207
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

قالَ : فَلِمَ تَشتُمُ أصحابَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ولَستَ بِخَيرٍ مِنهُم ؟
قالَ عُثمانُ : أمّا أنتَ فَلَستُ أشتمُكَ ، ومَن شَتَمتُهُ فَما كانَ بِهِ عَجَزَ عَن شَتمي .
فَقالَ : ما لَكَ ولِعَبدِ اللّهِ بنِ مَسعودٍ هَجَرتَ قِراءَتَهُ وأمَرتَ بِدَوسِ بَطنِهِ ، فَهُوَ في بَيتِهِ لِما بِهِ وقَد أقرَأَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟
فَقالَ عُثمانُ : إنَّ الَّذي بَلَغَني مِنِ ابنِ مَسعودٍ أكثَرُ مِمّا بَلَغتَ مِنهُ ، وذاكَ أنَّهُ قالَ : وَدَدتُ أنّي وعُثمانَ بِرَمل عالِجٍ ۱ يَحُثُّ عَلَيَّ وأحَثُّ عَلَيهِ ، حَتّى يَموتَ الأَعجَزَ مِنّا .
قالَ : فَما لَكَ ولِعَمّارِ بنِ ياسِرٍ أمَرتَ بِدَوسِ بَطنِهِ حَتّى أصابَهُ الفَتقُ ؟
فَقالَ : لِأَنَّهُ أرادَ أن يُغرِيَ النّاسَ بِقَتلي .
قالَ : فَما لَكَ ولِأَبي ذَرٍّ حَبيبِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ سَيَّرتَهُ حَتّى ماتَ غَريبا طَريدا .
قالَ : لِما قَد عَلِمتَ أنَّهُ قَد أفسَدَ عَلَيَّ النّاسَ ، ورَماني بِكُلِّ عَيبٍ .
قالَ : فَما لَكَ ولِلأَشتَرِ وأصحابِهِ نَفَيتَهُم إلَى الشّامِ وفَرَّقتَ بَينَهُم وبَينَ أهاليهِم وأولادِهِم ؟
فَقالَ : لِأنَّ الأَشتَرَ أغرَى النّاسَ بِعامِلي سَعيدِ بنِ العاصِ ، وأضرَمَ الكوفَةَ عَلَيَّ نارا .
فَقالَ الزُّبَيرُ : يا عُثمانُ ! إنَّ هذِهِ الأَحداثَ الَّتي عَدَدتُها عَلَيكَ هِيَ أقَلُّ أحداثِكَ ، ولَو شِئتُ أن أرُدَّ عَلَيكَ جَميعَ ما تَحتَجُّ بِهِ لَفَعَلتُ ، وأراكَ تَقرَأُ صَحيفَتَكَ مِن حَيثُ تُريدُ ، وأخافُ عَلَيكَ يَوما لَهُ ما بَعدَهُ مِنَ الأَيّامِ ۲ .

1.عالِجٌ : هو ما تراكم من الرَّمل ، ودخلَ بعضه في بعض (النهاية : ج۳ ص۲۸۷) .

2.الفتوح : ج۲ ص۳۹۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
206

أبا عَمرٍو ، وَانظُر هَل بَقِيَ مِن عُمُرِكَ إلّا كَظِم ءِ الحِمارِ ۱ ؟ ! فَحَتّى مَتى وإلى مَتى ؟ !
أ لا تَنهى سُفَهاءَ بَني اُمَيَّةَ عَن أعراضِ المُسلِمينَ وأبشارِهِم وأموالِهِم ؟ ! وَاللّهِ لَو ظَلَمَ عامِلٌ مِن عُمّالِكَ حَيثُ تَغرُبُ الشَّمسُ لَكانَ إثمُهُ مُشتَرَكا بَينَهُ وبَينَكَ .
فَقالَ عُثمانُ : لَكَ العُتبى ، وأفعَلُ وأعزِلُ مِن عُمّالي كُلَّ مَن تَكرَهُهُ ويَكرَهُهُ المُسلِمونَ . ثُمَّ افتَرَقا ، فَصَدَّهُ مَروانُ بنُ الحَكَمِ عَن ذلِكَ ، وقالَ : يَجتَرِئُ عَلَيكَ النّاسُ ؛ فَلا تَعزِلُ أحَدا مِنهُم ! ۲ .

5 / 5

المُشاجَرَةُ بَينَ الزُّبَيرِ وعُثمانَ

۱۲۰۲.الفتوح :أقبَلَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ حَتّى دَخَلا عَلى عُثمانَ ثُمَّ تَقَدَّمَ إلَيهِ الزُّبَيرُ وقالَ : يا عُثمانُ ! أ لَم يَكُن في وَصِيَّةِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ : أن لا تَحمِلَ آلَ بَني مُعَيطٍ عَلى رِقابِ النّاسِ إن وُليتَ هذَا الأَمرَ ؟
قالَ عُثمانُ : بَلى .
قالَ الزُّبَيرُ : فَلِمَ استَعمَلتَ الوَليدَ بنَ عُقبَةَ عَلَى الكوفَةِ ؟
قالَ عُثمانُ : اِستَعمَلتُهُ كَمَا استَعمَلَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ عَمرَو بنَ العاصِ وَالمُغيرَةَ بنَ شُعبَةَ ، فَلَمّا عَصَى اللّهَ وفَعَلَ ما فَعَلَ عَزَلتُهُ وَاستَعمَلتُ غَيرَهُ عَلى عَمَلِهِ .
قالَ : فَلِمَ استَعمَلتَ مُعاوِيَةَ عَلَى الشّامِ ؟
فَقالَ عُثمانُ : لِرَأيِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فيهِ .

1.ظِم ء الحمار : أي لم يبق من عمره إلّا اليسير ، يقال : إنّه ليس شيء من الدوابّ أقصر ظِمأً من الحمار (لسان العرب : ج۱ ص۱۱۶) .

2.شرح نهج البلاغة : ج۹ ص۱۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 181616
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي