629
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

وفي حديث عامر بن ضمرة وحذيفة بن اُسيد ، قالا : «لَمّا صَدَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وسلممِن حِجَّةِ الوَداعِ ، ولَم يَحُجَّ غَيرَها ، أقبَلَ حَتّى إذا كانَ بِالجُحفَةِ نَهى عَن شَجَراتٍ بِالبَطحاءِ مُتَقارِباتٍ لا يَنزِلوا تَحتَهُنَّ» ۱ .
4 ـ ثم أمر صلى الله عليه و آله وسلم أن يُقمّ ما تحت تلكم السمرات من شوك ، وأن تشذّب فروعهنّ المتدلّية ، وأن ترشّ الأرض تحتهنّ .
ففي حديث زيد بن أرقم : «قامَ بِالدَّوحاتِ فَقُمَّ ما تَحتَهُنَّ مِن شَوكٍ» ۲ .
وفي حديثه الآخر : «أمَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وسلم بِالشَّجَراتِ فَقُمَّ ما تَحتَها ، ورُشَّ» ۳ .
وفي حديث عامر بن ضمرة وحذيفة بن اُسيد : «فَقُمَّ ما تَحتَهُنّ وشُذِّبنَ عَن رُؤوسِ القَومِ» ۴ .
5 ـ وبعد أن نزلت الجموع منازلها وأخذت أماكنها ، أمر صلى الله عليه و آله وسلممناديه أن ينادي : «الصَّلاةَ جامِعَةً» .
يقول حبّة بن جوين العرني البجلي : «لَمّا كانَ يَومُ غَديرِ خُمٍّ دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله وسلم : (الصَّلاةَ جامِعَةً) نِصفَ النَّهارِ . . .» ۵ .
وفي حديث زيد المتقدّم : «فَأَمَرَ بِالدَّوحاتِ فَقُمَّ ما تَحتَهُنّ مِن شَوكٍ ثُمَّ نادى : الصَّلاةَ جامِعَةً» .
6 ـ وبعد أن تكاملت الصفوف للصلاة جماعة ، قام صلى الله عليه و آله وسلم إماماً بين شجرتين من

1.الغدير : ج۱ ص۴۶ ، جواهر العقدين : ص۲۳۷ .

2.كشف الغمّة : ج۱ ص۴۸ ، الغدير : ج۱ ص۳۶ .

3.المعجم الكبير : ج۵ ص۲۱۲ ح۵۱۲۸ .

4.اُسد الغابة : ج۱ ص۶۶۹ الرقم ۱۰۳۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
628

التي أعطت هذا الموضع الشريف أهمّيّته كمَعْلَم مهمّ من معالم السيرة النبويّة المقدّسة ، وتتلخّص بالتالي :
1 ـ وصول الركب النبوي بعد منصرفه من حَجَّة الوداع إلى موضع غدير خُمّ ضحى نهار الثامن عشر من شهر ذي الحَجَّة الحرام من السنة الحادية عشرة للهجرة .
فعن زيد بن أرقم : «لَمّا حَجَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وسلم حِجَّةَ الوَداعِ ، وعادَ قاصِداً المَدينَةَ قامَ بِغَديرِ خُمٍّ ـ وهُوَ ماءٌ بَينَ مَكَّةَ وَالمَدينَةِ ـ وذلِكَ فِي اليَومِ الثّامِنَ عَشَرَ مِن ذِي الحِجَّةِ الحَرامِ» ۱ .
2 ـ ولأنّ هذا الموضع كان مفترق الطرق المؤدّية إلى المدينة المنوّرة ، والعراق ، والشام ، ومصر ، تفرّق الناس عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم متّجهين وجهة أوطانهم ، فأمر صلى الله عليه و آله وسلمعليّاً عليه السلام أن يجمعهم بردّ المتقدّم وانتظار المتأخّر .
ففي حديث جابر بن عبد اللّه الأنصاري : «إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله نَزَلَ بِخُمٍّ فَتَنَحَّى النّاسُ عَنهُ . . . فَأَمَرَ عَلِيّاً فَجَمَعَهُم» ۲ .
وفي حديث سعد : «كُنّا مَعَ رَسولِ اللّهِ فَلَمّا بَلَغَ غَديرَ خُمٍّ وَقَفَ لِلنّاسِ ، ثُمَّ رَدَّ مَن تَقَدَّمَ ، ولَحِقَ مَن تَخَلَّفَ» ۳ .
3 ـ ونزل الرسول قريباً من خمس سَمُرات دوحات متقاربات ، ونهى أن يُجلَس تحتهنّ .
يقول زيد بن أرقم : «نَزَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وسلم بَينَ مَكَّةَ وَالمَدينَةِ عِندَ سَمُراتٍ خَمسٍ دَوحاتٍ عِظامٍ» ۴ .

1.الفصول المهمّة : ص۳۹ .

2.المناقب لابن المغازلي : ص۲۵ ح۳۷ .

3.خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص۱۷۷ ح۹۶ وفيه «كنّا مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله . . . فلمّا بلغ غدير خمّ وقف الناس ثمّ ردّ من مضى ولحقه من تخلّف» .

4.تاريخ دمشق: ج۴۲ ص۲۱۶ ، المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۱۱۸ ح۴۵۷۷ وفيه «شجرات» بدل «سمرات» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 231693
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي