199
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

عُثمانُ : وَاللّهِ لَقَدِ استَعمَلتُكَ عَلى ظَلَعِكَ ۱ وكَثرَةِ القالَةِ فيكَ . . . .
فَخَرَجَ عَمرٌو مِن عِندِ عُثمانَ وهُوَ مُحتَقَدٌ عَلَيهِ ، يَأتي عَلِيّا مَرَّةً فَيُؤَلِّبُهُ عَلى عُثمانَ ، ويَأتِي الزُّبَيرَ مَرَّةً فَيُؤَلِّبُهُ عَلى عُثمانَ ، ويَأتي طَلحَةَ مَرَّةً فَيُؤَلِّبُهُ عَلى عُثمانَ ، ويَعتَرِضُ الحاجَّ فَيُخبِرُهُم بِما أحدَثَ عُثمانُ ، فَلَمّا كانَ حَصرُ عُثمانَ الأَوَّلُ خَرَجَ مِنَ المَدينَةِ حَتّى انتَهى إلى أرضٍ لَهُ بِفِلَسطينَ يُقالُ لَها : السّبعُ ، فَنَزَلَ في قَصرٍ لَهُ يُقالُ لَهُ العَجلانُ . . . حَتّى مَرَّ بِهِ راكبٌ آخَرُ فَناداهُ عَمرٌو : ما فَعَلَ الرَّجُلُ ـ يَعني عُثمانَ ـ ؟ قالَ : قُتِلَ . قالَ : أنَا أبو عَبدِ اللّهِ إذا حَكَكتُ قَرحَةً نَكَأتُها ۲ ، إن كُنتُ لَاُحَرِّضُ عَلَيهِ ، حَتّى إنّي لَاُحَرِّضُ عَلَيهِ الرّاعِيَ في غَنَمِهِ في رَأسِ الجَبَلِ ۳ .

۱۱۹۴.تاريخ المدينة عن غسّان بن عبد الحميد :كانَ عمرُو بنُ العاصِ مِن أشدِّ النّاسِ طَعنا عَلى عُثمانَ ، وقالَ : وَاللّهِ لَقَد أبغَضتُ عُثمانَ وحَرَّضتُ عَلَيهِ حَتَّى الرّاعِيَ في غَنَمِهِ ، وَالسَّقّايَةَ تَحتَ قِربَتِها ۴ .

۱۱۹۵.الفتوح :دَخَلَ عَمرُو بنُ العاصِ عَلى عُثمانَ مُسَلِّما ، فَقالَ لَهُ عُثمانُ : يَابنَ العاصِ ! وأنتَ أيضا مِمَّن تَوَلَّيتَ عَلَى النّاسِ فيما بَلَغَني ، وتَسعى فِي السّاعينَ عَلَيَّ ، حَتّى قد أضرَمتَها وأسعَرتَها ، ثُمَّ تَدخُلُ مُسَلِّما عَلَيَّ ؟ ! ۵

۱۱۹۶.أنساب الأشراف :كان عَمرُو بنُ العاصِ قالَ لِعُثمانَ حينَ حَضَرَ الحِصارَ الأَوَّلَ : إنَّكَ يا عُثمانُ رَكِبتَ بِالنّاسِ النَّهابيرَ ۶ فَاتَّقِ اللّهَ وتُب إلَيهِ .

1.الظَّلَع : الميل عن الحقّ وضعف الإيمان (النهاية : ج۳ ص۱۵۹) .

2.نكأْتُ القَرحةَ : إذا قشرتها (النهاية : ج۵ ص۱۱۷) .

3.تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۵۶ وراجع الإصابة : ج۶ ص۲۴ الرقم ۷۸۱۲ والغدير : ج۹ ص۱۳۸ .

4.تاريخ المدينة : ج۳ ص۱۰۸۹ .

5.الفتوح : ج۲ ص۴۱۷ .

6.النهابير : الاُمور الشديدة الصعبة (النهاية : ج۵ ص۱۳۴) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
198

يَمُتُّ بِهِ إلّا أنَّهُ ابنُ عَمِّ الرَّسولِ ، وزَوجُ ابنَتِهِ ، وأبو سِبطَيهِ ، ونُسِيَ ما وَراءَ ذلِكَ كُلُّهُ ، وَاتَّفَقَ لَهُ مِن بُغضِ قُرَيشٍ وَانحِرافِها ما لَم يَتَّفِق لِأَحَدٍ .
وكانَت قُرَيشٌ بِمِقدارِ ذلِكَ البُغضِ تُحِبُّ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ ؛ لِأَنَّ الأَسبابَ الموجِبَةَ لِبُغضِهِم ۱ لَم تَكُن مَوجودَةً فيِهما ، وكانا يَتأَلَّفانِ قُرَيشا في أواخِرِ أيّامِ عُثمانَ ، ويَعِدانِهِم بِالعَطاءِ وَالإِفضالِ ، وهُما عِندَ أنفُسِهِما وعِندَ النّاسِ خَليفَتانِ بِالقُوَّةِ لا بِالفِعلِ ؛ لِأَنَّ عُمَرَ نَصَّ عَلَيهِما ، وَارتَضاهُما لِلخِلافَةِ ۲ .

5 / 3 ـ 5

تَأليبُ عَمرِو بنِ العاصِ

۱۱۹۲.اُسد الغابة :لَمَّا استَعمَلَهُ [أي عبدَ اللّهِ بنَ سَعدِ بنِ أبي سَرحٍ] عُثمانُ عَلى مِصرَ وعَزَلَ عَنها عَمروا جَعَلَ عَمرٌو يَطعَنُ عَلى عُثمانَ ، ويُؤَلِّبُ عَلَيهِ ، ويَسعى في إفسادِ أمرِهِ ۳ .

۱۱۹۳.تاريخ الطبري عن أبي عون مولى المِسْور :كانَ عمرُو بنُ العاصِ عَلى مِصرَ عامِلاً لِعُثمانَ ، فَعَزَلَهُ عَنِ الخَراجِ وَاستَعمَلَهُ عَلَى الصَّلاةِ ، وَاستَعمَلَ عَبدَ اللّهِ بنَ سَعدٍ عَلَى الخَراجِ ، ثُمَّ جَمَعَهُما لِعَبدِ اللّهِ بنِ سَعدٍ ، فَلَمّا قَدِمَ عمرُو بنِ العاصِ المَدينَةَ جَعَلَ يَطعَنُ عَلى عُثمانَ ، فَأَرسَلَ إلَيهِ يَوما عُثمانُ خالِيا بِهِ ، فَقالَ : يَابنَ النّابِغَةِ ما أسرَعَ ما قَمِلَ جُرُبّانُ ۴ جُبَّتِكَ ! إنَّما عَهدُكَ بِالعَمَلِ عاما أوَّلَ ، أ تَطعَنُ عَلَيَّ وتَأتيني بِوَجهٍ ، وتَذهَبُ عَنّي بِآخَرَ ؟ وَاللّهِ لَولا اُكلَةٌ ما فَعَلتَ ذلِكَ . قالَ : فَقالَ عَمرٌو : إنَّ كَثيرا مِمّا يَقولُ النّاسُ ويَنقُلونَ إلى وُلاتِهِم باطِلٌ ، فَاتَّقِ اللّهَ يا أميرَ المُؤمِنينَ في رَعِيَّتِكَ . فَقال

1.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصحيح : «لبُغضه» ؛ أي لبُغض عليّ عليه السلام .

2.شرح نهج البلاغة : ج۹ ص۲۸ .

3.اُسد الغابة : ج۳ ص۲۶۱ الرقم ۲۹۷۶ .

4.القَمِلُ : القذر ، والجُرُبّان : جيب القميص (النهاية : ج۴ ص۱۱۰ و ج ۱ ص۲۵۳) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 181631
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي