۸۱۵.الخصال عن حذيفة بن أسيد :لَمّا رَجَعَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِن حِجَّةِ الوِداعِ ونَحنُ مَعَهُ ، أقبَلَ حَتَّى انتَهى إلَى الجُحْفَةِ ، فَأَمَرَ أصحابَهُ بِالنُّزولِ ، فَنَزَلَ القَومُ مَنازِلَهُم ، ثُمَّ نودِيَ بِالصَّلاةِ ، فَصَلّى بِأَصحابِهِ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ أقبَلَ بِوَجهِهِ إلَيهِم فَقالَ لَهُم :
إنَّهُ قَد نَبَّأَنِي اللَّطيفُ الخَبيرُ أنّي مَيِّتٌ وأنَّكُم مَيِّتونَ . وكَأَنّي قَد دُعيتُ فَأَجَبتُ ، وإنّي مَسؤولٌ عَمّا اُرسِلتُ بِهِ إلَيكُم ، وعَمّا خَلَّفتُ فيكُم مِن كِتابِ اللّهِ وحُجَّتِهِ ، وإنَّكُم مَسؤولونَ ، فَما أنتُم قائِلونَ لِرَبِّكُم ؟
ثُمَّ قالَ لَهُم : أ لَستُم تَشهَدونَ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأنّي رَسولُ اللّهِ إلَيكُم ، وأنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ ، وأنَّ النّارَ حَقٌّ ، وأنَّ البَعثَ بَعدَ المَوتِ حَقٌّ ؟ فَقالوا : نَشهَدُ بِذلِكَ .
قالَ : اللّهُمَّ اشهَد عَلى ما يَقولونَ ! ألا وإنّي اُشهِدُكُم أنّي أشهَدُ أنَّ اللّهَ مَولايَ ، وأنَا مَولى كُلِّ مُسلِمٍ ، وأنَا أولى بِالمُؤمِنينَ مِن أنفُسِهِم ، فَهَل تُقِرّونَ لي بِذلِكَ وتَشهَدونَ لي بِهِ ؟ فَقالوا : نَعَم نَشهَدُ لَكَ بِذلِكَ .
فَقالَ : ألا مَن كُنتُ مَولاهُ فَإِنَّ عَلِيّا مَولاهُ ، وهُوَ هذا . ثُمَّ أخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ عليه السلام فَرَفَعَها مَعَ يَدِهِ حَتّى بَدَت آباطُهُما ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نصََرَهُ وَاخذُل مَن خَذَلَهُ ، ألا وإنّي فَرَطُكُم وأنتُم وارِدونَ عَلَيَّ الحَوضَ ؛ حَوضي غَدا ، وهُوَ حَوضٌ عَرضُهُ ما بَينَ بُصرى وصَنعاءَ ، فيهِ أقداحٌ مِن فِضَّةٍ عَدَدَ نُجومِ السَّماءِ ، ألا وإنّي سائِلُكُم غَدا : ماذا صَنَعتُم فيما أشهَدتُ اللّهَ بِهِ عَلَيكُم في يَومِكُم هذا إذا وَرَدتُم عَلَيَّ حَوضي ؟ وماذا صَنَعتُم بِالثَّقَلَينِ مِن بَعدي ؟ فَانظُروا كَيفَ تَكونونَ خَلَفتُموني فيهِما حينَ تَلقَوني !
قالوا : وما هذانِ الثَّقَلانِ يا رَسولَ اللّهِ ؟