593
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

وِلايَتِهِ ، فَأَنزَلَ عَلى نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله في يَومِ الدَّوحِ مابَيَّنَ بِهِ عَن إرادَتِهِ في خُلَصائِهِ وذَوِي اجتِبائِهِ . . .
إنَّ هذا يَومٌ عَظيمُ الشَّأنِ ، فيهِ وَقَعَ الفَرَجُ ، ورُفِعَتِ الدَّرَجُ ، ووَضَحَتِ الحُجَجُ ، وهُوَ يَومُ الإِيضاحِ وَالإِفصاحِ عَنِ المَقامِ الصِّراحِ ، ويَومُ كَمالِ الدّينِ ، ويَومُ العَهدِ المَعهودِ ، ويَومُ الشّاهِدِ وَالمَشهودِ . . .
عودوا رَحِمَكُمُ اللّهُ بَعدَ انقِضاءِ مَجمَعِكُم ، بِالتَّوسِعَةِ عَلى عِيالِكُم ، وَالبِرِّ بِإِخوانِكُم ، وَالشُّكرِ للّهِِ عزّوجلّ عَلى ما مَنَحَكُم ، وَاجمَعوا يَجمَعِ اللّهُ شَملَكُم ، وتَبارّوا يَصِلِ اللّهُ اُلفَتَكُم ، وتَهادَوا نِعَمَ اللّهِ كَما مَنّاكُم بِالثَّوابِ فيهِ عَلى أضعافِ الأَعيادِ قَبلَهُ وبَعدَهُ إلّا في مِثلِهِ ، وَالبِرُّ فيهِ يُثمِرُ المالَ ، ويَزيدُ فِي العُمُرِ ، وَالتَّعاطُفُ فيهِ يَقتَضي رَحمَةَ اللّهِ وعَطفَهُ ، وهَيِّؤوا لِاءِخوانِكُم وعِيالِكُم عَن فَضلِهِ بِالجَهدِ مِن جودِكُم ، وبِما تَنالُهُ القُدرَةُ مِنِ استِطاعَتِكُم ، وأظهِرُوا البِشرَ فيما بيَنَكُم ، وَالسُّرورَ في مُلاقاتِكُم ، وَالحَمدَ للّهِِ عَلى ما مَنَحَكُم ، وعودوا بِالمَزيدِ مِنَ الخَيرِ عَلى أهلِ التَّأميلِ لَكُم ، وساووا بِكُم ضَعَفاءَكُم في مَأكَلِكُم ، وما تَنالُهُ القُدرَةُ مِنِ استِطاعَتِكُم ، وعَلى حَسَبِ إمكانِكُم ، فَالدِّرهَمُ فيهِ بِمِائَةِ ألفِ دِرهَمٍ ، وَالمَزيدُ مِنَ اللّهِ عزَّوجَلَّ ، وصَومُ هذَا اليَومِ مِمّا نَدَبَ اللّهُ تَعالى إلَيهِ ، وجَعَلَ الجَزاءَ العَظيمَ كَفالَةً عَنهُ حَتّى لَو تَعَبَّدَ لَهُ عَبدٌ مِنَ العَبيدِ فِي الشَّبِيبَةِ مِنَ ابتِداءِ الدُّنيا إلى تَقَضّيها صائِماً نَهارَها قائِماً لَيلَها ، إذا أخلَصَ المُخلِصُ في صَومِهِ لَقَصُرَت إلَيهِ أيّامُ الدُّنيا عَن كِفايَةٍ ، ومَن أسعَفَ أخاهُ مُبتَدِئاً ، وبَرَّهُ راغِباً ، فَلَهُ كَأَجرِ مَن صامَ هذَا اليَومِ وقامَ لَيلَتَهُ ۱ .

۸۸۳.الكافي عن الحسن بن راشد عن الإمام الصادق عليه السلام :قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ! لِلمُسلِمينَ عيدٌ غَير

1.مصباح المتهجّد : ص۷۵۲ ـ ۷۵۸ ح۸۴۳ ، الإقبال : ج۲ ص۲۵۴ ـ ۲۵۹ ، مصباح الزائر : ص۱۵۴ ـ ۱۵۹ كلّها عن الفيّاض بن محمّد بن عمر الطرسوسي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
592

10 / 15

عيدُ الغَديرِ فِي الإِسلامِ

۸۸۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَومُ غَديرِ خُمٍّ أفضَلُ أعيادِ اُمَّتي وهُوَ اليَومُ الَّذي أمَرَنِي اللّهُ تَعالى ذِكرُهُ فيهِ بِنَصبِ أخي عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عَلَما لِاُمَّتي ، يَهتَدونَ بِهِ مِن بَعدي ، وهُوَ اليَومُ الَّذي أكمَلَ اللّهُ فيهِ الدّينَ ، وأتَمَّ عَلى اُمَّتي فيهِ النِّعمَةَ ، ورَضِيَ لَهُمُ الاِءسلامَ دينا ۱ .

۸۸۲.الإمام الحسين عليه السلام :اِتَّفَقَ في بَعضِ سِني أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام الجُمُعَةُ وَالغَديرُ ، فَصَعِدَ المِنبَرَ عَلى خَمسِ ساعاتٍ مِن نَهارِ ذلِكَ اليَومِ فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ حَمدا لَم يُسمَع بِمِثلِهِ ، وأثنى عَلَيهِ ثَناءً لَم يَتَوَجَّه إلَيهِ غَيرُهُ ، فَكانَ ما حُفِظَ مِن ذلِكَ . . . :
ثُمَّ إنَّ اللّهَ تَعالى جَمَعَ لَكُم مَعشَرَ المُؤمِنينَ في هذَا اليَومِ عيدَينِ عَظيمَينِ كَبيرَينِ لا يَقومُ أحَدُهُما إلّا بِصاحِبِهِ ؛ لِيُكمِلَ عِندَكُم جَميلَ صَنيعَتِهِ ، ويَقِفَكُم عَلى طَريقِ رُشدِهِ ، ويَقفُوَ بِكُم آثارَ المُستَضيئينَ بِنورِ هِدايَتِهِ ، ويُشمِلَكُم ۲ مِنهاجَ قَصدِهِ ، ويُوَفِّرَ عَلَيكُم هَنيءَ رِفدِهِ ، فَجَعَلَ الجُمُعَةَ مَجمَعا نَدَبَ إلَيهِ لِتَطهيرِ ما كانَ قَبلَهُ ، وغَسلِ ما كانَ أوقَعَتهُ مَكاسِبُ السَّوءِ مِن مِثلِهِ إلى مِثلِهِ ، وذِكرى لِلمُؤمِنينَ ، وتِبيانَ خَشيَةِ المُتَّقينَ ، ووَهَبَ مِن ثَوابِ الأَعمالِ فيهِ أضعافَ ماوَهَبَ لِأَهلِ طاعَتِهِ فِي الأَيّامِ قَبلَهُ وجَعَلَهُ لا يَتِمُّ إلّا بِالاِئتِمارِ لِما أمَرَ بِهِ ، وَالاِنتِهاءِ عَمّا نَهى عَنهُ ، وَالبُخوعِ ۳ بِطاعَتِهِ فيما حَثَّ عَلَيهِ ونَدَبَ إلَيهِ ، فَلا يَقبَلُ تَوحيدَهُ إلّا بِالاِعتِرافِ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله بِنُبُوَّتِهِ ، ولا يَقبَلُ ديناً إلّا بِوِلايَةِ مَن أمَرَ بِوِلايَتِهِ ، ولا تَنتَظِمُ أسبابُ طاعَتِهِ إلّا بِالتَّمَسُّكِ بِعِصَمِهِ وعِصَمِ أهل

1.الأمالي للصدوق : ص۱۸۸ ح۱۹۷ ، بشارة المصطفى : ص۲۳ ، الإقبال : ج۲ ص۲۶۴ ، التحصين لابن طاووس : ص۵۵۰ ح۱۲ كلّها عن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، روضة الواعظين : ص۱۱۵ .

2.في الإقبال : «يسلك بكم» بدل «يشملكم» وهو الأنسب.

3.بخعتُ له : تذلّلت وأطعت وأقررت (لسان العرب : ج۸ ص۵) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 231441
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي