157
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

فَقالَ عَلِيٌّ : أرى أن تَقتُلَهُ . فَقالَ بَعضُ المُهاجِرينَ : قُتِلَ عُمَرُ أمسِ ، ويُقتَلُ ابنُهُ اليَومَ ! فَقالَ عَمرُو بنُ العاصِ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّ اللّهَ قَد أعفاكَ أن يَكونَ هذَا الحَدَثُ كانَ ولَكَ عَلَى المُسلِمينَ سُلطانٌ ؛ إنَّما كانَ هذَا الحَدَثُ ولا سُلطانَ لَكَ ! قالَ عُثمانُ : أنَا وَلِيُّهُم ، وقَد جَعَلتُها دِيَةً ، وَاحتَمَلتُها في مالي .
قالَ : وكانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ يُقالُ لَهُ : زِيادُ بنُ لُبَيدٍ البَيّاضي إذا رَأى عُبَيدَ اللّهِ ابنَ عُمَرَ ، قالَ :


ألا يا عُبَيدَ اللّهِ مالَكَ مَهرَبٌ
ولا مَلجَأٌ مِنِ ابنِ أروى ولا خَفَر

أصَبتَ دَما وَاللّهِ في غَيرِ حِلِّهِ
حَراما وقَتلُ الهُرمُزانِ لَهُ خَطَر

عَلى غَيرِ شَيءٍ غَيرَ أن قالَ قائِلٌ
أتَتَّهِمونَ الهُرمُزانَ عَلى عُمَر

فَقالَ سَفيهٌ وَالحَوادِثُ جَمَّةٌ
نَعَم أتَّهِمهُ قَد أشارَ وقَد أمَر

وكانَ سِلاحُ العَبدِ في جَوفِ بَيتِهِ
يُقَلِّبُها وَالأَمرُ بِالأَمرِ يُعتَبَر

قالَ : فَشَكا عُبَيدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ إلى عُثمانَ زِيادَ بنَ لَبيدٍ وشِعرَهُ ، فَدَعا عُثمانُ زِيادَ ابنَ لَبيدٍ ، فَنَهاهُ . قالَ : فَأَنشَأَ زيادُ يَقولُ في عُثمانَ :


أبا عَمرٍو عُبَيدُ اللّهِ رَهنٌ
فَلا تَشكُك بقَتلِ الهُرمُزانِ

فَإِنَّكَ إن غَفَرتَ الجُرمَ عَنهُ
وأسبابُ الخَطا فَرَسا رِهانِ

أتَعفو إذ عَفَوتَ بِغَيرِ حَقٍّ
فَمالَكَ بِالَّذي تَحكي يَدانِ !

فَدَعا عُثمانُ زِيادَ بنَ لَبيد ، فَنَهاهُ ، وَشَذَّبَهُ ۱ . ۲

1.شَذّبَه عن الشيء : طرده (لسان العرب : ج۱ ص۴۸۶) .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۲۳۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
156

۱۱۵۳.الطبقات الكبرى عن المُطَّلب بن عبد اللّه بن حنطب :قالَ عَلِيٌّ لِعبُيَدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ : ما ذَنبُ ابنَةِ أبي لُؤلُؤةِ حينَ قَتَلتَها ؟ !
قالَ : فَكانَ رَأيُ عَلِيٍّ ـ حينَ استَشارَهُ عُثمانُ ـ وَرَأيُ الأَكابِرِ مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ عَلى قَتلِهِ ، لكِنَّ عَمرَو بنَ العاصِ كَلَّمَ عُثمانَ حَتّى تَرَكَهُ .
فَكانَ عَلِيٌّ يَقولُ : لَو قَدَرتُ عَلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ ولِيَ سُلطانٌ لَاقتَصَصتُ مِنهُ ۱ .

۱۱۵۴.تاريخ اليعقوبي :أكثَرَ النّاسُ في دَمِ الهُرمُزانِ ، وإمساكِ عُثمانَ عُبَيدَ اللّهِ ابنَ عُمَرَ .
فَصَعِدَ عُثمانُ المِنبَرَ ، فَخَطَبَ النّاسَ ، ثُمَّ قالَ : ألا إنّي وَلِيُّ دَمِ الهُرمُزانِ ، وَقَد وَهَبتُهُ للّهِِ ولِعُمَرَ ، وتَرَكتُهُ لِدَمِ عُمَرَ .
فَقامَ المِقدادُ بنُ عَمرٍو فَقالَ : إنَّ الهُرمُزانَ مَولى للّهِِ ولِرَسولِهِ ، ولَيسَ لَكَ أن تَهِبَ ما كانَ للّهِِ ولِرَسولِهِ !
قالَ : فَنَنظُرُ ، وتَنظُرونَ . ثُمَّ أخرَجَ عُثمانُ ، عُبَيدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ مِنَ المَدينَةِ إلَى الكوفَةِ ، وأنزَلَهُ دارا ۲ .

۱۱۵۵.تاريخ الطبري :جَلَسَ عُثمانُ في جانِبِ المَسجِدِ ، ودَعا بِعُبَيدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ وكانَ مَحبوسا في دارِ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ ، وهُوَ الَّذي نَزَعَ السَّيفَ مِن يَدِهِ بَعدَ قَتلِهِ جُفينَةَ وَالهُرمُزانَ وَابنَةَ أبي لُؤلُؤةِ ؛ وكانَ يَقولُ : وَاللّهِ لَأَقتُلَنَّ رِجالاً مِمَّن شَرِكَ في دَمِ أبي ـ يُعَرِّضُ بِالمُهاجِرينَ وَالأَنصارِ ـ فَقامَ إلَيهِ سَعدٌ ، فَنَزَعَ السَّيفَ مِن يَدِهِ ، وجَذَبَ شَعرَهُ حَتّى أضجَعَهُ إلَى الأَرضِ ، وحَبَسَهُ في دارِهِ ، حَتّى أخرَجَهُ عُثمانُ إلَيهِ . فَقالَ عُثمانُ لِجَماعَةٍ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ : أشيروا عَلَيَّ في هذَا الَّذي فَتَقَ فِي الإِسلامِ ما فَتَقَ !

1.الطبقات الكبرى : ج۵ ص۱۶ .

2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۶۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 228095
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي