627
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

مَسجِدُ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله » ۱ .
وفي معجم البلدان أنّ صاحب المشارق قال : «وخُمٌّ : مَوضِعٌ تَصُبُّ فيهِ عَينٌ ، بَينَ الغَديرِ وَالعَينِ وبَينَهُما مَسجِدُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله » ۲ .
ويبدو أنّ هذا المسجد قد تداعى ولم يبقَ منه في زمن الشهيد الأول ـ المتوفّى سنة 786 ه ـ إلّا جدرانه ، كما أشار إلى هذا الشيخ صاحب الجواهر في الجواهر نقلاً عن كتاب «الدروس في فقه الإماميّة ۳ » للشهيد الأوّل ، قال : «وفِي الدُّروسِ : وَالمَسجِدُ باقٍ إلَى الآنِ جُدرانُهُ ، وَاللّهُ العالِمُ» ۴ .
أمّا الآن فلم نجد له أثرا . . . كما ساُشير إلى هذا فيما يعقبه .
7 ـ ونقل ياقوت في معجم البلدان عن الحازمي أنّ «هذَا الوادي مَوصوفٌ بِكَثرَةِ الوَخامَةِ» ۵ .
يقال : وخم المكان وخامة : إذا كان غير ملائم للسكنى فيه .
8 ـ ومع وخامته ذكر عرّام ـ فيما نقله ياقوت عنه ـ أنّ به اُناسا من خزاعة وكنانة ، ولكنّهم قليلون ، قال : «وبِهِ اُناسٌ مِن خُزاعَةَ وكِنانَةَ غَيرُ كَثيرٍ» ۶ .

وصف مشهد النصّ بالولاية :

ويُنسق على ما تقدّم من وصف الموضع تاريخيا وصف حادثة الولاية بخطواتها المتسلسلة والمترتّب بعضها على بعض لتكتمل أمام القارئ الكريم الصورة للحادثة

1.معجم ما استعجم : ج۲ ص۳۶۸ .

2.معجم البلدان : ج۲ ص۳۸۹ .

3.الدروس : ص۱۵۶ .

4.جواهر الكلام : ج۲۰ ص۷۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
626

وفي حديثه الآخر : «وكُسِحَ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله تَحتَ شَجَرَتَينِ فَصَلَّى الظُّهرَ» ۱ .
والشجر المشار إليه هنا من نوع «السَّمُر» ، واحده «سَمُرَة» بفتح السين المهملة وضمّ الميم وفتح الراء المهملة ، وهو من شجر الطَلَح ؛ وهو شجر عظيم ، ولذا عبّر عنه ب«الدوح» كما في الأحاديث والأشعار التي مرّ شيء منها ، واحده «دوحة» ؛ وهي الشجرة العظيمة المتشعّبة ذات الفروع الممتدّة .
وهو غير «الغيضة» الآتي ذكرها ؛ لأ نّه متفرّق في الوادي هنا وهناك .

4 ـ الغَيْضة :

وهي الموضع الذي يكثر فيه الشجر ويلتفّ ، وتُجمع على غياض وأغياض .
وموقعها حول الغدير ، كما ذكر البكري في معجم ما استعجم ، قال : «وهذَا الغَديرُ تَصُبُّ فيهِ عَينٌ ، وحَولَهُ شَجَرٌ كَثيرٌ مُلتَفٌّ ، وهِيَ الغَيضَةُ» ۲ .
ومرّ بنا أنّ صاحب المشارق ذكر «أنَّ خُمّا اسمُ غَيضَةٍ هُناكَ ، وبِها غَديرٌ نُسِبَ إلَيها» .

5 ـ النبت البَرّي :

ونقل ياقوت الحموي في معجمه البلداني عن عرّام أنّه قال : «لا نَبتٌ فيهِ غَيرَ المَرخِ وَالثُّمامِ وَالأَراكِ وَالعُشَرِ» ۳ .

6 ـ المسجد :

وذكروا أنّ فيه مسجدا شُيِّد على المكان الذي وقف فيه رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وصلّى وخطب ونصب عليّا للمسلمين خليفة ووليّا .
وعَيّنوا موقعه بين الغدير والعين ، قال البكري في معجمه : «وبَينَ الغَديرِ وَالعَين

1.مسند ابن حنبل : ج۶ ص۴۰۱ ح۱۸۵۰۶ .

2.معجم ما استعجم : ج۲ ص۳۶۸ .

3.معجم البلدان : ج۲ ص۳۸۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 230496
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي