179
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

فَقالَ عُثمانُ : وَاللّهِ ، ما أظُنُّكَ تَدري أينَ رَبُّكَ ؟
فَقالَ : هُوَ بِالمِرصادِ .
فَقالَ مَروانُ : حِلمُكَ أغرى مِثلَ هذا بِكَ وجَرَّأَهُ عَلَيكَ .
فَأَمَرَ عُثمانُ بِكَعبٍ فَجُرِّد وضَرَبَ عِشرينَ سَوطا وسَيَّرَهُ إلى «دَباوَندَ ۱ » ، ويُقالُ : إلى «جَبَلِ الدُّخانِ» .
فَلَمّا وَرَدَ عَلى سَعيدٍ حَمَلَهُ مَعَ بُكَيرِ بنِ حُمرانَ الأَحمَرِيِّ ، فَقالَ الدِّهقانُ الَّذي وَرَدَ عَلَيهِ : لِمَ فُعِلَ بِهذَا الرَّجُلِ ما أرى ؟
قالَ بُكَيرٌ : لِأَنَّهُ شِرِّ يرٌ ! فَقالَ : إنَّ قَوما هذا مِن شِرارِهِم لَخِيارٌ .
ثُمَّ إنَّ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ وَبَّخا عُثمانَ في أمرِ كَعبٍ وغَيرِهِ ، وقالَ طَلحَةُ : عِندَ غِبِّ الصَّدَرِ تُحمَدُ عاقِبَةُ الوِردِ ، فَكَتَبَ في رَدِّ كَعبٍ وحَمَلَهُ إلَيهِ ، فَلَمّا قَدِمَ عَلَيهِ نَزَعَ ثَوبَهُ وقالَ : يا كَعبُ اقتَصِّ ، فَعَفا ۲ .

4 / 7 ـ 7

تَسييرُ جَماعَةٍ من صُلَحاءِ الاُمَّةِ

۱۱۷۳.تاريخ الطبري عن الشعبي :قَدِمَ سَعيدُ بنُ العاصِ الكوفَةَ ، فَجَعَلَ يَختارُ وُجوهَ النّاسِ يَدخُلونَ عَلَيهِ ويَسمُرونَ عِندَهُ ؛ وإنَّهُ سَمَرَ عِندَهُ لَيلَةً وُجوهُ أهلِ الكوفَةِ ، مُنهُم : مالِكُ بنُ كَعبٍ الأَرحَبِيُّ ، وَالأَسوَدُ بنُ يَزيدَ ، وعَلقَمَةُ بنُ قَيسِ النَّخَعِيّانِ ، وفيهِم : مالِكٌ الأَشتَرُ في رِجالٍ .

1.مدينة دَبَاوَنْد وهو المشهور الآن بـ دماوند . قرب طهران عاصمة إيران وهي تقطع على صفح جبل دماوند أعظم جبل في إيران .

2.أنساب الأشراف : ج ۶ ص ۱۵۳ وراجع الفتوح : ج ۲ ص ۳۹۰ ـ ۳۹۴ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
178

يَحِلُّ في دينٍ ، ولا يَحسُنُ في سَماعٍ ، وإنّا نُذَكِّرُكَ اللّهَ في اُمَّةِ مُحَمَّدٍ ؛ فَقَد خِفنا أن يَكونَ فَسادُ أمرِهِم عَلى يَدَيكَ ؛ لِأَنَّكَ قَد حَمَلتَ بَني أبيكَ عَلى رِقابِهِم ، وَاعلَم أنَّ لَكَ ناصِرا ظالِما وناقِما عَلَيكَ مَظلوما ، فَمتى نَصَرَكَ الظّالِمُ ونَقَمَ عَلَيك النّاقِمُ تَبايَنَ الفَريقانِ وَاختَلَفَتِ الكَلِمَةُ ، ونَحنُ نُشهِدُ عَلَيكَ اللّهَ وكَفى بِهِ شَهيدا ؛ فَإِنَّكَ أميرُنا ما أطَعتَ اللّهَ وَاستَقَمتَ ، ولَن تَجِدَ دونَ اللّهِ مُلتَحَدا ۱ ولا عَنهُ مُنتَقِذا .
ولَم يُسَمِّ أحَدٌ مِنهُم نَفسَهُ فِي الكِتابِ ، وبَعَثوا بِهِ مَعَ رَجُلٍ مِن عنزَةَ يُكَنّى أبا رَبيعَةَ ، وكَتَبَ كَعبُ بنُ عَبدَةَ كِتابا مِن نَفسِهِ تَسمّى فيهِ ودَفَعَهُ إلى أبي رَبيعَةَ . . .
ويُقالُ : إنَّ عُثمانَ لَمّا قَرَأَ كِتابَ كَعبٍ ، كَتَبَ إلى سَعيدٍ في إشخاصِهِ إلَيهِ ، فَأَشخَصَهُ إلَيهِ مَعَ رَجُلٍ أعرابِيٍّ مِن أعرابِ بَني أسَدٍ ، فَلَمّا رَأَى الأَعرابِيُّ صَلاتَهُ وعَرَفَ نُسُكَهُ وفَضلَهُ قالَ :


لَيتَ حَظّي مِن مَسيري بِكَعبِ
عَفوُهُ عَنّي وغُفرانُ ذَنبي

فَلَمّا قَدِمَ بِهِ عَلى عُثمانَ قالَ عُثمانُ : لَأَن تَسمَعَ بِالمُعَيدي خَيرٌ مِن أن تَراهُ ۲ ، وكانَ شابّا حديثَ السِّنِّ نَحيفا ، ثُمَّ أقبَلَ عَلَيهِ فَقالَ : أ أنتَ تُعَلِّمُنِي الحَقَّ وَقَد قَرَأتُ كِتابَ اللّهِ وأنتَ في صُلبِ رَجُلٍ مُشرِكٍ ؟
فَقالَ لَهُ كَعبٌ : إنَّ إمارَةَ المُؤمِنينَ إنَّما كانَت لَكَ بِما أوجَبَتهُ الشُّورى حينَ عاهَدتَ اللّهَ عَلى نَفسِكَ لِتَسيرَنَّ بِسيرَةِ نَبِيِّهِ لا تُقَصِّرُ عَنها ، وإن يُشاوِرونا فيكَ ثانِيةً نَقَلناها عَنكَ .
يا عُثمانُ ! إنَّ كِتابَ اللّهِ لِمَن بَلَغَهُ وقَرَأَهُ ، وقَد شَرَكناكَ في قِراءَتِهِ ، ومَتى لَم يَعمَلِ القارِئُ بِما فيهِ كانَ حُجَّةً عَلَيهِ .

1.المُلْتَحَد : الملجأ (لسان العرب : ج ۳ ص ۳۸۹) .

2.مثل يُضرب لمن خَبَرُه خير من مَرْآه . وأوّل من قاله المنذر ابن ماء السماء (مجمع الأمثال : ج ۱ ص ۲۲۷) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 186015
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي