعينا أن ننظر إلى المسائل برؤية الاُسلوب التحليلي والبحث العلمي وليس من خلال العناد والتعصّب الأعمى المقيت . ومِن ثَمّ لم يتمّ التوهين بمقدّسات أيّ نحلة ، ولم نطعن بشخص قط .

1.وقعة صفّين : ص ۱۰۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 178504
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي