فَقالَ عُثمانُ : ومَن لَها ؟ فَأَشاروا بِعَبدِ اللّهِ بنِ عامِرٍ ، وهُوَ ابنُ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً ، فَوَلّاهُ حينَئِذٍ ۱ .
راجع : ج3 ص93 (عبد اللّه بن عامر) .
4 / 5
الصَّدُّ عَن إقامَةِ الحَدِّ عَلَى الوَليدِ
۱۱۴۷.مروج الذهب :إنَّ الوَليدَ بنَ عُقبَةَ كانَ يَشرَبُ مَعَ نُدَمائِهِ وَمُغَنّيهِ مِن أوَّلِ اللَّيلِ إلَى الصَّباحِ ، فَلَمّا آذَنَهُ المُؤَذِّنونَ بِالصَّلاةِ خَرَجَ مُتَفَضِّلاً في غَلائِلِهِ ۲ ، فَتَقَدَّمَ إلَى المِحرابِ في صَلاةِ الصُّبحِ ، فَصَلّى بِهِم أربَعا ، وقالَ : أ تُريدُونَ أن أزيدَكُم؟ وقيلَ : إنَّهُ قالَ في سُجودِهِ ـ وقَد أطالَ ـ : اِشرَب وَاسقِني .
فَقالَ لَهُ بَعضُ مَن كانَ خَلفَهُ فِي الصَّفِ الأوَّلِ : ما تَزيدُ ! لا زادَكَ اللّهُ مِنَ الخَيرِ ، وَاللّهِ لا أعجَبُ إلّا مِمَّن بَعَثَكَ إلَينا والِيا ، وعَلَينا أميرا . وكانَ هذَا القائِلُ عتابَ بن غيلانَ الثَّقَفِيَّ . . .
وأشاعوا بِالكوفَةِ فِعلَهُ ، وظَهَرَ فِسقُهُ ومُداوَمَتُهُ عَلى شُربِ الخَمرِ ، فَهَجَمَ عَلَيهِ جَماعَةٌ مِنَ المَسجِدِ ، مِنهُم : أبو زَينَبَ بنُ عَوفٍ الأَزدِيُّ ، وجُندَبُ بنُ زُهَيرٍ الأَزدِيُّ ، وغَيرُهُما ، فَوَجَدوهُ سَكرانَ مُضطَجِعا عَلى سَريرِهِ ، لا يَعقِلُ ، فَأَيقَظوهُ مِن رَقَدَتِهِ ، فَلَم يَستَيقِظ . ثُمَّ تَقايَأَ عَلَيهِم ما شَرِبَ مِنَ الخَمرِ ، فَانتَزَعوا خاتَمَهُ مِن يَدِهِ ، وخَرَجوا مِن فَورِهِم إلَى المَدينَةِ ؛ فَأَتَوا عُثمانَ بنَ عَفّانَ ، فَشَهِدوا عِندَهُ عَلَى الوَليدِ أنَّهُ شَرِبَ الخَمرَ .