201
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَعضُهُم إلى بَعضٍ : أن أقدِموا ؛ فَإِن كُنتُم تُريدونَ الجِهادَ فَعِندَنَا الجِهادُ . وكَثُرَ النّاسُ عَلى عُثمانَ ونالوا مِنهُ أقبَحَ ما نيلَ مِن أحَدٍ ، وأصحابُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَرَونَ ويَسمَعونَ ؛ لَيسَ فيهِم أحدٌ يَنهى ولا يَذُبُّ إلّا نُفَيرٌ ، مِنهُم : زيدُ بنُ ثابِتٍ ، وأبو اُسَيدٍ السّاعِدِيُّ ، وكَعبُ بنُ مالِكٍ ، وحَسّانُ بنُ ثابِتٍ . فَاجتَمَعَ النّاسُ ، وكَلَّموا عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ ، فَدَخَلَ عَلى عُثمانَ ، فَقالَ :
النّاسُ وَرائي ، وقَد كَلَّموني فيكَ ، وَاللّهِ ما أدري ما أقولُ لَكَ ، وما أعرِفُ شَيئا تَجهَلُهُ ، ولا أدُلُّكَ عَلى أمرٍ لا تَعرِفُهُ ؛ إنَّكَ لَتَعلَمُ ما نَعلَمُ ، ما سَبَقناكَ إلى شيءٍ فنُخبِرَكَ عَنهُ ، ولا خَلَونا بِشَيءٍ فَنُبلِغَكَهُ ، وما خُصِصنا بِأَمرٍ دونكَ ، وقَد رَأَيتَ وسَمِعتَ ، وصَحَبتَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ونِلتَ صِهرَهُ ، ومَا ابنُ أبي قُحافَةَ بِأَولى بِعَمَلِ الحَقِّ مِنكَ ، ولَا ابنُ الخَطّابِ بِأَولى بِشَيءٍ مِنَ الخَيرِ مِنكَ ، وإنَّكَ أقرَبُ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله رَحِما ، ولَقَد نِلتَ مِن صِهرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ما لَم يَنالا ، ولا سَبَقاكَ إلى شَيءٍ .
فَاللّهَ اللّهَ في نَفسِكَ ؛ فَإِنَّكَ وَاللّهِ ما تُبَصَّرُ مِن عَمىً ، ولا تُعَلَّمُ مِن جَهلٍ ، وإنَّ الطَّريقَ لَواضِحٌ بَيِّنٌ ، وإنَّ أعلامَ الدّينِ لَقائِمَةٌ .
تَعلَمُ يا عُثمانُ أنَّ أفضَلَ عِبادِ اللّهِ عِندَ اللّهِ إمامٌ عادلٌ ، هُدِيَ وهَدى ، فَأَقامَ سُنَّةً مَعلومَةً ، وأماتَ بِدعَةً مَتروكَةً ، فَوَاللّهِ إنَّ كُلّاً لَبَيِّنٌ ، وإنَّ السُّنَنَ لَقائِمَةٌ لَها أعلامٌ ، وإنَّ البِدَعَ لَقائِمَةٌ لَها أعلامٌ ، وإنَّ شَرَّ النّاسِ عِندَ اللّهِ إمامٌ جائِرٌ ، ضَلَّ وضُلَّ بِهِ ، فَأَماتَ سُنَّةً مَعلومَةً ، وأحيا بِدعَةً مَتروكَةً ، وإنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «يُؤتى يَومَ القِيامَةِ بِالإمامِ الجائِرِ ولَيسَ مَعَهُ نَصيرٌ ولا عاذِرٌ ، فَيُلقى في جَهَنَّمَ ، فَيَدورُ في جَهَنَّمَ كما تَدورُ الرَّحا ، ثُمَّ يَرتَطِمُ في غَمرَةِ جَهَنَّمَ» .
وإنّي اُحَذِّرُكَ اللّهَ ، واُحَذِّرُكَ سَطوَتَهُ ونَقِماتِهِ ؛ فَإِنَّ عَذابَهُ شَديدٌ أليمٌ ، واُحَذِّرُكَ أن تَكونَ إمامَ هذِهِ الاُمَّةِ المَقتولَ ؛ فَإِنَّهُ يُقالُ : يُقتَلُ في هذِهِ الاُمَّةِ إمامٌ ، فَيُفتَحُ عَلَيهَا القَتل


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
200

فَقالَ لَهُ : يَابنَ النّابِغَةِ ! وإنَّكَ لَمِمَّن تُؤَلِّبُ عَلَيَّ الطَّغامِ ۱ ؛ لِأَن عَزَلتُكَ عَن مِصرَ .
فَخَرَجَ إلى فِلَسطينَ فَأَقامَ بِها في ما لَهُ هُناكَ ، وجَعَلَ يُحَرِّضُ النّاسَ عَلى عُثمانَ حَتّى رُعاةَ الغَنَمِ ، فَلَمّا بَلَغَهُ مَقتَلُهُ قالَ : أنَا أبو عَبدِ اللّهِ ، إنّي إذا حَكَكتُ قَرحَةً نَكَأتُها ۲ .

۱۱۹۷.تاريخ الطبري :لَمّا بَلَغَ عَمروا قَتلُ عُثمانَ قالَ : أنَا عَبدُ اللّهِ قَتَلتُهُ وأنَا بِوادِي السِّباعِ ، مَن يَلي هذَا الأَمرَ مِن بَعدِهِ ؟ إن يَلِهِ طَلحَةُ فَهُو فَتَى العَرَبِ سَيبا ۳ ، وإن يَلِهِ ابنُ أبي طالِبٍ فَلا أراهُ إلّا سَيَستَنظِفُ الحَقَّ ، وهُوَ أكرَهُ مَن يَليهِ إلَيَّ ۴ .

5 / 3 ـ 6

وَصِيَّةُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ

۱۱۹۸.أنساب الأشراف عن عثمان بن الشريد :ذُكِرَ عُثمانُ عِندَ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ في مَرَضِهِ الَّذي ماتَ فيهِ فَقالَ عَبدُ الرَّحمنِ : عاجِلوهُ قَبلَ أن يَتَمادى في مُلكِهِ ، فَبَلَغَ ذلِكَ عُثمانَ ، فَبَعَثَ إلى بِئرٍ كانَ يُسقى مِنها نَعَمُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ فَمَنَعَهُ إيّاها ۵ .

5 / 4

جُهودُ الإِمامِ لِلحَيلولَةِ دونَ الفِتنَةِ

۱۱۹۹.تاريخ الطبري عن عبد اللّه بن محمّد عن أبيه :لَمّا كانَت سَنَةُ أربَعٍ وثَلاثينَ كَتَبَ أصحاب

1.الطَّغام : من لا عقل له ولامعرفة . وقيل : هم أوغاد النّاس وأراذلهم (النهاية : ج۳ ص۱۲۸) .

2.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۹۲ و ج ۳ ص۷۰ عن عبد الوارث بن محرّر ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۲۸۴ كلاهما نحوه وراجع تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۵۷ و ص ۳۶۰ وتاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۷۵ .

3.السَّيْب : العطاء (لسان العرب : ج۱ ص۴۷۷) .

4.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۶۰ .

5.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۷۱ ، شرح نهج البلاغة : ج۳ ص۲۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 228975
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي