591
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

وأمرُ الإِمامَةِ مِن تَمامِ الدّينِ ، ولَم يَمضِ صلى الله عليه و آله حَتّى بَيَّنَ لِاُمَّتِهِ مَعالِمَ دينِهِم وأوضَحَ لَهُم سَبيلَهُم ، وتَرَكَهُم عَلى قَصدِ سَبيل الحَقِّ ، وأقامَ لَهُم عَلِيّا عليه السلام عَلَما وإماما ، وما تَرَكَ لَهُم شَيئا يَحتاجُ إلَيهِ الاُمَّةُ إلّا بَيَّنَهُ ، فَمَن زَعَمَ أنَّ اللّهَ عزّوجلّ لَم يُكمِل دينَهُ ، فَقَد رَدَّ كِتابَ اللّهِ ، ومَن رَدَّ كِتابَ اللّهِ فَهُو كافِرٌ بِهِ .
هَل يَعرِفونَ قَدرَ الإِمامَةِ ومَحَلَّها مِنَ الاُمَّةِ ، فَيَجوزَ فيهَا اختِيارُهُم ؟ ! إنَّ الإِمامَةَ أجَلُّ قَدرا ، وأعظَمُ شَأنا ، وأعلا مَكانا ، وأمنَعُ جانِبا ، وأبعَدُ غَورا مِن أن يَبلُغَهَا النّاسُ بِعُقولِهِم ، أو يَنالوها بِآرائِهِم ، أو يُقيموا إماما بِاختِيارِهِم .
إنَّ الإِمامَةَ خَصَّ اللّهُ عزّوجلّ بِها إبراهيمَ الخَليلَ عليه السلام بَعدَ النُّبُوَّةِ ، وَالخُلَّةِ مَرتَبَةً ثالِثَةً ، وفَضيلَةً شَرَّفَهُ بِها ، وأشادَ بِها ذِكرَهُ ، فَقالَ : «إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا» فَقالَ الخَليلُ عليه السلام سُرورا بِها : «وَ مِن ذُرِّيَّتِى» قالَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : «لَا يَنَالُ عَهْدِى الظَّــلِمِينَ»۱ فَأَبطَلَت هذِهِ الآيَةُ إمامَةَ كُلِّ ظالِمٍ إلى يَومِ القِيامَةِ ، وصارَت فِي الصَّفوَةِ ۲ .

۸۸۰.كشف الغمّة عن الحسن بن ظريف :كَتَبتُ إلى أبي مُحَمَّدٍ [الإِمامِ العَسكَرِيِّ عليه السلام ]أسأَلُهُ : ما مَعنى قَولِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام : مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا مَولاهُ ؟قال : أرادَ بِذلِكَ أن يَجعَلَهُ عَلَماً يُعرَفُ بِهِ حِزبُ اللّهِ عِندَ الفُرقَةِ ۳ .

1.البقرة : ۱۲۴ .

2.الكافي : ج۱ ص۱۹۸ ح۱ ، كمال الدين : ص۶۷۵ ح۳۱ ، عيون أخبار الرضا : ج۱ ص۲۱۶ ح۱ ، معاني الأخبار : ص۹۶ ح۲ ، الأمالي للصدوق : ص۷۷۳ ح۱۰۴۹ ، تحف العقول : ص۴۳۶ ، الاحتجاج : ج۲ ص۴۳۹ ح۳۱۰ وفيها «وخدعوا عن أديانهم» بدل «وخدعوا عن آرائهم» ، الغيبة للنعماني : ص۲۱۶ ح۶ .

3.كشف الغمّة : ج۳ ص۲۱۳ ، معاني الأخبار : ص۶۶ ح۳ ، المناقب للكوفي : ج۲ ص۳۹۵ ح۸۷۱ كلاهما عن عليّ بن هاشم عن أبيه وفي صدرهما «ذكر عند زيد بن عليّ بن الحسين عليهماالسلام قول النبيّ صلى الله عليه و آله ...» ، بحار الأنوار : ج۳۷ ص۲۲۳ ح۹۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
590

۸۷۷.بشارة المصطفى عن إبراهيم بن رجاء الشيباني :قيلَ لِجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليهماالسلام : ما أرادَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِقَولِهِ لِعَلِيٍّ يَومَ الغَديرِ : مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ منَ عاداهُ ؟
قالَ : فَاستَوى جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ عليهماالسلام قاعِدا ، ثُمَّ قالَ : سُئِلَ وَاللّهِ عَنها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : اللّهُ مَولايَ أولى بي مِن نَفسي لا أمرَ لي مَعَهُ ، وأنَا مَولَى المُؤمِنينَ أولى بِهِم مِن أنفُسِهِم لا أمرَ لَهُم مَعي ، ومَن كُنتُ مَولاهُ أولى بِهِ مِن نَفسِهِ لا أمرَ لَهُ مَعي ، فَعَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام مَولاهُ أولى بِهِ مِن نَفسِهِ لا أمرَ لَهُ مَعَهُ ۱ .

۸۷۸.الإمام الكاظم عليه السلام :نَحنُ نَدَّعي إنَّ وَلاءَ جَميعِ الخَلائِقِ لَنا ، نَعني وَلاءَ الدّينِ ... ونَحنُ نَدَّعي ذلِكَ لِقَولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله يَومَ غَديرِخُمٍّ : مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ . يَعني بِذلِكَ وَلاءَ الدّينِ ۲ .

۸۷۹.الكافي عن عبد العزيز بن مسلم :كُنّا مَعَ الرِّضا عليه السلام بِمَروٍ ، فَاجتَمَعنا فِي الجامِعِ يَومَ الجُمُعَةِ في بَدءِ مَقدَمِنا ، فَأَداروا أمرَ الإِمامَةِ ، وذَكَروا كَثرَةَ اختِلافِ النّاسِ فيها ، فَدَخَلتُ عَلى سَيِّدي عليه السلام فَأَعلَمتُهُ خَوضَ النّاسِ فيهِ ، فَتَبَسَّمَ عليه السلام ثُمَّ قالَ :
يا عَبدَ العَزيزِ ! جَهِلَ القَومُ وخُدِعوا عَن آرائِهِم ؛ إنَّ اللّهَ عزّوجلّ لَم يَقبِض نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله حَتّى أكمَلَ لَهُ الدّينَ ، وأنزَلَ عَلَيهِ القُرآنَ فيهِ تِبيانُ كُلِّ شَيءٍ ، بَيِّنَ فيهِ الحَلالَ وَالحَرامَ ، وَالحُدودَ وَالأَحكامَ ، وجَميعَ ما يَحتاجُ إلَيهِ النّاسُ كَمَلاً ، فَقالَ عزّ وجلّ : «مَّا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَـبِ مِن شَىْ ءٍ»۳ وأنزَلَ في حِجَّةِ الوَداعِ ؛ وهِيَ آخِرُ عُمُرِهِ صلى الله عليه و آله : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْاءِسْلَـمَ دِينًا»۴ .

1.بشارة المصطفى : ص۵۱ ، المناقب للكوفي : ج۲ ص۳۷۷ ح۸۵۰ .

2.فرج المهموم : ص۱۰۹ ، بحار الأنوار : ج۴۸ ص۱۴۷ ح۲۱ نقلاً عن كتاب نزهة الكرام وبستان العوام .

3.الأنعام : ۳۸ .

4.المائدة : ۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 231794
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي