يعدلون بعثمان أحدا 1 . بينما صاح عمّار والمقداد مؤكّدَين على انتخاب عليّ عليه السلام . وارتفعت الأصوات في المسجد ، وصاح عمّار : لماذا تُبعدون هذا الأمر عن أهل بيت الرسول؟! 2
ثمّ إنّ عبد الرحمن بن عوف قال لعليّ عليه السلام : هل تعاهِد اللّه على العمل بكتاب اللّه وسنّة نبيّه وسيرة أبي بكر وعمر؟ فقال : لا ، ولكن أسير على كتاب اللّه وسنّة رسول اللّه قدر وسعي .
ولمّا عرض هذا السؤال على عثمان ، قال : أعمل بالقرآن وسنّة رسول اللّه وسيرة الشيخين. ثمّ كرّر عبد الرحمن سؤاله لعليّ عليه السلام ، فأجابه عليه السلام كما أجابه من قبل ، وأضاف لا حاجة مع كتاب اللّه وسيرة نبيّه إلى سيرة أحد ، ولكنّك تريد أن تزوي هذا الأمر عنّي 3 .
وهكذا اختار عبد الرحمن بن عوف عثمان للخلافة ، وأجلسه على مسند السلطة .
وذُبح الحقّ مرّة اُخرى على مذبح الزيف والفتنة ، ووجد الّذين سلّوا سيف العداوة ضدّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله سنوات طويلة ، أنّ الفرصة قد سنحت الآن في ظلّ الدعم الَّذي يوفّره لهم خليفة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، لكي يستأنفوا مواقفهم العدائيّة ضدّه .
ولمّا رأى عليّ عليه السلام الأمر على هذه الشاكلة قال لعبد الرحمن :
«حَبَوتَهُ حَبوَ الدَّهرِ ، لَيسَ هذا أوَّلَ يَومٍ تَظاهَرتُم فيهِ عَلَينا ، «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ اللَّه
1.المصنّف لعبد الرزّاق : ج۵ ص۴۷۷ ح۹۷۷۵ .
2.تاريخ الطبري : ج۴ ص ۲۳۳ ، شرح نهج البلاغة : ج۱۲ ص۱۹۴ وانظر أيضا الأمالي للمفيد : ص۱۱۴ ح۷ وتاريخ المدينة : ج۳ ص۹۲۹ .
3.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۶۲ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۱۸۸ و ج ۱۲ ص۲۶۲ ، البدء والتاريخ : ج۵ ص۱۹۲ .