169
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

فَقيلَ لِعَمّارٍ : ما هذا ؟ قالَ : إنّي مُلَقّىً مِن قُرَيشٍ ؛ لَقيتُ مِنهُم فِي الإِسلامِ كَذا ، وفَعَلوا بي كَذا ، ثُمَّ دَخَلتُ عَلى هذا ـ يَعني عُثمانَ ـ فَأَمَرتُهُ ونَهَيتُهُ ، فَصَنَعَ ما تَرَونَ ؛ فَلا يُستَمسَكُ بَولي ۱ .

۱۱۶۱.أنساب الأشراف :يُقالُ : إنَّ المِقدادَ بنَ عَمروٍ ، وعَمّارَ بنَ ياسِرٍ ، وطَلحَةَ وَالزُّبَيرَ ، في عِدَّةٍ مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله كَتَبوا كِتابا عَدَّدوا فيهِ أحداثَ عُثمانَ ، وخَوَّفوهُ رَبَّهُ ، وأعلَموهُ أنَّهُم مُواثِبوهُ إن لَم يَقلَع .
فَأَخَذَ عَمّارُ الكِتابَ وأتاهُ بِهِ ، فَقَرَأَ صَدرا مِنهُ ، فَقالَ لَهُ عُثمانُ : أعَلَيَّ تَقدَمُ مِن بَينِهِم ؟
فَقالَ عَمّارٌ : لِأَنّي أنصَحُهُم لَكَ . فَقالَ : كَذَبتَ يَابنَ سُمَيَّةَ .
فَقالَ : أنَا وَاللّهِ ابنُ سُمَيَّةَ وَابنُ ياسِرٍ . فَأَمَرَ غِلمانا لَهُ فَمَدّوا بِيَدَيهِ ورِجلَيهِ ، ثُمَّ ضَرَبَهُ عُثمانُ بِرِجلَيهِ وهِيَ فِي الخُفَّينِ عَلى مَذاكيرِهِ ، فَأَصابَهُ الفَتقُ ، وكانَ ضَعيفا كَبيرا فَغُشِيَ عَلَيهِ ۲ .

۱۱۶۲.الاستيعاب :كانَ اجتِماعُ بَني مَخزومٍ إلى عُثمانَ حينَ نالَ مِن عَمّارٍ غِلمانُ عُثمانَ ما نالوا مِنَ الضَّربِ ، حَتَّى انفَتَقَ لَهُ فَتقٌ في بَطنِهِ ، ورَغَموا وكَسَروا ضِلعا مِن أضلاعِهِ ، فَاجتَمَعَت بَنو مَخزومٍ وقالوا : وَاللّهِ لَئِن ماتَ لا قَتَلنا بِهِ أحَدا غَيرَ عُثمانَ ۳ .

۱۱۶۳.الإمامة والسياسة :اِجتَمَعَ ناسٌ مِن أصحابِ النَّبِيِّ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ فَكَتَبوا كِتابا ذَكَروا فيهِ ما خالَفَ فيهِ عُثمانُ مِن سُنَّةِ رَسولِ اللّهِ وسُنَّةِ صاحِبَيهِ ، وما كانَ مِن هِبَتِه

1.تاريخ المدينة : ج ۳ ص ۱۰۹۹ .

2.أنساب الأشراف : ج ۶ ص ۱۶۲ ، شرح نهج البلاغة : ج ۳ ص ۵۰ ، الفتوح : ج ۲ ص ۳۷۲ ، الرياض النضرة : ج ۳ ص ۸۵ كلاهما نحوه ؛ الشافي : ج ۴ ص ۲۹۰ .

3.الاستيعاب : ج ۳ ص ۲۲۷ الرقم ۱۸۸۳ ، شرح نهج البلاغة : ج ۱۰ ص ۱۰۲ و ج ۲۰ ص ۳۶ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
168

4 / 7 ـ 2

ضَربُ عَمّارِ بنِ ياسِرٍ

۱۱۵۹.أنساب الأشراف عن أبي مِخنَفـ في إسنادِهِ ـ: كانَ في بَيتِ المالِ بِالمَدينَةِ سَفَطٌ فيهِ حُلِيٌّ وجَوهَرٌ ، فَأَخَذَ مِنهُ عُثمانُ ما حَلّى بِهِ بعضَ أهلِهِ ، فَأَظهَرَ النّاسُ الطَّعنَ عَلَيهِ في ذلِكَ وكَلَّمُوهُ فيهِ بِكَلامٍ شَديدٍ حَتّى أغضَبوهُ ، فَخَطَبَ فَقالَ : لَنأخُذَنَّ حاجَتَنا مِن هذَا الفَيءِ وإن رَغِمَت اُنوفُ أقوامٍ .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : إذا تُمنَعُ مِن ذلِكَ ويُحالُ بَينَكَ وبَينَهُ .
وقالَ عَمّارُ بنُ ياسِرٍ : اُشهِدُ اللّهَ أنَّ أنفي أوَّلُ راغِمٍ مِن ذلِكَ .
فَقالَ عُثمانُ : أعَلَيَّ يَابنَ المَتكاءِ ۱ ! تَجتَرِئُ ؟ خُذوهُ ، فَاُخِذَ ودَخَلَ عُثمانُ فَدَعا بِهِ فَضَرَبَهُ حَتّى غُشِيَ عَلَيهِ ، ثُمَّ اُخرِجَ فَحُمِلَ حَتّى اُتِيَ بِهِ مَنزِلَ اُمِّ سَلَمَةَ زَوجِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَلَم يُصَلِّ الظُّهرَ وَالعَصرَ وَالمَغرِبَ ، فَلَمّا أفاقَ تَوَضَّأَ وصَلّى وقالَ : الحَمدُ للّهِِ ، لَيسَ هذَا أوَّلَ يَومٍ اُوذينا فيهِ فِي اللّهِ . . . .
وبَلَغَ عائِشَةَ ما صُنِعَ بِعَمّارٍ ، فَغَضِبَت وأخرَجَت شَعرا مِن شَعرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وثَوبا مِن ثِيابِهِ ، ونَعلاً مِن نِعالِهِ ، ثُمَّ قالَت : ما أسرَع ما تَرَكتُم سُنَّةَ نَبِيِّكُم وهذا شَعرُهُ وثَوبُهُ ونَعلُهُ ولَم يَبلَ بَعدُ ، فَغَضِبَ عُثمانُ غَضَبا شَديدا حَتّى ما دَرى ما يَقولُ ۲ .

۱۱۶۰.تاريخ المدينة عن المُغيرة :اِجتَمَعَ ناسٌ فَكَتَبوا عُيوبَ عُثمانَ وفيهِمُ : ابنُ مَسعودٍ ، فَاجتَمَعوا بِبابِ عُثمانَ لِيَدخُلوا عَلَيهِ فَيُكَلِّموهُ ، فَلَمّا بَلَغوا البابَ نَكَلوا إلّا عَمّارَ بنَ ياسِرٍ ؛ فَإِنَّهُ دَخَلَ عَلَيهِ فَوَعَظَهُ ، فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ حَتّى فُتِقَ ؛ فَكانَ لا يَستَمسِكُ بَولَهُ .

1.امرأة مَتْكاء : بَظْراء . وقيل : المَتكاء من النساء : الَّتي لم تُخفَض ؛ ولذلك قيل في السبّ : يا بن المتكاء (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۴۸۵) .

2.أنساب الأشراف : ج ۶ ص ۱۶۱ ، شرح نهج البلاغة : ج ۳ ص ۴۹ ؛ الشافي : ج ۴ ص ۲۸۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 181634
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي