السَّلامُ عَلَيكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وسَيِّدَ الوَصِيّينَ ، وأوَّلَ العابِدينَ ، وأزهَدَ الزّاهِدينَ ، ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، وصَلَواتُهُ وتَحِيّاتُهُ . أنتَ مُطعِمُ الطَّعامِ عَلى حُبِّهِ مِسكينا ويَتيما وأسيرا لِوَجهِ اللّهِ ، لا تُريدُ جَزاءً ولا شُكوراً ، وفيكَ أنزَلَ اللّهُ تَعالى : «وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»۱ وأنتَ الكاظِمُ لِلغَيظِ ، وَالعافي عَنِ النّاسِ ، وَاللّهُ يُحِبُّ المُحسِنينَ ۲ ، وأنتَ الصّابِرُ فِي البَأساءِ وَالضَّرّاءِ وحينَ البَأسِ ۳ وأنتَ القاسِمُ بِالسَّوِيَّةِ ، وَالعادِلُ فِي الرَّعِيَّةِ ، وَالعالِمُ بِحُدودِ اللّهِ مِن جَميعِ البَرِيَّةِ ، وَاللّهُ تَعالى أخبَرَ عَمّا أولاكَ مِن فَضلِهِ بِقَولِهِ : «أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ فَلَهُمْ جَنَّـتُ الْمَأْوَى نُزُلَا بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ»۴ .
وأنتَ المَخصوصُ بِعِلمِ التَّنزِيلِ ، وحُكمِ التَّأويلِ ، ونَصرِ الرَّسولِ ، ولَكَ المَواقِفُ المَشهودَةِ ۵ ، وَالمَقاماتُ المَشهورَةِ ، وَالأَيّامُ المَذكورَةِ ؛ يَومُ بَدرٍ ويَومُ الأَحزابِ «إِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَـرُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِىَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُواْ زِلْزَالًا شَدِيدًا * وَ إِذْ يَقُولُ الْمُنَـفِقُونَ وَ الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلَا غُرُورًا * وَ إِذْ قَالَت طَّـآئِفَةٌ مِّنْهُمْ يَـأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُواْ وَ يَسْتَـاذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِىَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِىَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَا فِرَارًا»۶ وقالَ اللّهُ تَعالى : «وَ لَمَّا رَءَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُواْ هَـذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ مَا زَادَهُمْ إِلَا إِيمَـنًا وَتَسْلِيمًا»۷ فَقَتَلت
1.الحشر : ۹ .
2.إشارة إلى الآية ۱۳۴ من سورة آل عمران .
3.إشارة إلى الآية ۱۷۷ من سورة البقرة .
4.السجدة : ۱۸ و ۱۹ .
5.في المصدر : «المشهورة» ، والأنسب ما ذكرناه كما في بحار الأنوار .
6.الأحزاب : ۱۰ ـ ۱۳ .
7.الأحزاب : ۲۲ .