105
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

۱۰۶۲.الأمالي للطوسي عن أبي ذرّ :إنَّ عَلِيّا عليه السلام وعُثمانَ وطَلحَةَ وَالزُّبَيرَ وعَبدَ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ وسَعدَ بنَ أبي وَقّاصٍ ، أمَرَهُم عُمَرُ بنُ الخَطّابِ أن يَدخُلوا بَيتا ويُغلِقوا عَلَيهِم بابَهُ ويَتَشاوَروا في أمرِهِم ، وأجَّلَهُم ثَلاثَةَ أيّامٍ ، فَإِن تَوافَقَ خَمسَةٌ عَلى قَولٍ واحِدٍ وأبى رَجُلٌ مِنهُم ، قُتِلَ ذلِكَ الرَّجُلُ ، وإن تَوافَقَ أربَعَةٌ وأبَى اثنانِ ، قُتِلَ الاِثنانِ ، فَلَمّا تَوافَقوا جَميعا عَلى رَأيٍ واحِدٍ ، قالَ لَهُم عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام : إنّي اُحِبُّ أن تَسمَعوا مِنّي ما أقولُ ، فَإِن يَكُن حَقّا فَاقبَلوهُ ، وإن يَكُن باطِلاً فَأَنكِروهُ . قالوا : قُل . . . .
فَما زالَ يُناشِدُهُم ، ويُذَكِّرُهُم ما أكرَمَهُ اللّهُ تَعالى ، وأنعَمَ عَلَيهِ بِهِ ، حَتّى قامَ قائِمُ الظَّهيرَةِ ودَنَتِ الصَّلاةُ ، ثُمَّ أقبَلَ عَلَيهِم فَقالَ : أمّا إذا أقرَرتُم عَلى أنفُسِكُم ، وبانَ لَكُم مِن سَبَبِيَ الَّذي ذَكَرتُ ، فَعَلَيكُم بِتَقوَى اللّهِ وَحدَهُ ، وأنهاكُم عَن سَخَطِ اللّهِ ، فَلا تُعرِضوا ولا تُضَيِّعوا أمري ، ورُدُّوا الحَقَّ إلى أهلِهِ ، وَاتَّبِعوا سُنَّةَ نبِيِّكُم صلى الله عليه و آله وسُنَّتي مِن بَعدِهِ ، فَإِنَّكُم إن خالَفتُموني خالَفتُم نَبِيَّكُم صلى الله عليه و آله ، فَقَد سَمِعَ ذلِكَ مِنهُ جَميعُكُم ، وسَلِّموها إلى مَن هُوَ لَها أهلٌ وهِيَ لَهُ أهلٌ ، أما وَاللّهِ ما أنَا بِالرّاغِبِ في دُنياكُم ، ولا قُلتُ ما قُلتُ لَكُمُ افتِخارا ولا تزكِيَةً لِنَفسي ، ولكِن حَدَّثتُ بِنعمَةِ رَبّي ، وأخَذتُ عَلَيكُم بِالحُجَّةِ . ثُمَّ نَهضَ إلَى الصَّلاةِ .
فَتَآمَرَ القَومُ فَيما بَينَهُم وتَشاوَروا ، فَقالوا : قَد فَضَّلَ اللّهُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ بِما ذَكَرَ لَكُم ، ولكِنَّهُ رَجُلٌ لا يُفَضِّلُ أحَدا عَلى أحَدٍ ، ويَجعَلُكُم ومَوالِيَكُم سَواءً ، وإن وَلَّيتُموهُ إيّاها ساوى بَينَ أسوَدِكُم وأبيَضِكُم ، ولَو وَضَعَ السَّيفَ عَلى أعناقِكُم ، لكِنَ وَلّوها عُثمانَ ، فَهُوَ أقدَمُكُم مَيلاً ، وأليَنُكُم عَريكَةً ۱ ، وأجدَرُ أن يَتبَع

1.فلانٌ ليّن العَريكة : أي ليس ذا إباء ، فهو سَلِسٌ (العين : ص ۵۳۵) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
104

فَخَلا بِعُثمانَ فَأَعادَ عَلَيهِ القَولَ ، فَأَجابَهُ بِذلِكَ الجَوابِ ، وصَفِقَ عَلى يَدِهِ ۱ .

۱۰۶۰.الأمالي للطوسي عن محمّد بن عمرو بن حزم :إنَّ القَومَ حينَ اجتَمَعوا لِلشّورى فَقالوا فيها ، وناجى عَبدُ الرَّحمنِ رَجُل ۲ مِنهُم عَلى حِدَةٍ ، ثُمَّ قالَ لِعَلِيٍّ عليه السلام : عَلَيكَ عَهدُ اللّهِ وميثاقُهُ ، لَئِن وُلّيتَ لَتَعمَلَنَّ بِكتابِ اللّهِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ وسيرَةِ أبي بَكرٍ وعُمَرَ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : عَلَيَّ عَهدُ اللّهِ وميثاقُهُ ، لَئِن وُلّيتُ أمرَكُم لَأَعمَلَنَّ بِكِتابِ اللّهِ وسُنَّةِ رَسولِهِ .
فَقالَ عَبدُ الرَّحمنِ لِعُثمانَ كَقَولِهِ لِعَلِيٍّ عليه السلام فَأَجابَهُ : أن نَعَم .
فَردَّ عَلَيهِمَا القَولَ ثَلاثا ، كُلُّ ذلِكَ يَقولُ عَلِيٌّ عليه السلام كَقَولِهِ ، ويُجيبُهُ عُثمانُ : أن نَعَم ، فَبايَعَ عُثمانَ عَبدُ الرَّحمنِ عِندَ ذلِكَ ۳ .

۱۰۶۱.مسند ابن حنبل عن أبي وائل :قُلتُ لِعَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ : كَيفَ بايَعتم عُثمانَ وتَرَكتُم عَلِيّا رضى الله عنه ؟ قالَ : ما ذَنبي ؟ قَد بَدَأتُ بِعَلِيٍّ فَقُلتُ : اُبايِعُكَ عَلى كِتابِ اللّهِ وسُنَّةِ رَسولِهِ ، وسيرَةِ أبي بَكرٍ وعُمَرَ . فَقالَ : فيمَا استَطَعتُ . ثُمَّ عَرَضتُها عَلى عُثمانَ فَقَبِلَها ۴ .

1.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۶۲ وراجع الأمالي للطوسي : ص۵۵۷ ح۱۱۷۱ وشرح نهج البلاغة : ج۹ ص۵۳ .

2.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصحيح : «كلّ رجل منهم» .

3.الأمالي للطوسي : ص۷۰۹ ح۱۵۱۲ .

4.مسند ابن حنبل : ج۱ ص۱۶۲ ح۵۵۷ ، المنتظم : ج۴ ص۳۳۷ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۳۰۴ ، تاريخ الخلفاء : ص۱۸۲ . وفي الإمامة والسياسة ج۱ ص۴۵ : أنّ عبد الرحمن بن عوف أخذ بيد عثمان ، فقال له : عليك عهد اللّه وميثاقه ، لئن بايعتك لتقيمن لنا كتاب اللّه وسنّة رسوله وسنّة صاحبيك ، وشرط عمر ؛ أن لا تجعل أحدا من بني اُميّة على رقاب النّاس . فقال عثمان : نعم . ثمّ أخذ بيد عليّ عليه السلام ، فقال له : اُبايعك على شرط عمر ؛ أن لا تجعل أحدا من بني هاشم على رقاب النّاس . فقال عليٌّ عليه السلام عند ذلك : ما لك ولهذا إذا قطعتها في عنقي ؟ فإنّ عليَّ الاجتهاد لاُمّة محمّد حيث علمت القوّة والأمانة استعنت بها ، كان في بني هاشم أو غيرهم . قال عبد الرحمن : لا واللّه ، حتّى تعطيني هذا الشرط . قال عليّ : واللّه لا أعطيكه أبدا .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 193045
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي