639
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

۹۰۴.الإرشادـ في قَضِيَّةِ وَفاةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ـ: . . . ثُمَّ قالَ [ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ] : اِيتوني بِدَواةٍ وكَتِفٍ أكتُب لَكُم كِتابا لا تَضِلّوا بَعدَهُ أبَدا . ثُمَّ اُغمِيَ عَلَيهِ ، فَقامَ بَعضُ مَن حَضَرَ يَلتَمِسُ دَواةً وكَتِفا ، فَقالَ لَهُ عُمَرُ : اِرجِع ، فَإِنَّهُ يَهجُرُ ! ! ! فَرَجَعَ . ونَدِمَ مَن حَضَرَهُ عَلى ما كانَ مِنهُم مِنَ التَّضجيعِ ۱ في إحضارِ الدَّواةِ وَالكَتِفِ ، فَتَلاوَموا بَينَهُم فَقالوا : إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ! لَقَد أشفَقنا مِن خِلافِ رَسولِ اللّهِ .
فَلَمّا أفاقَ صلى الله عليه و آله قالَ بَعضُهُم : أ لا نَأتيكَ بِكَتِفٍ يا رَسولَ اللّهِ ودَواةٍ ؟ فَقالَ : أبَعدَ الَّذي قُلتُم ! ! لا ، ولكِنَّني اُوصيكُم بِأَهلِ بَيتي خَيرا . ثُمَّ أعرَضَ بِوَجهِهِ عَنِ القَومِ فَنَهَضوا ، وبَقِيَ عِندَهُ العَبّاسُ وَالفَضلُ وعَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ وأهلُ بَيتِهِ خاصَّةً .
فَقالَ لَهُ العَبّاسُ : يا رَسولَ اللّهِ ، إن يَكُن هذَا الأَمرُ فينا مُستَقِرّا بَعدَكَ فَبَشِّرنا ، وإن كُنتَ تَعلَمُ أنّا نُغلَبُ عَلَيهِ فَأَوصِ بِنا ، فَقالَ : أنتُمُ المُستَضعَفونَ مِن بَعدي . وأصمَتَ ، فَنَهَضَ القَومُ وهُم يَبكونَ قَد أيِسوا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ۲ .

۹۰۵.شرح نهج البلاغة عن ابن عبّاس :خَرَجتُ مَعَ عُمَرَ إلَى الشّامِ في إحدى خَرجاتِهِ ، فَانفَرَدَ يَوما يَسيرُ عَلى بَعيرِهِ فَاتَّبَعتُهُ ، فَقال لي : يَا بنَ عَبّاسٍ ، أشكو إلَيكَ ابنَ عَمِّكَ؛ سَأَلتُهُ أن يَخرُجَ مَعي فَلَم يَفعَل ، ولَم أزَل أراهُ واجِدا ، فيمَ تَظُنُّ مَوجِدَتَهُ ؟ قُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّكَ لَتَعلَمُ . قالَ : أظُنُّهُ لا يَزالُ كَئيبا لِفَوتِ الخِلافَةِ . قُلتُ : هُوَ ذاكَ ؛ إنَّهُ يَزعُمُ أنَّ رَسولَ اللّهِ أرادَ الأَمرَ لَهُ . فَقالَ : يَا بنَ عَبّاسٍ ، وأرادَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله الأَمرَ لَهُ فَكانَ ، ماذا إذا لَم يُرِدِ اللّهُ تَعالى ذلِكَ ! إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أرادَ أمرا وأرادَ اللّهُ غَيرَهُ ، فَنَفَذَ مُرادُ اللّهِ تَعالى ولَم يَنفُذ مُرادُ رَسولِهِ ، أوَ كُلَّما أرادَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ ؟ ! إنَّهُ أرادَ إسلام

1.التَّضْجِيعُ في الأمر : التَّقصِير فيه (لسان العرب : ج۸ ص۲۲۰) .

2.الإرشاد : ج۱ ص۱۸۴ ، إعلام الورى : ج۱ ص۲۶۵ نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
638

۹۰۱.صحيح البخاري عن ابن عبّاس :يَومُ الخَميسِ ، وما يَومُ الخَميسِ ! ! اِشتَدَّ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَجَعُهُ ، فَقالَ : اِيتوني أكتُب لَكُم كِتابا لَن تَضِلّوا بَعدَهُ أبَدا . فَتَنازَعوا ـ ولا يَنبَغي عِندَ نَبِيٍّ تَنازُعٌ ـ فَقالوا : ما شَأنُهُ ؟ ! أهَجَرَ ۱ ؟ ! ! اِستَفهِموهُ ! ! ! فَذَهَبوا يَرُدّونَ عَلَيهِ . فَقالَ : دَعوني ؛ فَالَّذي أنَا فيهِ خَيرٌ مِمّا تَدعونَني إليَهِ ۲ .

۹۰۲.صحيح مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس :يَومُ الخَميسِ ، وما يَومُ الخَميسِ ! !ثُمَّ جَعَلَ تَسيلُ دُموعُهُ ، حَتّى رَأَيتُ عَلى خَدَّيِه كَأَنَّها نِظامُ اللُّؤلُؤِ . قالَ : قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اِيتوني بِالكَتِفِ ۳ وَالدَّواةِ أكتُب لَكُم كِتابا لَن تَضِلّوا بَعدَهُ أبَدا . فَقالوا : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَهجُرُ ! ! ! ۴

۹۰۳.مسند ابن حنبل عن جابر :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله دَعا عِندَ مَوتِهِ بِصَحيفَةٍ لِيَكتُبَ فيها كِتابا لا يَضِلّونَ بَعدَهُ ، فَخالَفَ عَلَيها عُمَرُ بنُ الخَطّابِ حَتّى رَفَضَها ۵ .

1.قال ابن الأثير : أهْجَرَ في مَنْطقه يُهْجِرُ إهْجارا : إذا أفْحَشَ ، وكذلك إذا أكثر الكلام فيما لا ينبغي ، والاسم : الهُجْر ، بالضم . وهَجَر يَهْجُر هَجْراً ـ بالفتح ـ : إذا خَلَط في كلامه ، وإذا هَذَى . ومنه حديث مَرضِ النبيّ صلى الله عليه و آله قالوا : « ما شأنُه؟ أهَجَرَ ؟» أي اختَلف كلامُه بسبب المرض ، على سبيل الاستفهام . أي هل تغيّر كلامه واختلط لأجل ما به من المرض ؟ وهذا أحسن ما يقال فيه . ولا يُجعل إخبارا ، فيكون إمّا من الفُحش أو الهَذَيان . والقائل كان عمر ، ولا يُظَنّ به ذلك (النهاية : ج۵ ص۲۴۵ـ۲۴۶) .

2.صحيح البخاري : ج۴ ص۱۶۱۲ ح۴۱۶۸ و ج ۳ ص۱۱۵۵ ح۲۹۹۷ ، صحيح مسلم : ج۳ ص۱۲۵۷ ح۲۰ ، مسند ابن حنبل : ج۱ ص۴۷۷ ح۱۹۳۵ ، الطبقات الكبرى : ج۲ ص۲۴۲ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۱۹۲ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۷ ، البداية والنهاية : ج۵ ص۲۲۷ وفيهما «يهجر» بدل «أهجر» ، الإيضاح : ص۳۵۹ نحوه .

3.الكَتِف : عَظْم عريض يكون في أصل كَتِف الحيوان من الناس والدَّوابّ ، كانوا يكتُبون فيه لِقِلّة القَراطِيس عِندهم (النهاية : ج۴ ص۱۵۰) .

4.صحيح مسلم : ج۳ ص۱۲۵۹ ح۲۱ ، مسند ابن حنبل : ج۱ ص۷۶۰ ح۳۳۳۶ ، الطبقات الكبرى : ج۲ ص۲۴۳ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۱۹۳ .

5.مسند ابن حنبل : ج۵ ص۱۱۵ ح۱۳۷۳۲ ، مسند أبي يعلى : ج۲ ص۳۴۷ ح۱۸۶۴ و ح ۱۸۶۶ ، الطبقات الكبرى : ج۲ ص۲۴۳ كلّها نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 234663
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي