4 ـ التطميع بالخلافة
الملاحظة الأخيرة في هذا المضمار هي أنّ عمر أجَّج بعمله هذا نار الطمع بالخلافة في قلوب أعضاء الشورى . وقد أشار الشيخ المفيد إلى هذا المعنى بقوله : إنّ سعد بن أبي وقّاص ما كان يرى نفسه شيئا أمام عليّ عليه السلام ، إلّا أنّ وجوده في الشورى بعث في نفسه شعورا بالأهليّة للخلافة . ونقل ابن أبي الحديد أيضا هذا التحليل عن اُستاذه. وكان طلحة أيضا يستدلّ بوجوده في الشورى على مجابهته لعليّ ۱ . وأشار معاوية أيضا إلى هذا المعنى في إحدى محاوراته ۲ .
وعلى كلّ حال ؛ فإنّ عمر قد دأب مرّة اُخرى من خلال الشورى الَّتي أوجدها على طمس «حقّ الخلافة» وسحق حرمتها. وسلّط بني اُميّة على رقاب الاُمّة فاقترفوا كلّ تلك المفاسد . وعمل من خلال غرسه لروح التطلّع إلى الخلافة في نفوس أشخاص مثل طلحة والزبير ، على تمهيد الأجواء لنشوب الصراعات اللاحقة .
ونحن نؤكّد من خلال استقراء تلك الحادثة وكيفيّة تبلور وقائعها بأنَّ الحقّ هو ما جاء في تحليل مجرياتها إجمالاً ، ليس إلّا.. . واللّه من وراء القصد .