قالوا : اللّهُمَّ لا .
قالَ : وقَد قالَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ : «وَ إِنْ أَدْرِى لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَ مَتَـعٌ إِلَى حِينٍ»۱۲ .
۱۰۶۴.شرح نهج البلاغةـ في ذِكرِ أحداثِ البَيعَةِ يَومَ الدّارِ ـ: صَفَقَ [عَبدُ الرَّحمنِ ]عَلى يَدِ عُثمانَ وقالَ : وَاللّهِ ، ما فَعَلتَها إلّا لِأَنَّكَ رَجَوتَ مِنهُ مارَجا صاحِبُكُما مِن صاحِبِهِ ، دَقَّ اللّهُ بَينَكُما عِطرَ مَنشِمٍ ۳ .
قيلَ : فَفَسَدَ بَعدَ ذلِكَ بَينَ عُثمانَ وعَبدِ الرَّحمن ، فَلَم يُكَلِّم أحَدُهُما صاحِبَهُ حَتّى ماتَ عَبدُ الرَّحمنِ ۴ .
۱۰۶۵.الإمام عليّ عليه السلام :يَابنَ عَوفٍ ! كَيفَ رَأَيتَ صَنيعَكَ مَعَ عُثمانَ ؟ رُبَّ واثِقٍ خَجِلَ ، ومَن لَم يَتَوَخَّ بِعَمَلِهِ وَجهَ اللّهِ عادَ مادِحُهُ مِنَ النّاسِ لَهُ ذامّا ۵ .
۱۰۶۶.شرح نهج البلاغة :لَمّا بَنى عُثمانُ قَصرَهُ طَمارَ بِالزَّوراءِ ۶ ، وصَنَعَ طَعاما كَثيرا ، ودَعَا النّاسَ إلَيهِ ، كانَ فيهِم عَبدُ الرَّحمنِ ، فَلَمّا نَظَرَ لِلبِناءِ وَالطَّعامِ قالَ : يَابنَ عَفّانَ ، لَقَد صَدَّقنا عَلَيكَ ما كُنّا نُكَذِّبُ فيكَ ، وإنّي أستَعيذُ بِاللّهِ مِن بَيعَتِكَ . فَغَضِبَ عُثمانُ ، وقالَ : أخرِجهُ عَنّي يا غُلامُ ، فَأَخرَجوهُ ، وأمَرَ النّاسَ ألّا يُجالِسوهُ ، فَلَم يَكُن يَأتيهِ أحَدٌ إلَا ابنُ عَبّاسٍ ، كانَ يَأتيهِ فَيَتَعَلَّمُ مِنهُ القُرآنَ وَالفَرائِضَ . ومَرِضَ عَبدُ الرَّحمنِ فَعادَه
1.الأنبياء : ۱۱۱ .
2.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۴۳۱ و ص ۴۳۳ ـ ۴۳۵ ؛ الأمالي للطوسي : ص۳۳۳ ح۶۶۷ ، بشارة المصطفى : ص۲۴۳ كلاهما نحوه .
3.قال الأصمعي : مَنشِم ـ بكسر الشين ـ : اسم امرأة كانت بمكّة عطّارة ، وكانت خزاعة وجُرهم إذا أرادوا القتال تطيّبوا من طيبها ، وكانوا إذا فعلوا ذلك كثرت القتلى فيما بينهم . فكان يقال : «أشأم من عطر منشم» ، فصار مثلاً (الصحاح : ج۵ ص۲۰۴۱) .
4.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۱۸۸ ؛ الإرشاد : ج۱ ص۲۸۶ عن حنش الكناني ، الجمل : ص۱۲۲ كلاهما نحوه .
5.شرح نهج البلاغة : ج۲۰ ص۳۱۶ ح۶۲۷ .
6.الزوراء : دار عثمان بن عفّان بالمدينة (معجم البلدان : ج۳ ص۱۵۶) .