193
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

قالَ : فَغَضِبَ عُثمانُ ثُمَّ قَالَ : ما تَدَعونّي ولا تَدَعونَ عَتبي ، ما أحدَثتُ حَدَثا ، ولكِنَّكُم تُفسِدونَ عَلَيَّ النّاسَ ، هَلُمَّ يَابنَ الحَضرَمِيَّةِ ! ما هذِهِ الأَحداثُ الَّتي أحدَثتُ ؟
فَقالَ طَلحَةُ : إنَّهُ قَد كَلَّمَكَ عَلِيٌّ مِن قَبلي ، فَهَلّا سَأَلتَهُ عَن هذِهِ الأَحوالِ الَّتي أحدَثتَ فَيُخبِرَكَ بِها .
ثُمَّ قامَ طَلحَةُ فَخَرَجَ مِن عِندِ عُثمانَ ، وجَعَلَ يُدَبِّرُ رَأيَهُ بَينَهُ وبَينَ نَفسِهِ أ يَرُدُّ عُمّالَهُ إلى أعمالِهِم أم يَعزِلُهُم ويُوَلّي غَيرَهُم ؟ ۱ .

5 / 3

الدَّعوَةُ إلَى الخُروجِ

5 / 3 ـ 1

دَعوَةُ أصحابِ النَّبِيِّ مِنَ الآفاقِ

۱۱۷۹.تاريخ الطبري عن عبد الرحمن بن يسار :لَمّا رَأَى النّاسُ ما صَنَعَ عُثمانُ كَتَبَ مَن بِالمَدينَةِ مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله إلى مَن بِالآفاقِ مِنهُم ـ وكانوا قَد تَفَرَّقوا فِي الثُّغورِ ـ : إنُّكُم إنَّما خَرَجتُم أن تُجاهِدوا في سَبيلِ اللّهِ عَزَّوَجَلَّ تَطلُبونَ دينَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ؛ فَإِنَّ دينَ مُحَمَّدٍ قَد اُفسِدَ مِن خَلفِكُم وتُرِكَ ، فَهَلُمّوا فَأَقيموا دينَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، فَأَقبَلوا مِن كُلِّ اُفُقٍ حَتّى قَتَلوهُ ۲ .

1.الفتوح : ج۲ ص۳۹۵ وراجع أنساب الأشراف: ج۶ ص۱۵۶ .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۶۷ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۲۸۷ ، شرح نهج البلاغة: ج ۲ ص۱۴۹ كلاهما نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
192

وأُمِرَ بِتَجهيزِكُم فِي البُعوثِ ، فَبايِعوني عَلى أن لا يَدخُلَها ، فَبايَعَهُ عَشَرَةُ آلافٍ مِن أهلِ الكوفَةِ ، وخَرَجَ راكِبا مُتَخَفِّيا يُريدُ المَدينَةَ أو مَكَّةَ ، فَلَقِيَ سَعيدا بِواقصَةَ فَأَخبَرَهُ بِالخَبَرِ ، فَانصَرَفَ إلَى المَدينَةِ .
وكَتَبَ الأَشتَرُ إلى عُثمانَ : إنّا وَاللّهِ ما مَنَعنا عامِلَكَ الدُّخولَ لِنُفسِدَ عَلَيكَ عَمَلَكَ ، ولكِنَ لِسوءِ سيرَتِهِ فينا وشِدَّةِ عَذابِهِ ، فَابعَث إلى عَمَلِكَ مَن أحبَبتَ .
فَكَتَبَ إلَيهِم : اُنظُروا مَن كانَ عامِلَكُم أيّامَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فَوَلّوهُ ، فَنَظَروا فَإِذا هُوَ أبو موسَى الأَشعَرِيُّ ، فَوَلَّوهُ ۱ .

5 / 2

إشخاصُ عُثمانَ عُمّالَهُ مِن جَميعِ البِلادِ

۱۱۷۸.الفتوح :أرسَلَ عُثمانُ إلى جَميعِ عُمّالِهِ ، فَأَشخَصَهُم إلَيهِ مِن جَميعِ البِلادِ ، ثُمَّ أحضَرَهُم وأقبَلَ عَلى أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ! هؤُلاءِ عُمّالِي الَّذينَ أعتَمِدُهُم ؛ فَإِن أحبَبتُم عَزَلتُهُم ووَلَّيتُ مَن تُحِبّونَ .
قالَ : فَتَكَلَّمَ عَلِيُّ بن أبي طالِبٍ رضى الله عنه وقالَ : يا عُثمانُ ! إنَّ الحَقَّ ثَقيلٌ مُرٌّ ، وإنَّ الباطِلَ خَفيفٌ ، وأنتَ رَجُلٌ إذا صُدِقتَ سَخَطتَ وإذا كُذِبتَ رَضيتَ ، وقَد بَلَغَ النّاسَ عَنكَ اُمورٌ تَركُها خَيرٌ لَكَ مِنَ الإِقامَةِ عَلَيها ، فَاتَّقِ اللّهَ يا عُثمانُ ، وتُب إلَيهِ مِمّا يَكرَهُهُ النّاسُ مِنكَ .
قالَ : ثُمَّ تَكَلَّمَ طَلحَةُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ فَقالَ : يا عُثمانُ ! إنَّ النّاسَ قَد سَفَّهوكَ وكَرِهوكَ لِهذِهِ البِدَعِ وَالأَحداثِ الَّتي أحدَثتَها ولَم يَكونوا يَعهَدونَها ، فَإِن تَستَقِم فَهُوَ خَيرٌ لَكَ ، وإن أبَيتَ لَم يَكُن أحَدٌ أضَرَّ بِذلِكَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ مِنكَ .

1.مروج الذهب : ج۲ ص۳۴۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 181584
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي