467
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ» . وفَرَضَ وِلايَةَ اُولِي الأَمرِ ، فَلَم يَدروا ما هِيَ ، فَأَمَرَ اللّهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله أن يُفَسِّرَ لَهُمُ الوِلايَةَ كَما فَسَّرَ لَهُمُ الصَّلاةَ والزَّكاةَ وَالصَّومَ وَالحَجَّ .
فَلَمّا أتاهُ ذلِكَ مِنَ اللّهِ ، ضاقَ بِذلِكَ صَدرُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وتَخَوَّفَ أن يَرتَدّوا عَن دينِهِم ، وأن يُكَذِّبوهُ ؛ فَضاقَ صَدرُهُ ، وراجَعَ رَبَّهُ عزّوجلّ . فَأَوحَى اللّهُ عزّوجلّ إلَيهِ : «يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» 1 ، فَصَدَعَ بِأَمرِ اللّهِ تَعالى ذِكرُهُ ، فَقامَ بِوِلايَةِ عَلِيٍّ عليه السلام يَومَ غَديرِ خُمٍّ ؛ فَنادى : الصَّلاةَ جامِعَةً ، وأمَرَ النّاسَ أن يُبَلِّغَ الشّاهِدُ الغائِبَ .وكانَتِ الفَريضَةُ تَنزِلُ بَعدَ الفَريضَةِ الاُخرى ، وكانَتِ الوِلايَةُ آخِرَ الفَرائِضِ، فَأَنزَلَ اللّهُ عزّوجلّ : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى» 2 . قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : يَقولُ اللّهُ عزّوجلّ : لا اُنزِلُ عَلَيكُم بَعدَ هذِهِ فَريضَةً ، قَد أكمَلتُ لَكُمُ الفَرائِضَ 3 .

۶۰۳.الإمام الصادق عليه السلامـ في قَولِهِ تَعالى :«إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ»ـ: إنَّما يَعني : أولى بِكُم ؛ أي أحَقُّ بِكُم ، وبِاُمورِكُم ، وأنفُسِكُم، وأموالِكُم، اللّهُ ورسولُهُ وَالَّذينَ آمَنوا ؛ يَعني عَلِيّا وأولادَهُ الأَئِمَّةَ عليهم السلام إلى يَومِ القِيامَةِ ۴ .

۶۰۴.الكشّافـ في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى:«وَهُمْ رَ كِعُونَ»ـ: الواوُ فيهِ لِلحالِ؛ أي يَعمَلونَ ذلِكَ في حالِ الرُّكوعِ؛ وهُوَ الخُشوعُ وَالإِخباتُ وَالتَّواضُعُ للّهِِ إذا صَلّوا، وإذا زَكّوا . وقيلَ:

1.المائدة : ۶۷ .

2.المائدة : ۳ .

3.الكافي : ج۱ ص۲۸۹ ح۴ عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمّد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود ، دعائم الإسلام : ج۱ ص۱۵ ، تفسير العيّاشي : ج۱ ص۲۹۳ ح۲۲ عن زرارة وفيه من «وكانت الفريضة . . .» . وراجع : ج ۱ ص ۵۱۱ (حديث الغدير) .

4.الكافي : ج۱ ص۲۸۸ ح۳ عن أحمد بن عيسى .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
466

۶۰۱.الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ رهطا مِن اليَهودِ أسلَموا ، مِنهُم : عَبدُ اللّهِ بنُ سَلامٍ ، وأسَدٌ ، وثَعلَبَةُ ، وابنُ يامينَ ، وابنُ صورِيا . فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَقالوا : يا نَبِيَّ اللّهِ ، إنَّ موسى عليه السلام أوصى إلى يَوشَعَ بنِ نونٍ ، فَمَن وَصِيُّكَ يا رَسولَ اللّهِ ؟ ومَن وَلِيُّنا بَعدَكَ ؟ فَنَزَلَت هذِهِ الآيَةُ : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ» .
ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : قوموا ، فَقاموا ، فَأَتَوُا المَسجِدَ ، فَإِذا سائِلٌ خارِجٌ ، فَقالَ : يا سائِلُ ، أ ما أعطاكَ أحَدٌ شَيئا ؟ قالَ : نَعَم ، هذَا الخاتَمَ . قالَ : مَن أعطاكَ ؟ قالَ : أعطانيهِ ذلِكَ الرَّجُلُ الَّذي يُصَلّي . قالَ : عَلى أيِّ حالٍ أعطاكَ ؟ ! قالَ : كانَ راكِعا . فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، وكَبَّرَ أهلُ المَسجِدِ ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ وَلِيُّكُم بَعدي .
قالوا : رَضينا بِاللّه رَبّا ، وبِالإِسلامِ دينا ، وبِمُحَمَّدٍ نَبِيّا ، وبِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وَلِيّا . فَأَنزَلَ اللّهُ عزّوجلّ : «وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَــلِبُونَ»۱ . ۲

602.عنه عليه السلام :أمَرَ اللّهُ عزّوجلّ رَسولَهُ بِوِلايَةِ عَلِيٍّ ، وأنزَلَ عَلَيهِ : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ

1.المائدة : ۵۶ .

2.الأمالي للصدوق : ص۱۸۶ ح۱۹۳ عن أبي الجارود ، روضة الواعظين : ص۱۱۵ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۳ وراجع تفسير القمّي : ج۱ ص۱۷۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 240142
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي