النَّخَعِيُّ ، وخارِجَةُ بنُ الصَّلتِ البرجَمِيُّ ـ مِن بَني تَميمٍ ـ في آخَرينَ .
فَلَمّا قَرَأَ عُثمانُ الكِتابَ قالَ : اللّهُمَّ إنّي تائِبٌ ، وكَتَبَ إلى أبي موسى وحُذَيفَةَ : أنتُما لِأَهلِ الكوفَةِ رِضىً ، ولَنا ثِقَةٌ ، فَتَوَلَّيا أمرَهُم ، وقوما بِهِ بِالحَقِّ ، غَفَرَ اللّهُ لَنا ولَكُما .
فَتَوَلّى أبو موسى وحُذَيفَةُ الأَمرَ وسَكَّنَ أبو موسَى النّاسَ ۱ .
۱۱۷۷.مروج الذهب :لَمَّا اتَّصَلَت أيّامُ سَعيدِ [بنِ العاصِ] بِالكوفَةِ ظَهَرَت مِنهُ اُمورٌ مُنكَرَةٌ ، فَاستَبَدَّ بِالأَموالِ ، وقالَ في بَعضِ الأَيّامِ أو كَتَبَ بِهِ عُثمان : إنَّما هذَا السَّوادُ قَطينٌ ۲ لِقُرَيشٍ .
فَقالَ لَهُ الأَشتَرُ ـ وهُوَ مالِكُ بنُ الحارِثِ النَّخَعِيُّ ـ : أ تَجعَلُ ما أفاءَ اللّهُ عَلَينا بِظَلالِ سُيوفِنا ومَراكِزِ رِماحِنا بُستانا لَكَ ولِقَومِكَ ؟
ثُمَّ خَرَجَ إلى عُثمانَ في سَبعينَ راكِبا مِن أهلِ الكوفَةِ فَذَكَروا سوءَ سيرَةِ سَعيدِ بنِ العاصِ ، وسَأَلوا عَزلَهُ عَنهُم .
فَمَكَثَ الأَشتَرُ وأصحابُهُ أيّاما لا يَخرُجُ لَهم مِن عُثمانَ في سَعيدٍ شيءٌ ، وَامتَدَّت أيّامُهُم بِالمَدينَةِ ، وقَدِمَ عَلى عُثمانَ اُمَراؤُهُ مِنَ الأَمصارِ ، مِنهُم : عَبدُ اللّهِ ابنُ سَعدِ بنِ أبي سَرحٍ مِن مِصرَ ، ومُعاوِيَةُ مِنَ الشّامِ ، وعَبدُ اللّهِ بنُ عامِرٍ مِنَ البَصرَةِ ، وسَعيدُ بنُ العاصِ مِنَ الكوفَةِ ، فَأَقاموا بِالمَدينَةِ أيّاما لا يَرُدُّهُم إلى أمصارِهِم ، وكَراهَةَ أن يَرُدَّ سَعيدا إلَى الكوفَةِ ، وكَرِهَ أن يَعزِلَهُ ، حَتّى كَتَبَ إلَيهِ مَن بِأَمصارِهِم يَشكونَ كَثرَةَ الخَراجِ وتَعطيلَ الثُّغورِ .