647
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

وبَكَى المُسلِمونَ ، وَارتَفَعَ النَّحيبُ مِن أزواجِهِ ووُلِدِه وَالنِّساءِ المُسلِماتِ ومَن حَضَرَ مِنَ المُسلِمينَ ۱ .

۹۱۸.الإرشاد :عَقَدَ [النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ] لِاُسامَةَ بنِ زَيدِ بنِ حارِثَةَ الإِمرَةَ ، ونَدَبَهُ أن يَخرُجَ بِجُمهورِ الاُمَّةِ إلى حَيثُ اُصيبَ أبوهُ مِن بِلادِ الرّومِ ، وَاجتَمَعَ رَأيُهُ صلى الله عليه و آله عَلى إخراجِ جَماعَةٍ مِن مُتَقَدِّمِي المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ في مُعَسكَرِهِ ؛ حَتّى لا يَبقى فِي المَدينَةِ عِندَ وَفاتِهِ صلى الله عليه و آله مَن يَختَلِفُ فِي الرِّئاسَةِ ، ويَطمَعُ فِي التَّقَدُّمِ عَلَى النّاسِ بِالإِمارَةِ ، ويَستَتِبُّ الأَمرُ لِمَنِ استَخلَفَهُ مِن بَعدِهِ ، ولا يُنازِعُهُ في حَقِّهِ مُنازِعٌ ، فَعَقَدَ لَهُ الإِمرَةَ عَلى مَن ذَكَرناهُ .
وجَدَّ ـ عَلَيهِ وآلِهِ السَّلامُ ـ في إخراجِهِم ، فَأَمَرَ اُسامَةَ بِالبُروزِ عَنِ المَدينَةِ بِمُعَسكَرِهِ إلَى الجُرفِ ، وحَثَّ النّاسَ عَلَى الخُروجِ إلَيهِ وَالمَسيرِ مَعَهُ ، وحَذَّرَهُم مِنَ التَّلَوُّمِ ۲ وَالإِبطاءِ عَنهُ .
فَبَينا هُوَ في ذلِكَ ، إذ عَرَضَت لَهُ الشَّكاةُ ۳ الَّتي تُوُفِّيَ فيها ۴ .

۹۱۹.السيرة النبويّة عن عروة بن الزبير وغيره :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله استَبطَأَ النّاسَ في بَعثِ اُسامَةَ بنِ زَيدٍ وهُوَ في وَجَعِهِ ، فَخَرَجَ عاصِبا رَأسَهُ حَتّى جَلَسَ عَلَى المِنبَرِ ـ وقَد كانَ النّاسُ قالوا في إمرَةِ اُسامَةَ : أمَّرَ غُلاما حَدَثا عَلى جِلَّةِ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ ! ـ فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ بِما هُوَ لَهُ أهلٌ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! أنفِذوا بَعثَ اُسامَةَ ، فَلَعمري لَئِن قُلتُم في إمارَتِهِ لَقَد قُلتُم في إمارَةِ أبيهِ مِن قَبلِهِ ، وإنَّهُ لَخَليقٌ لِلإِمارَةِ ، وإن كانَ أبوهُ لَخَليقا لَها !

1.الإرشاد : ج۱ ص۱۸۳ ، إعلام الورى : ج۱ ص۲۶۵ نحوه .

2.التَّلَوُّم : الإنتظار والتَّلَبُّث (لسان العرب : ج۱۲ ص۵۵۷) .

3.الشَّكاة : المَرَض (النهاية : ج۲ ص۴۹۷) .

4.الإرشاد : ج۱ ص۱۸۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
646

۹۱۴.شرح نهج البلاغة :دَخَلَ اُسامَةُ مِن مُعَسكَرِهِ يَومَ الإِثنَينِ ؛ الثّاني عَشَرَ مِن شَهرِ رَبيعِ الأَوَّلِ ، فَوَجَدَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله مُفيقا ، فَأَمَرَهُ بِالخُروجِ وتَعجيلِ النُّفوذِ ، وقالَ : اُغدُ عَلى بَرَكَةِ اللّهِ ، وجَعَلَ يَقولُ : «أنفِذوا بَعثَ اُسامَةَ» ويُكَرِّرُ ذلِكَ ، فَوَدَّعَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وخَرَجَ ومَعَهُ أبو بَكرٍ وعُمَرُ ، فَلَمّا رَكِبَ جاءَهُ رَسولُ اُمِّ أيمَنَ فَقالَ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَموتُ ، فَأَقبَلَ ومَعَهُ أبو بَكرٍ وعُمَرُ وأبو عُبَيدَةَ ۱ .

۹۱۵.الطبقات الكبرى عن هشام بن عروة :مَرِضَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَجَعَلَ يَقولُ في مَرَضِهِ : أنفِذوا جَيشَ اُسامَةَ ، أنفِذوا جَيشَ اُسامَةَ ۲ .

۹۱۶.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :جَهِّزوا جَيشَ اُسامَةَ ، لَعَنَ اللّهُ مَن تَخَلَّفَ عَنهُ ! ۳

۹۱۷.الإرشاد :. . . فَلَمّا سَلَّمَ [ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله مِنَ الصَّلاةِ ]انصَرَفَ إلى مَنزِلِهِ ، وَاستَدعى أبا بَكرٍ وعُمَرَ وجَماعَةً مِمَّن حَضَرَ المَسجِدَ مِنَ المُسلِمينَ ، ثُمَّ قالَ : أ لَم آمُر أن تُنفِذوا جَيشَ اُسامَةَ ؟ قالوا : بَلى يا رَسولَ اللّهِ . قالَ : فَلِمَ تَأَخَّرتُم عَن أمري ؟ فَقالَ أبو بَكرٍ : إنَّني كُنتُ خَرَجتُ ثُمَّ عُدتُ لِاُجَدِّدَ بِكَ عَهدا . وقالَ عُمَرُ : يا رَسولَ اللّهِ ، لَم أخرُجُ لِأَنَّني لَم اُحِبَّ أن أسأَلَ عَنكَ الرَّكبَ .
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : فَأَنفِذوا جَيشَ اُسامَةَ ، فَأَنفِذوا جَيشَ اُسامَةَ ـ يُكَرِّرُها ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ ثُمَّ اُغمِيَ عَلَيهِ مِنَ التَّعَبِ الَّذي لَحِقَهُ وَالأَسَفِ ۴ ، فَمَكَثَ هُنَيهَةً مُغمىً عَلَيهِ ،

1.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۱۶۰ .

2.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۶۷ ، تاريخ دمشق : ج۸ ص۶۲ ح۲۰۹۸ و ص ۶۵ ح۲۱۰۱ عن عروة ، شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۱۶۰ نحوه ؛ الاحتجاج : ج۱ ص۶۰۴ عن الإمام عليّ عليه السلام وفيه «وكان آخر ما عهد به في أمر اُمّته قوله : أنفذوا جيش اُسامة ، يكرّر على أسماعهم إيجابا للحجّة عليهم في إيثار المنافقين على الصادقين» ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۱ ص۱۷۶ عن معاوية بن عمّار عن الإمام الصادق عليه السلام .

3.الملل والنحل : ج۱ ص۲۳ ، شرح نهج البلاغة : ج۶ ص۵۲ عن عبد اللّه بن عبد الرحمن وفيه «أنفذوا بعث اُسامة ...» ؛ الرواشح السماويّة : ص۱۴۰ .

4.الأَسَف : المبالغة في الحُزْن والغَضَب (لسان العرب : ج۹ ص۵) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 234575
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي