13
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

ابنُ الخَطّابِ شَيءٌ ، تُوُفِّيَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، رَحمَةُ اللّهِ عَلَيكَ يا رَسولَ اللّهِ ! ما أطيَبَكَ حَيّا وما أطيَبَكَ مَيِّتا ! ثُمَّ غَشّاهُ بِالثَّوبِ ، ثُمَّ خَرَجَ سَريعا إلَى المَسجِدِ يَتَوَطَّأُ رِقابَ النّاسِ ، حَتّى أتَى المِنبَرَ ، وجَلَسَ عُمَرُ حينَ رَأى أبا بَكرٍ مُقبِلاً إلَيهِ ، فَقامَ أبو بَكرٍ إلى جانِبِ المِنبَرِ ثُمَّ نادَى النّاسَ فَجَلَسوا وأنصَتوا ، فَتَشَهَّدَ أبو بَكرٍ بِما عَلِمَهُ مِنَ التَّشَهُّدِ وقالَ :
إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى نَعى نَبِيَّكُم إلى نَفسِهِ وهُوَ حَيٌّ بَينَ أظهُرِكُم ، ونَعاكُم إلى أنفُسِكُم ؛ فَهُوَ المَوتُ حَتّى لا يَبقى أحَدٌ إلّا اللّهُ عَزَّ وجَلَّ ، قالَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ» إلى قَولِهِ «وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّـكِرِينَ» فَقالَ عُمَرُ : هذِهِ الآيَةُ فِي القُرآنِ ؟ ! وَاللّهِ ما عَلِمتُ أنَّ هذِهِ الآيَةَ اُنزِلَت قَبلَ اليَومِ ! ! ۱

۹۲۶.صحيح البخاري عن أنس بن مالك أنَّهُ سَمِعَ خُطبَةَ عُمَرَ الآخِرَةَ حينَ جَلَسَ عَلَى المِنبَرِ ، وذلِكَ الغَدُ مِن يَومِ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، فَتَشَهَّدَ وأبو بَكرٍ صامِتٌ لا يَتَكَلَّمُ ، قالَ :كُنتُ أرجو أن يَعيشَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَتّى يدبُرنا ـ يُريدُ بِذلِكَ أن يَكونَ آخِرَهُم ـ فَإِن يَكُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله قَد ماتَ فَإِنَّ اللّهَ تَعالى قَد جَعَلَ بَينَ أظهُرِكُم نورا تَهتَدونَ بِهِ بِما هَدَى اللّهُ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله ، وإنَّ أبا بَكرٍ صاحِبَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ثانِيَ اثنَينِ ؛ فَإِنَّهُ أولَى المُسلِمينَ بِاُمورِكُم ، فَقوموا فَبايِعوهُ ، وكانَت طائِفَةٌ مِنهُم قد بايَعوهُ قَبلَ ذلِكَ في سَقيفَةِ بَني ساعِدَةَ ، وكانَت بَيعَةُ العامَّةِ عَلَى المِنبَرِ ۲ .

1.دلائل النبوّة للبيهقي : ج۷ ص۲۱۷ ، البداية والنهاية : ج۵ ص۲۴۲ و ۲۴۳ ، كنز العمّال: ج۷ ص۲۴۵ ح۱۸۷۷۵ .

2.صحيح البخاري : ج۶ ص۲۶۳۹ ح۶۷۹۳ ، صحيح ابن حبّان : ج۱۵ ص۲۹۷ ح۶۸۷۵ ؛ الطرائف : ص۴۵۳ نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
12

لا يَموتُ . وقالَ : «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُم مَّيِّتُونَ» . وقالَ : «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَـبِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْـئا وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّـكِرِينَ» . فَنَشَجَ النّاسُ يَبكونَ ۱ .

۹۲۵.دلائل النبوّة عن عُروَةـ في ذِكرِ وَفاةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ـ: قامَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ يَخطُبُ النّاسَ ويوعِدُ مَن قالَ : «قَد ماتَ» بِالقَتلِ وَالقَطعِ ويَقولُ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله في غَشيَتِهِ لَو قَد قامَ قَطَعَ وقَتَلَ ، وعَمرُو بن قَيسِ بنِ زائِدَةَ بنِ الأَصَمِّ بنِ اُمِّ مَكتومٍ قائِمٌ في مُؤَخَّرِ المَسجِدِ يَقرَأُ «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ» إلى قَولِهِ «وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّـكِرِينَ» وَالنّاسُ فِي المَسجِدِ قَد مَلَؤوهُ ويَبكونَ ويَموجونَ لا يَسمَعونَ ، فَخَرَجَ عَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ عَلَى النّاسِ فَقالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ، هَل عِندَ أحَدٍ مِنكُم مِن عَهدٍ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله في وَفاتِهِ فَليُحَدِّثنا ؟ قالوا : لا . قالَ : هَل عِندَكَ يا عُمَرُ مِن عِلمٍ ؟ قالَ : لا . قالَ العَبّاسُ :
أشهَدُ أيُّهَا النّاسُ أنَّ أحَدا لا يَشهَدُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله لِعَهدٍ عَهِدَهُ إلَيهِ في وَفاتِهِ ، وَاللّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، لَقَد ذاقَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله المَوتَ .
وأقبَلَ أبو بَكرٍ مِنَ السُّنحِ عَلى دابَّتِهِ حَتّى نَزَلَ بِبابِ المَسجِدِ ، ثُمَّ أقبَلَ مَكروبا حَزينا ، فَاستَأذَنَ في بَيتِ ابنَتِهِ عائِشَةَ ، فَأَذِنَت لَهُ ، فَدَخَلَ ورَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَد تُوُفِّيَ عَلَى الفِرَاشِ وَالنِّسوَةُ حَولَهُ ، فَخَمَّرنَ وُجوهَهُنَّ وَاستَتَرنَ مِن أبي بَكرٍ إلّا ما كانَ مِن عائِشَةَ ، فَكَشَفَ عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَحَنا عَلَيهِ يُقَبِّلُهُ ويَبكي ويَقولُ : لَيسَ ما يَقول

1.صحيح البخاري : ج۳ ص۱۳۴۱ ح۳۴۶۷ ، سنن ابن ماجة : ج۱ ص۵۲۰ ح۱۶۲۷ ، مسند ابن حنبل : ج۱۰ ص۴۵ ح۲۵۸۹۹ ، الطبقات الكبرى : ج۲ ص۲۶۸ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۲۰۰ كلاهما عن أبي هريرة ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۹ ، شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۴۰ ، البداية والنهاية : ج۵ ص۲۴۲ كلّها نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 181653
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي