171
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

مِن بَني اُمَيَّةَ ، فَدَفَعَ إلَيهِ الكِتابَ فَقَرَأَهُ ، فَقالَ لَهُ : أنتَ كَتَبتَ هذَا الكِتابَ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : ومَن كانَ مَعَكَ ؟ قالَ : كانَ مَعي نَفَرٌ تَفَرَّقوا فَرَقا ۱ مِنكَ .
قالَ : مَن هُم ؟ قالَ : لا اُخبِرُكَ بِهِم .
قالَ : فَلِمَ اجتَرَأتَ عَلَيَّ مِن بَينِهِم ؟ فَقالَ مَروانُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! إنَّ هذَا العَبدَ الأسوَدَ ـ يَعني عَمّارا ـ قَد جَرَّأَ عَلَيكَ النّاسَ ، وإنَّكَ إن قَتَلتَهُ نَكَّلتَ بِهِ مَن وَراءَهُ .
قالَ عُثمانُ : اِضرِبوهُ ، فَضَرَبوهُ وضَرَبَهُ عُثمانُ مَعَهُم حَتّى فَتَقوا بَطنَهُ ، فَغُشِيَ عَلَيهِ ، فَجَرّوهُ حَتّى طَرَحوهُ عَلى بابِ الدّارِ ، فَأَمَرَت بِهِ اُمُّ سَلَمَةَ زَوجُ النَّبِيِّ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، فَاُدخِلَ مَنزِلَها .
وغَضِبَ فيهِ بَنو المُغيرَةِ وكانَ حَليفَهُم ، فَلَمّا خَرَجَ عُثمانُ لِصَلاةِ الظُّهرِ ، عَرَضَ لَهُ هِشامُ بنُ الوَليدِ بنِ المُغيرَةِ ، فَقالَ : أما وَاللّهِ لَئِن ماتَ عَمّارٌ مِن ضَربِهِ هذا لَأَقتُلَنَّ بِهِ رَجُلاً عَظيما مِن بَني اُمَيَّةَ ، فَقالَ عُثمانُ : لَستَ هُناكَ ۲ .

۱۱۶۴.الفتوحـ في خَبَرِ وَفاةِ أبي ذَرٍّ ـ: بَلَغَ ذلِكَ عُثمانَ ، فَقالَ : رَحِمَ اللّهُ أبا ذَرٍّ ! فَقالَ عَمّارُ بنُ ياسِرٍ : فَرِحَمَ اللّهُ أبا ذَرٍّ مِن كُلِّ قُلوبِنا ! فَغَضِبَ عُثمانُ ثُمَّ قالَ : يا كَذا وكَذا أ تَظُنُّ أنّي نَدِمتُ عَلى تَسييرِهِ إلى رَبَذَةَ ؟
قالَ عَمّارٌ : لا وَاللّهِ ما أرى ذلِكَ !
قالَ عُثمانُ : اِدفَعوا في قَفاهُ ، وأنتَ فَالحَقْ بِالمَكانِ الَّذي كانَ فيهِ أبو ذَرٍّ ، ولا تَبرَحهُ أبَدا ما بَقيتَ وأنَا حَيٌّ .
فَقالَ عَمّارٌ : وَاللّهِ إنَّ جِوارَ السِّباعِ لَأَحَبُّ إلَيَّ مِن جَوارِكَ ؛ ثُمَّ قامَ عَمّارٌ فَخَرَجَ مِن عِندِهِ .

1.الفَرَق : الخوف والفزع (النهاية : ج ۳ ص ۴۳۸) .

2.الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۵۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
170

خُمُسَ إفريقِيَّةٍ لِمَروانَ وفيهِ حَقُّ اللّهِ ورَسولِهِ ، ومِنهُم ذَوُو القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينُ .
وما كانَ مِن تَطاوُلِهِ فِي البُنيانِ ، حَتّى عَدّوا سَبعَ دورٍ بَناها بِالمَدينَةِ : دارا لِنائِلَةَ ، ودارا لِعائِشَةَ وغَيرِهِما مِن أهلِهِ وبَناتِهِ . وبُنيانَ مَروانَ القصورَ بِذي خَشَبٍ ، وعِمارَةَ الأَموالِ بِها مِنَ الخُمُسِ الواجِبِ للّهِِ ولِرَسولِهِ .
وما كانَ مِنَ إفشائِهِ العَمَلَ والوِلاياتِ في أهلِهِ وبَني عَمِّهِ مِن بَني اُمَيَّةَ ـ أحداثٍ وغِلمَةٍ ـ لا صَحِبَةَ لَهُم مِنَ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله ولا تَجرَبَةَ لَهم بِالاُمورِ .
و ما كانَ مِنَ الوَليدِ بنِ عُقبةَ بِالكوفَةِ إذ صَلّى بِهِمُ الصُّبحَ وهُوَ أميرٌ عَلَيها سَكرانَ أربَعَ رَكَعاتٍ ، ثُمَّ قالَ لَهُم : إن شِئتُم أزيدُكُم صَلاةً زِدتُكُم ، وتَعطيلِهِ إقامَةَ الحَدِّ عَلَيهِ ، وتَأخيرِهِ ذلِكَ عَنهُ .
وتَركِهِ المُهاجِرينَ وَالأَنصارَ لا يَستَعمِلُهُم عَلى شَيءٍ وَلا يَستَشيرُهُم ، وَاستَغنى بِرَأيِهِ عَن رَأيِهِم .
وما كانَ مِنَ الحِمَى الَّذي حَمى حَولَ المَدينَةِ ، وما كانَ مِن إدرارِهِ القَطائِعَ وَالأرزاقَ وَالأَعطِياتِ عَلى أقوامٍ بِالمَدينَةِ لَيسَت لَهُم صُحبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، ثُمَّ لا يَغزونَ ولا يَذُبّونَ .
وما كانَ مِن مُجاوَزَتِهِ الخَيزرانَ إلَى السَّوطِ ، وأنَّهُ أوَّلُ مَن ضَرَبَ بِالسِّياطِ ظُهورَ النّاسِ ، وإنَّما كانَ ضَربُ الخَليفَتَينِ قَبلَهُ بِالدِّرَةِ وَالخَيزُرانِ . ثُمَّ تَعاهَدَ القومُ لِيَدفَعَنَّ الكِتابَ في يَدِ عُثمانَ ، وكانَ مِمَّن حَضَرَ الكِتابَ : عَمّارُ بنُ ياسِرٍ ، وَالمِقدادُ بنُ الأَسوَدِ ، وكانوا عَشَرَةً ؛ فَلَمّا خَرَجوا بِالكِتابِ لِيَدفَعوهُ إلى عُثمانَ وَالكِتابُ في يَدِ عَمّارٍ ، جَعَلوا يَتَسَلَّلونَ عَن عَمّارٍ حَتّى بَقِيَ وَحدَهُ ، فَمَضى حَتّى جاءَ دارَ عُثمانَ ، فَاستَأذَنَ عَلَيهِ ، فَأَذِنَ لَهُ في يومٍ شاتٍ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ وعِندَهُ مَروانُ بنُ الحَكَمِ وأهلُه

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 233634
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي