مِن بَني اُمَيَّةَ ، فَدَفَعَ إلَيهِ الكِتابَ فَقَرَأَهُ ، فَقالَ لَهُ : أنتَ كَتَبتَ هذَا الكِتابَ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : ومَن كانَ مَعَكَ ؟ قالَ : كانَ مَعي نَفَرٌ تَفَرَّقوا فَرَقا ۱ مِنكَ .
قالَ : مَن هُم ؟ قالَ : لا اُخبِرُكَ بِهِم .
قالَ : فَلِمَ اجتَرَأتَ عَلَيَّ مِن بَينِهِم ؟ فَقالَ مَروانُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! إنَّ هذَا العَبدَ الأسوَدَ ـ يَعني عَمّارا ـ قَد جَرَّأَ عَلَيكَ النّاسَ ، وإنَّكَ إن قَتَلتَهُ نَكَّلتَ بِهِ مَن وَراءَهُ .
قالَ عُثمانُ : اِضرِبوهُ ، فَضَرَبوهُ وضَرَبَهُ عُثمانُ مَعَهُم حَتّى فَتَقوا بَطنَهُ ، فَغُشِيَ عَلَيهِ ، فَجَرّوهُ حَتّى طَرَحوهُ عَلى بابِ الدّارِ ، فَأَمَرَت بِهِ اُمُّ سَلَمَةَ زَوجُ النَّبِيِّ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، فَاُدخِلَ مَنزِلَها .
وغَضِبَ فيهِ بَنو المُغيرَةِ وكانَ حَليفَهُم ، فَلَمّا خَرَجَ عُثمانُ لِصَلاةِ الظُّهرِ ، عَرَضَ لَهُ هِشامُ بنُ الوَليدِ بنِ المُغيرَةِ ، فَقالَ : أما وَاللّهِ لَئِن ماتَ عَمّارٌ مِن ضَربِهِ هذا لَأَقتُلَنَّ بِهِ رَجُلاً عَظيما مِن بَني اُمَيَّةَ ، فَقالَ عُثمانُ : لَستَ هُناكَ ۲ .
۱۱۶۴.الفتوحـ في خَبَرِ وَفاةِ أبي ذَرٍّ ـ: بَلَغَ ذلِكَ عُثمانَ ، فَقالَ : رَحِمَ اللّهُ أبا ذَرٍّ ! فَقالَ عَمّارُ بنُ ياسِرٍ : فَرِحَمَ اللّهُ أبا ذَرٍّ مِن كُلِّ قُلوبِنا ! فَغَضِبَ عُثمانُ ثُمَّ قالَ : يا كَذا وكَذا أ تَظُنُّ أنّي نَدِمتُ عَلى تَسييرِهِ إلى رَبَذَةَ ؟
قالَ عَمّارٌ : لا وَاللّهِ ما أرى ذلِكَ !
قالَ عُثمانُ : اِدفَعوا في قَفاهُ ، وأنتَ فَالحَقْ بِالمَكانِ الَّذي كانَ فيهِ أبو ذَرٍّ ، ولا تَبرَحهُ أبَدا ما بَقيتَ وأنَا حَيٌّ .
فَقالَ عَمّارٌ : وَاللّهِ إنَّ جِوارَ السِّباعِ لَأَحَبُّ إلَيَّ مِن جَوارِكَ ؛ ثُمَّ قامَ عَمّارٌ فَخَرَجَ مِن عِندِهِ .